تبدو الحرب على أوكرانيا مرشحة للمزيد من التصعيد دون أن تلوح في الأفق أي بوادر على احتمال الدخول في مفاوضات يمكن أن تضع حدا لها بالطرق السلمية، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات اقتصادية تحمل المزيد من الأنباء السيئة للعالم بأسره.وسط هذه الأوضاع المتردية التي تنذر بالمزيد، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إن تل أبيب تضع خططاً عسكرية ضد ما وصفه بالتهديد النووي الإيراني، كما صرح بأن «إعداد الجبهة الداخلية للحرب يعتبر مهمة يجب تسريعها في السنوات المقبلة، كما يواصل الجيش الإسرائيلي الاستعداد للهجوم على إيران بشكل مكثف ويجب عليه الاستعداد لكل تطور وكل سيناريو».من المؤكد أن الولايات المتحدة ليست في وارد دخول حرب أخرى في المنطقة، وهذا ما تدركه تل أبيب، ورغم تضاؤل الآمال بإحياء الاتفاق النووي، فإن طهران وواشنطن لم تُخرجا بعد الخيار الدبلوماسي من جدول أعمالهما، وهذا يعني بأنه لا ضوء أخضر أميركيا لتل أبيب، وفي كل الأحوال فإن واشنطن المنشغلة بالحرب على أوكرانيا، لن تقبل بإشعال فتيل أزمة جديدة لا يمكن احتواؤها، وهي في قلب أزمة الحرب في أوكرانيا والتي يمكن أن تؤدي إلى مواجهة خطيرة بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية لا تحمد عقباها.وسط هذه الظروف المشتعلة تبدو الحاجة لحوار إقليمي في المنطقة أكثر ضرورة من أي وقت مضى آخر، لحل الخلافات السياسية والأمنية، الأمر الذي سيشجع على التوصل إلى اتفاق فيما يتعلق بالملف النووي، ويبعد شبح الحرب عن منطقة عانت بما فيه الكفاية من الحروب التي شهدتها، ومثل هذا الحوار يبدو أكثر إلحاحا من أي وقت آخر، لأنه من شأنه وحده تحقيق الأمن والاستقرار لجميع الدول ودفع عملية التنمية التي لا يمكن أن تزدهر في ظل النزاعات.