ويعد مشهد الكأس الآسيوية مصدر فخر للرياضيين يعلق بأذهانهم مع حلول كل نسخة، الأمر الذي دفع الاتحاد الآسيوي لتغيير شكل الكأس بتصميم يتلاءم مع التطور المستمر لنظام البطولة. وعلى مدار (16) نسخة متتالية من كأس آسيا، ظلت المنتخبات المتوجة باللقب تتبادل رفع نسخة كأس واحدة ذات تصميم قديم، ظهر بداية مع تتويج منتخب كوريا الجنوبية بلقب النسخة الأولى عام 1956 في هونغ كونغ، واستمر مع المنتخبات المتوجة بالشكل والتصميم ذاته حتى نسخة 2015، التي أقيمت في أستراليا، وتوج بها المنتخب الأسترالي. ومع حلول نسخة العام 2019 التي توج بها المنتخب القطري في الإمارات، استحدث الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تصميما جديدا للكأس، يتواكب مع تطور البطولة، وزيادة عدد المنتخبات المشاركة فيها، لتقدم للبطل تحفة من التصميم الراقي. وبعد أن كانت المشاركة محصورة على 4 منتخبات فقط في النسخة الأولى، تواصلت زيادة عدد المنتخبات إلى 24 منتخبا، والذي شهدته النسخة الماضية، فيما سيكون العدد نفسه في كأس آسيا قطر 2023. ويشهد تصميم كأس آسيا الجديد تغييرا يتواكب مع التطور المستمر لنظام البطولة، ويتماشى مع التقدم والحداثة الذي يشهده العالم في المجالات كافة، ويحتوي في تفاصيله على تطور البطولة بمراحلها المختلفة، كما يحمل الكثير من الرموز المتعلقة بالقارة. واتسمت رحلة الوصول إلى الإبداع في تصميم الكأس المستحدث بالمثابرة في العمل من جميع العاملين في الاتحاد القاري الذين أظهروا الرغبة في كتابة عهد جديد للكرة الآسيوية في بطولة توصف دائما بأنها الأضخم في تاريخ القارة مع كل مرة تنطلق فيها كل 4 سنوات. واعتبر الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تغيير شكل الكأس أمرا ضروريا لتجسيد التطوير الشامل على شكل البطولة في العصر الحديث، وقال في تصريحات صحفية بمناسبة الشكل الجديد للكأس: منذ عام 1956 حصلنا على الكأس نفسها، وتماشيا مع المستقبل الجديد والمثير للبطولة، قررنا إطلاق كأس جديدة، وهي الكأس التي تجسد الإبداع في كرة القدم وفي البطولة القارية. ويعد التصميم الحديث للكأس أيقونة خاصة بالمنافسة، وصمم على شكل وعاء مع قاعدة دائرية، ويبلغ طول الكأس 78 سم، وعرضه 42 سنتيمترا وقد نحتت الكأس يدويا، واستغرقت عملية دق الصفائح المسطحة من الفضة الإسترليني 450 ساعة، منها 230 ساعة بالعمل اليدوي البحت، فقط من أجل إنشاء الشكل الأساسي. وتعتبر الفضة الإسترليني أنقى أنواع الفضة، وتحتوي على نسبة (7.5) في المئة من معادن أخرى /نحاس، نيكل، زنك/، وقد عمل على تصميم الكأس 12 حرفيا من جنسيات مختلفة. ويبلغ وزن الكأس 15 كيلو جراما، ويأتي تصميمها الخارجي على هيئة (زهرة اللوتس)، ببتلاتها الخمس /أوراق زهرة اللوتس/ التي تشير إلى /اتحاد غرب آسيا، واتحاد آسيا الوسطى، واتحاد جنوب، واتحاد شرق آسيا/، ويظلها جميعا الاتحاد الآسيوي.
ونقشت على قاعدة الكأس أسماء 7 منتخبات هي: (اليابان /4 ألقاب/، والسعودية /3 ألقاب/، وإيران /3 ألقاب/، وكوريا الجنوبية /لقبان/، ولكل من الكويت والعراق وأستراليا لقب). ويعد المنتخب القطري أول منتخب جديد يدون اسمه على الكأس الجديدة بعد أن تمكن من دخول سجل الأبطال وتدوين اسمه كبطل ثامن، وذلك خلال نسخة عام 2019. ويبدو أن ارتباط قطر بالتصميم الجديد للكأس لم يتوقف عند حدود التتويج بالبطولة في نسختها السابقة، بل سيمتد للنسخة المقبلة، فشعار بطولة /كأس آسيا قطر 2023/، التي ستقام خلال الفترة من 12 يناير إلى العاشر من فبراير 2024، مأخوذ من تصميم الكأس، حيث يجمع الشعار بين صورة ظلية للكأس بتصميمها الحالي مع العناصر الثقافية الفريدة التي تجسد روح البطولة، وتستوحي خطوطها من ريش الصقر المهيب، وهو طائر له أهمية تاريخية لدولة قطر، وبتلات زهرة اللوتس الأصلية في آسيا، وقد توحد الرمزان الأصليان الموجودان في الشعار بسمة واحدة وهي قدرتهما على الارتفاع فوق الماء، حيث تطفو زهرة اللوتس فوق الماء والصقر يحلق في السماء، كما تم تزيين الجزء العلوي من الشعار باللون الماروني الشهير أو العنابي، وهو اللون الوطني لدولة قطر. كما تستوحى الطباعة من الخط العربي، على اعتبار أن البطولة تقام في دولة عربية، وصمم ذيل الشعار بشكل يشبه الماس، وهو النقطة العربية أو النقطة التي يمكن رؤيتها عبر العديد من الأحرف العربية، وتعتبر رمزا للوضوح في الكتابة العربية، ليجمع بذلك الشعار شكل تصميم كأس البطولة مع ارتباطه بالبيئة والثقافة القطرية حتى تقام النسخة المقبلة. ونجح المنتخب القطري في رفع الكأس بشكلها الجديد، ودون اسمه في السجل الذهبي كبطل للقارة. وتستضيف الدوحة هذه النسخة من البطولة وسط تطلعات للمنتخب القطري للمحافظة على اللقب، في وقت تبحث فيه بقية المنتخبات عن الفوز بالكأس بحلتها الجديدة.