ما بين اجتياح وحصار بيروت عام 1982 واجتياح وتدمير غزة عام 2023.. موقف عربي واحد غارق في الشجب والاستنكار والإدانة..
فقبل أربعين عاما اجتاحت قوات الكيان الصهيوني لبنان، ووقفت على الجبل تقصف العاصمة اللبنانية برا وبحرا وجوا وعلى مدى 80 يوما، والعرب صم بكم عمي فهم لا يبصرون.. فيما قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والقوى اللبنانية تودع شهداءها وتناقش مع القوى اللبنانية الوطنية (أمل) بقيادة نبيه بري والحزب الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط.. الحلول مع مندوب أميركا فيليب حبيب.. وكانت أميركا تدخلت لوقف الحرب وانسحاب إسرائيل.. فأرسلت السياسي اللبناني فيليب حبيب فكان الاتفاق، بما يحمي بيروت من الدمار هو خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان إلى المنافي.. فنثرت لبنان القمح والشعير والملح على رجال المقاومة وهم يصعدون السفن في ميناء بيروت مغادرين إلى المنافي.
واليوم غزة.. التي وقفت بعزة لوقف مخطط اليمين الصهيوني بترحيل العرب من القطاع ومن غزة ومن شمال فلسطين.. وعلى مدى تسعين يوما وهي تلقن العدو دروسا في الرجولة.. والعرب أيضا غارقون في الشجب والإدانة والصمت إلا من رحم ربي..
وجاءت أميركا تبحث عن حلول، وسعد حداد يحمي غلاف غزة من أجيال ستكون أشد قوة من رجال القسام رجال يحملون إرثا من النضال.
وصورة ذهنية عن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل من تدمير مبانٍ فوق رؤوس ساكنيها، وتحويل القطاع الذي كان صاحب أعلى نسبة تعليم في العالمين العربي والإسلامي إلى مكان لا يصلح للحياة مع تدمير البنية التحتية من شوارع وشبكة مياه وصرف صحي، وتدمير محطات الكهرباء والآبار والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية..
هذه الصورة الذهنية يرسمها الفلسطينيون في كراساتهم المتبقية ليس للمتعة بل من أجل أن يواصلوا الانتقام..
لن ينسى الفلسطينيون مجازر دير ياسين وكفر قاسم والطمبورة، ولن ينسوا مجازر غزة والرمال وبيت لاهيا وجباليا وبني سهيلة وخزاعة وخان يونس ورفح ودير البلح لن ينسوا من دفنوا تحت الردم ومن بقرت بطونهن.. وكما كان السابع من أكتوبر بداية طوفان الأقصى فسوف يكون الخامس عشر من مايو 2027 هو نهاية الطوفان ورحيل آخر صهيوني عائدا إلى بلده..
نصيحتي إلى أميركا إذا يهمها الحفاظ على اليهود أن تبعث الهان عمر ورشيدة طليب للبحث مع حماس اليوم التالي لوقف الحرب.. فحماس هي الاقوى وهي صاحبة القرار.. حتى لو دمرتم كل مؤسساتها في غزة.. وسوف ترى النائبتان في البرلمان الأميركي الحل الذي يحفظ الحياة لمن اغتصبوا فلسطين، وارتكبوا المجازر.