أصبح واضحا للجميع أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة يخدم الأجندة السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهذه تتلخص في مواصلة العدوان دون أن تكون هناك خطة واضحة لما صار يُعرف باليوم التالي، ودون أن تتمكن العملية العسكرية من تحقيق أي هدف من أهداف العدوان، وأبرزها تدمير قدرات حماس واستعادة الأسرى، وما قاله أعضاء في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر حول عدم قدرة الجيش على تحقيق أي هدف من أهداف الحرب في قطاع غزة، واحتدام الخلاف الداخلي بإسرائيل حول من يتحمل مسؤولية الفشل الأمني والعسكري في مواجهة عملية طوفان الأقصى، يعكس طبيعة المأزق الإسرائيلي، وطبيعة الحرب برمتها، والتي يراد لها إنقاذ نتانياهو فحسب.

يعترف أعضاء في المجلس الوزاري المصغر بأن قدرات حماس قائمة وتؤدي وظائفها، وأن قادتها العسكريين أحياء، كما أن أغلبية الأنفاق لم تهدم بعد، كما يعترف هؤلاء بأن الحركة لا تزال تسيطر على قطاع غزة، رغم أشهر الحرب الثلاثة، وسط عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على استعادة أي أسير من خلال العملية البرية الراهنة.

وفي حين تعمل الولايات المتحدة من أجل منع تمدد هذا الصراع وتبديد التوترات الإقليمية، إلا أن هذه الجهود لن تكون كافية ما لم يتم البحث في العمق لوقف العدوان على غزة كوسيلة وحيدة لتجنب التصعيد، سواء على الحدود مع لبنان، أو في البحر الأحمر، بعد أن بات واضحا، باعتراف الإسرائيليين أنفسهم، أن هذه الحرب لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، سوى تدمير المساكن والمدارس والمستشفيات والمرافق الأخرى.