تقومُ الرأسمالية على مبدأ «الحرية المطلقة»... والحديث عن الحرية المطلقة في مجتمع بشريّ ليس إلا نوعاً من السفسطائية والتّرف الفكريِّ... فلا بدَّ لأي مجتمع بشريٍّ من ضوابط، وهذا هو المعمول به في الدول الرأسمالية على أية حال! بينما تقوم الشيوعية على مبدأ «المساواة المطلقة»، والمساواة المطلقة تحملُ في طيّاتها وجهاً من وجوه الظلم، ناهيك أنها الأخرى شعار جميل برّاق لم يستطع أحدٌ منذ بدء الخليقة إلى اليوم تطبيقه في أي مجتمع بشري! أما الإسلام فيقوم على مبدأ «العدل»، وهو المبدأ الأسمى على الإطلاق، فلا هو مع الفرد يعيثُ فساداً في المجتمع، ولا مع المجتمع يكتم أنفاس الفرد، ولا هو ضدَّ الملكية الفردية والثراء، ولا مع الاحتكار والاستغلال... وهذا مبدأ تم تطبيقه فعلاً وواقعاً على ظهر الأرض في حقبات متفرقة من تاريخ حكم الإسلام!
غيّر أن مشكلة الإسلام اليوم ليست مع المفكرين من الأفكار الأخرى، وإنما مع الذين من المفترض أنهم «مفكرون إسلاميون» يعتقدون من حيث لا يدرون أنهم أعدل من الله سبحانه! وما أعلى أصواتهم إذا ناقشوا المواريث وتوزيعها على غير ما هي في القرآن!
منذ يومين خرج علينا محمد شحرور في برنامجه الرمضاني ليخبرنا أنه قد وضع مواريث جديدة، فيها إضافات مستحدثة فتحها الله عليه فتوح العارفين ليست موجودة في كلامه السابق عن المواريث! طبعاً قد يقول قائل: أين المشكلة في أن يجتهد الرجل في فهم المواريث فإن أخطأ فله أجر الاجتهاد وإن أصاب فله أجران؟!
وهذا سؤال مشروع لا شيء فيه لولا أنَّ محمد شحرور نفسه أغلق باب الاجتهاد في وجوه فقهاء الأمة جميعها، بل في وجه نبيها عليه الصلاة والسلام!
محمد شحرور من دعاة الاكتفاء بالقرآن الكريم دون السُّنّة النبوية الشريفة شارحة له، ومتممة لدين الإسلام بصفتها المصدر الثاني من مصادر التّشريع في الإسلام، فهو يرى أن ما عدا القرآن الكريم ليس إلا حواشي يمكن الاستغناء عنها! صحيح البخاري يمكن التعامل معه كأنه حبر على ورق، فهم الصحابة للإسلام شأنهم الشخصي ولا علاقة لنا به، أصحاب المذاهب جميعاً أضاعوا وقتاً واجتهدوا بما ليس لهم شأن فيه، فالإسلام لا يُؤخذ إلا من القرآن، وبهذا المنطق الأعوج لا تتعدى مهمة النبي في الإسلام إعطاءنا القرآن ثم كل إنسان وشأنه!
المهم ما علينا من كل ما سبق، الشيء الوحيد الذي لم أفهمه ولم أجد أحداً من الكائنات المحيطة بي أن يشرحه لي، كيف لرجل يدعو لترك شرح النبي للمصحف والدين، ويدعو لنبذ فهم الصحابة وآراء أصحاب المذاهب أن يدعونا لشراء كتابه الذي يحوي أفكاراً وفهما جديداً لآيات الميراث! فإن كان كل ما عدا القرآن بما في ذلك تفسير ابن كثير رتوشاً فما حاجتنا إلى «رتش» جديد يضيفه إلينا محمد شحرور! وإن كان لا بد من إعمال العقل لفهم المصحف فمن العدل احترام الفقهاء الأوائل واجتهاداتهم فعلى الأقل كانوا يحفظون القرآن، ويقرأونه بشكل صحيح، ولا يُخطِئ أحدهم ثلاثة أخطاء في الآية الواحدة، فيرفع فيها وينصب ويجر على هواه كما حدث مع شحرور في حلقته الميراثية!
بقلم : أدهم شرقاوي
غيّر أن مشكلة الإسلام اليوم ليست مع المفكرين من الأفكار الأخرى، وإنما مع الذين من المفترض أنهم «مفكرون إسلاميون» يعتقدون من حيث لا يدرون أنهم أعدل من الله سبحانه! وما أعلى أصواتهم إذا ناقشوا المواريث وتوزيعها على غير ما هي في القرآن!
منذ يومين خرج علينا محمد شحرور في برنامجه الرمضاني ليخبرنا أنه قد وضع مواريث جديدة، فيها إضافات مستحدثة فتحها الله عليه فتوح العارفين ليست موجودة في كلامه السابق عن المواريث! طبعاً قد يقول قائل: أين المشكلة في أن يجتهد الرجل في فهم المواريث فإن أخطأ فله أجر الاجتهاد وإن أصاب فله أجران؟!
وهذا سؤال مشروع لا شيء فيه لولا أنَّ محمد شحرور نفسه أغلق باب الاجتهاد في وجوه فقهاء الأمة جميعها، بل في وجه نبيها عليه الصلاة والسلام!
محمد شحرور من دعاة الاكتفاء بالقرآن الكريم دون السُّنّة النبوية الشريفة شارحة له، ومتممة لدين الإسلام بصفتها المصدر الثاني من مصادر التّشريع في الإسلام، فهو يرى أن ما عدا القرآن الكريم ليس إلا حواشي يمكن الاستغناء عنها! صحيح البخاري يمكن التعامل معه كأنه حبر على ورق، فهم الصحابة للإسلام شأنهم الشخصي ولا علاقة لنا به، أصحاب المذاهب جميعاً أضاعوا وقتاً واجتهدوا بما ليس لهم شأن فيه، فالإسلام لا يُؤخذ إلا من القرآن، وبهذا المنطق الأعوج لا تتعدى مهمة النبي في الإسلام إعطاءنا القرآن ثم كل إنسان وشأنه!
المهم ما علينا من كل ما سبق، الشيء الوحيد الذي لم أفهمه ولم أجد أحداً من الكائنات المحيطة بي أن يشرحه لي، كيف لرجل يدعو لترك شرح النبي للمصحف والدين، ويدعو لنبذ فهم الصحابة وآراء أصحاب المذاهب أن يدعونا لشراء كتابه الذي يحوي أفكاراً وفهما جديداً لآيات الميراث! فإن كان كل ما عدا القرآن بما في ذلك تفسير ابن كثير رتوشاً فما حاجتنا إلى «رتش» جديد يضيفه إلينا محمد شحرور! وإن كان لا بد من إعمال العقل لفهم المصحف فمن العدل احترام الفقهاء الأوائل واجتهاداتهم فعلى الأقل كانوا يحفظون القرآن، ويقرأونه بشكل صحيح، ولا يُخطِئ أحدهم ثلاثة أخطاء في الآية الواحدة، فيرفع فيها وينصب ويجر على هواه كما حدث مع شحرور في حلقته الميراثية!
بقلم : أدهم شرقاوي