انطلق مساء أمس مهرجان ساحة الإكسبو للمنتجات الزراعية القطرية، الذي تنظمه وزارة البلدية ممثلة بإدارة الشؤون الزراعية بمنطقة المزارع، بمشاركة «26» مزرعة من المزارع المحلية، حيث تستمر فعاليات المهرجان إلى نهاية المعرض، خلال أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، انطلاقا من الساعة الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساء.

يأتي تنظيم المهرجان ضمن فعاليات معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر لدعم وتشجيع الإنتاج المحلي من كافة المنتجات الوطنية ومن بينها المنتجات الزراعية القطرية، ضمن الجهود الرامية لتحقيق الأمن الغذائي، والاهتمام والحرص على تطوير قطاع الزراعة، ودعم أصحاب المزارع المنتجة بالدولة.

المنتجات المحلية

وفي السياق أكد السيد يوسف خالد الخليفي، مدير إدارة الشؤون الزراعية، أن المهرجان الذي يقام بمنطقة المزارع في معرض إكسبو الدوحة للبستنة، يهدف إلى الترويج لإنتاج المزارع القطرية، والتعريف بالمنتجات المحلية لزوار معرض الإكسبو، وتشجيع أصحاب المزارع المحلية لإيجاد منفذ لعرض وتسويق إنتاجهم مباشرة للجمهور، بما ينعكس إيجابا على حجم مبيعاتهم، ويعزز قدراتهم على زيادة الإنتاج وتطوير الأسلوب التسويقي له.

وأوضح الخليفي أن مهرجان ساحة الإكسبو للمنتجات الزراعية القطرية يعتبر المشاركة الثانية لهم في المعرض، بعد المشاركة الأولى التي كانت بمعرض التمور المحلية، مشيرا إلى وجود فعاليات أخرى ستنطلق مثل فعالية الزهور والكنار والعسل وغيرها من المنتجات المحلية الموسمية، لافتا إلى عودة ساحات بيع المنتجات الزراعيَة المحليّة، في الوكرة، والخور والذخيرة، والشمال، والشيحانية، لفتح أبوابِها لاستقبال الجمهورِ مجددا بعد توقّفها خلال فصل الصيف، وبالتالي سيكون مهرجان ساحة الإكسبو سوقا إضافيا إلى جانب تلك الساحات.

المزارع المحلية

وقال مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، إن الوزارة قامت بتوفير ساحة الإكسبو للمنتجات الزراعية القطرية كسوق إضافي لعرض المنتجات المحلية، مشيرا إلى أهمية دور الجمهور في دعم المنتج المحلي، حيث تشارك في هذا المعرض «26» مزرعة من المزارع المحلية، لافتا إلى مستوى الفائدة التي تنعكس على المزارع عبر هذا مهرجان الذي يعد منصة كبرى لدعم المزارع القطرية، حيث يأتي المستهلكون إليها مباشرة لشراء احتياجاتهم من جميع أنواع الخضروات بالإضافة إلى بعض الأنواع من الفاكهة مثل التين والفراولة.

وتطرق الخليفي إلى الدعم الذي توفره وزارة البلدية للمزارع المنتجة، مثل مبادرة تقديم خدمات الميكنة الزراعية المختلفة للموسم الزراعي 2023 – 2024، التي تأتي ضمن استراتيجية تطوير القطاع الزراعي ومواكبته للتكنولوجيا باستخدام أفضل الطرق والوسائل الحديثة في الزراعة، بالإضافة إلى زيادة مدخلات الإنتاج للمزارعين خلال الفترة السابقة، والمتمثلة في البذور والمبيدات والأسمدة الكيماوية والعضوية، مؤكدا حرصهم على ربط الدعم المقدم للمزارع بالكميات التي يحتاج إليها السوق حتى لا يكون هنالك فائض في السوق.

خطط زراعية

وأشار مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، إلى أنهم تلقوا «425» خطة زراعية من المزارعين لدراستها وتقييمها وتحليلها، حتى يكون توزيع حصص الدعم للمزارعين الموسم القادم قائما على الكميات التي يحتاجها السوق، مثل تطبيق رزنامة زراعية لضبط كمية المنتجات الزراعية وفقا للاحتياجات الفعلية للأسواق المحلية، حيث تحرص الدولة على زيادة المنتج المحلي ورفع كفاءته وفق معايير ترتبط بصحة وسلامة الأغذية وبجودة تنافسية عالية، لتلبية احتياجات المستهلك، وفي نفس الوقت تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية وبخاصة في السوق المحلي، وذلك ضمن إطار رؤية قطر الوطنية 2030.

وأوضح الخليفي أن إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية حريصة على جودة المنتجات المحلية حيث تقوم بأخذ عينات من المنتج الزراعي المحلي بشكل دوري للتأكد من جودتها بإخضاعها للكشف المخبري بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، مبينا أن مهرجان ساحة الإكسبو للمنتجات الزراعية القطرية التي تم تدشينها بالمعرض، ستكون إضافة حقيقية إلى الساحات التي أنشأتها وزارة البلدية منذ العام 2012، وتعتبر من أهم منافذ التسويق للمزارعين الذين يقومون بعرض وبيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين دون وسطاء وبأسعار مناسبة.

الأسلوب التسويقي

وتتيح ساحات المنتج الزراعي المحلي التي من ضمنها ساحة الإكسبو للمنتجات الزراعية القطرية للمستهلك فرصة قطف الثمار من المزرعة مباشرة دون وسيط أو عمولة، وشراء منتجات طازجة، ما ساهم في تحسين الأسلوب التسويقي وتقليل الفاقد من الخَضراوات وتحسين جودة الإنتاج، وإبراز منتجات أصحاب المزارع القطرية، حيث يتمتع القطاع الزراعي بأهمية خاصة في سياسات وتوجهات دولة قطر، نظرا لبعديه الاجتماعي والاقتصادي، وتم إيلاؤه المزيدَ من الاهتمام، حتى باتت مُساهمته في الناتج المحلي كبيرة ومقدَّرة.

وتشير المُعطيات إلى أن المزارعين القطريين أثبتوا خلال الفترة الماضية قدرتَهم على التحدي في توفير المنتجات الزراعية المحلية بكَميات كافية وبالجودة التي يتطلع إليها المُستهلكون، لذلك تحرص الجهات المعنية ممثلة في إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية على مساعدتهم بوضع خطة مُشجِّعة لتسويق مُنتجاتهم، من خلال إزالة كافة المعوقات والتحديات التي تواجه الإنتاج الزراعي، من أجل تعزيز النقلة النوعية التي شهدتها المزارع القطرية خلال السنوات القليلة الماضية، والتي كانت نتائجها طفرة إنتاجية كبيرة بمزارع الدولة.أكرم الفرجابي