تتدحرج فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة ككرة الثلج، وهي تأخذ أبعادا أكبر كل يوم، مع استمرار الأصوات الإسرائيلية المنادية بتفريغ قطاع غزة من الفلسطينيين، أو من معظمهم، لكنها ما زالت تجابه بعاملين اثنين يمنعان تنفيذها: تمسك الفلسطينيين بأرضهم على الرغم من العدوان الهمجي المستمر، والرفض المصري المطلق لهذه الطروحات.
يدرك الإسرائيليون أن غزة لن تستسلم، وهذا ليس موقف حركة حماس فحسب، وإنما هو موقف كل الشعب الفلسطيني في غزة، ومع ذلك لم تتوقف الدعوات المشبوهة لتهجير سكان القطاع، في إطار بحث حكومة نتانياهو عن «انتصار» للبقاء في السلطة كمخرج وحيد لدرء الأخطار التي تتهددها، وبخاصة رئيسها المتهم أولا بقضايا فساد، وليس آخرا الفشل في توقع ومواجهة «طوفان الأقصى».
وهكذا فإن حربا بلا نهاية هي ما يناسب رئيس الوزراء الإسرائيلي على أمل أن تمكنه من تعزيز نفسه وائتلافه، للاستمرار في الحكم، عبر قتل عدد لا يحصى من الفلسطينيين، ثم العمل على تهجير الآخرين.
حرب الإبادة التي يشنها الإسرائيليون تدخل في إطار درء المخاطر التي يواجهها نتانياهو، عبر الدفع باتجاه حلول أقل ما يقال فيها إنها إجرامية، سواء بسبب عمليات قتل المدنيين، أو تدمير مساكن ومستشفيات ومدارس القطاع، بحيث تصبح الحياة مستحيلة فيه، ومع استحالة «كرة الثلج» المشبوهة هذه قدما إلى الأمام ما زال المجتمع الغربي، وبخاصة الدول الغربية، عاجزا عن التصرف بما تمليه الشرائع الأخلاقية والقانونية، والتي تقتضي وقف حرب الإبادة هذه والتحذير بصورة واضحة للغاية من أن التهجير لن يمر.