+ A
A -
في مغامرة رمضانية جديدة شنت مجموعة من الدول - ومنها العربية طبعا- هجوما اقتصاديا وماليا بهدف التأثير في الليرة التركية وضرب البورصة التركية. هذه الهجمة الجديدة قوبلت على منصات التواصل الاجتماعي بردين مختلفين. أما الرد الأول فتجلى في دعوات مشبوهة على المنصات العربية تدعو إلى مقاطعة المنتوجات التركية بل ومقاطعة السياحة في تركيا هذا الصيف. الرد الثاني جاء معاكسا للأول مناصرا الوقوف إلى جانب تركيا والدعوة إلى دعمها ضد كل محاولات الانقلاب المالي والاقتصادي التي تتعرض لها. هذه الجولة الجديدة من الصراع في المنطقة تسمح بإبداء جملة من الخلاصات.
أول الاستنتاجات إنما تتعلق بحضور الفاعل التركي نفسه على الساحة الدولية بشكل عام وعلى الساحة المشرقية بشكل خاص. فالنظام العدواني العالمي لم يستسلم بعد فشل الانقلاب الأول وهاهو يحاول الانقلاب الثاني والثالث والرابع وبوسائل مختلفة من أجل منع تركيا من أن تصل إلى ما قد تصل إليه من استقلالية وسيادة. لن يهدأ بال الجماعة حتى يعيدوا تركيا إلى حظيرة الطاعة وحتى تنخرط من جديد في منظومة الاستبداد العربي خاصة بعد أن أزاحت عنها الحكم العسكري الحديدي وانخرطت في المنظومة الديمقراطية العالمية. المحاولة الفاشلة تندرج في سياق حساس يتعلق أساسا بالانتخابات التركية من جهة ومحاولة منع تركيا أردوغان من بلوغ سنة 2023 التي ينتهي بموجبها مفعول اتفاقية لوزان التي تبلغ مائة عام بعد أقل من خمس سنوات وهي المعاهدة التي ستحرر تركيا من قيود كثيرة تخص معابرها المائية بشكل خاص.
أما من جهة عربية وإقليمية فإن اللاعب التركي قد نجح في فرض توازن إقليمي بين القوى المكونة للمنطقة خاصة منذ تولي حزب العدالة والتنمية دفة الحكم في البلاد. فبعد الانقلاب المصري الدامي نجحت تركيا في منع اكتساح الثورة المضادة كامل المجال الحيوي وآخرها دولة قطر عندما تمكنت تركيا من ثني دول الحصار وردعهم عن كل مغامرة عسكرية غير محسوبة في قطر. أما اليوم فتشكل تركيا عنصر توازن مركزي مشرقيا ليس فقط بوقوفها في مواجهة إيران كمعدل لحضورها لكن بسبب انخراطها في أزمات المنطقة مثل الحرب في سوريا.
هذا الدور التعديلي للفاعل التركي مشرقيا هو المستهدف من هذا الانقلاب ومن كل محاولات ضرب استقرار تركيا وهو مستهدف كذلك من أجل تمرير صفقة القرن وإعادة منظومة الاستبداد في ليبيا وسوريا ومصر واليمن وتونس كما كانت من قبل.
بقلم : محمد هنيد
أول الاستنتاجات إنما تتعلق بحضور الفاعل التركي نفسه على الساحة الدولية بشكل عام وعلى الساحة المشرقية بشكل خاص. فالنظام العدواني العالمي لم يستسلم بعد فشل الانقلاب الأول وهاهو يحاول الانقلاب الثاني والثالث والرابع وبوسائل مختلفة من أجل منع تركيا من أن تصل إلى ما قد تصل إليه من استقلالية وسيادة. لن يهدأ بال الجماعة حتى يعيدوا تركيا إلى حظيرة الطاعة وحتى تنخرط من جديد في منظومة الاستبداد العربي خاصة بعد أن أزاحت عنها الحكم العسكري الحديدي وانخرطت في المنظومة الديمقراطية العالمية. المحاولة الفاشلة تندرج في سياق حساس يتعلق أساسا بالانتخابات التركية من جهة ومحاولة منع تركيا أردوغان من بلوغ سنة 2023 التي ينتهي بموجبها مفعول اتفاقية لوزان التي تبلغ مائة عام بعد أقل من خمس سنوات وهي المعاهدة التي ستحرر تركيا من قيود كثيرة تخص معابرها المائية بشكل خاص.
أما من جهة عربية وإقليمية فإن اللاعب التركي قد نجح في فرض توازن إقليمي بين القوى المكونة للمنطقة خاصة منذ تولي حزب العدالة والتنمية دفة الحكم في البلاد. فبعد الانقلاب المصري الدامي نجحت تركيا في منع اكتساح الثورة المضادة كامل المجال الحيوي وآخرها دولة قطر عندما تمكنت تركيا من ثني دول الحصار وردعهم عن كل مغامرة عسكرية غير محسوبة في قطر. أما اليوم فتشكل تركيا عنصر توازن مركزي مشرقيا ليس فقط بوقوفها في مواجهة إيران كمعدل لحضورها لكن بسبب انخراطها في أزمات المنطقة مثل الحرب في سوريا.
هذا الدور التعديلي للفاعل التركي مشرقيا هو المستهدف من هذا الانقلاب ومن كل محاولات ضرب استقرار تركيا وهو مستهدف كذلك من أجل تمرير صفقة القرن وإعادة منظومة الاستبداد في ليبيا وسوريا ومصر واليمن وتونس كما كانت من قبل.
بقلم : محمد هنيد