تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة مساء أمس افتتاح بطولة «كأس آسيا قطر 2023»، في استاد لوسيل الذي تلألأ بعروض فنية وثقافية حول أهم الموروثات الأدبية الآسيوية، عبر فصول رائعة استمدت إلهامها من الثقافات المتعددة والغنية للدول المشاركة، ليعيد إلى الأذهان حفل الافتتاح التاريخي لـ«كأس العالم FIFA قطر 2022»، تلك البطولة التي وصفها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، بأنها «أفضل كأس عالم في التاريخ»، وبالأمس استطاعت قطر مرة أخرى أن تخطف أنظار العالم بأسره، وأن توجه رسائل محبة وسلام عبر عرض اتسم بالبساطة والإبهار معا، وكما كان التركيز في مونديال «2022» على تحقيق التقارب بين جميع الشعوب، والتغلب على الاختلافات، جاء حفل افتتاح كأس آسيا محملا بالقيم الأخلاقية، عبر بناء قصصي شيق روى لنا فصلا من كتاب «كليلة ودمنة» الشهير، عبر عن مجموعة رسائل أخلاقية إنسانية ومجتمعية نبيلة، ولأن الافتتاح كان عنوانه السلام والأمان فقد حضرت فلسطين المثقلة بالجراح، ضمن فقرات الحفل، في لفتة كانت محل تقدير وإعجاب كبيرين، زادها ألقاً تنازل كابتن منتخبنا الوطني حسن الهيدوس عن تأدية قسم البطولة، حيث درجت العادة أن يقوم كابتن الدولة المضيفة بأدائه، ليطلب من لاعب منتخب فلسطين مصعب البطاط تأدية القسم.
ما شهدناه رسالة سلام من قطر أرض المحبة والسلام التي لطالما رأت في الرياضة وسيلة للتقارب والتعارف والوئام، وهو ما تجلى بالأمس في أبهى صوره وأكثرها رقيا وإبداعا.