+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام المنصرم فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حصارا، على دولة قطر بعد حملة إعلامية تحريضية غير مسبوقة، أعقبت اختراق وكالة الأنباء القطرية وفبركة حديث لا أساس له، وهي القصة التي بات يعرفها القاصي والداني، والتي خضعت أيضا لتحقيقات مكثفة شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وانتهت، وكل الأصابع تشير لإمارة الشر والسوء: أبو ظبي.
لم أكن أريد أن أعيد على القارئ الكريم ما بتنا جميعا نعرفه، لكن هذا المدخل بدا لي ضروريا لاعتبارات مختلفة، فلو أن دول الحصار، وهي تدبر مؤامرتها الدنيئة بليل، كان لديها ما يمكن أن تأخذه على قطر، ما كانت لجأت إلى القرصنة والفبركة، لتبرير الحملة الإعلامية الشرسة، التي تبعت الحديث المفبرك، والتي ظهر جليا أنها كانت معدة منذ زمن.
هذه الألعاب الصبيانية لم تنطل على أحد منذ البداية، وكان واضحا أنها مجرد ذرائع لإغلاق الحدود البرية والبحرية مع قطر وفرض حظر على حركة الطيران مع الدوحة، على أمل التسبب بأضرار سياسية واقتصادية واجتماعية، والقيام بعمل عسكري لاحقا لـ «تأميم» قطر، ومصادرة سيادتها وقرارها وثرواتها..
«صبيان» الدول الأربع كانوا يعتقدون أن في مقدورهم ابتلاع قطر أرضا وشعبا، لكن هذا البلد لم يكن لقمة سائغة لهم، ولن يكون، وبدا واضحا أن قيادتنا الرشيدة أدركت بسرعة أبعاد المؤامرة الرديئة ومراميها الفظيعة وأهدافها الدنيئة، وخلال أيام معدودة، بل لا أبالغ إن قلت خلال ساعات فقط، استطاعت تعويض وارداتها من الدول المحاصِرَة بمستوردات من الدول الشقيقة والصديقة، وعجَّلت بتفعيل تعاونها الاستراتيجي مع تركيا التي أرسلت قواتها العسكرية إلى قطر حتى تمثِّل ردعًا عن أي تصعيد عسكري محتمل، وتمكنت من ترجيح كفة المؤسسات الأميركية، الخارجية والدفاع، إلى صفها، كل ذلك أفشل رهان دول الحصار على إخضاع قطر والتحكم في استقلال قرارها الوطني.
أدركت قيادتنا منذ اللحظة الأولى أن هدف «اللعبة» أكبر مما كان يبدو، تأسيسا على تجارب سابقة، وظهر جليا للعالم بأسره أن المطلوب قطر قيادة وحكومة وشعبا وتاريخا، فكان التحرك الرسمي القطري داخليا عبر تأمين كل متطلبات شعبنا والمقيمين على أرضنا، وخارجيا عبر حملة دبلوماسية شجاعة وصبورة ومهنية اتسمت بالرقي، عبر سرد الوقائع والحقائق لتوضيح أبعاد ما تم تدبيره بليل.
اليوم تدخل الأزمة الخليجية عامها الثاني، ولا حل في الأفق القريب، صحيح أن خلافات سابقة قد عصفت بالعلاقات السياسية بين دول الخليج، إلا أن هذه الأزمة غير مسبوقة بإجراءاتها وتفاعلاتها منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981.
ويبدو أن قرار تكثيف الضغوط على قطر الذي أعلنته السعودية والإمارات والبحرين ومصر من أجل إحداث تغيير في سياسات قطر، عبر ثلاثة مسارات، يقوم أولها على محاولة كسب الدعم الأميركي بقيادة الرئيس دونالد ترامب، ومحاولة تأليب الرأي العام المحلي، عبر مجموعة من الضغوط الاقتصادية والمعيشية والاستثمارية، ومن ذلك محاولة التلاعب بعملتنا الوطنية، من أجل الوصول أخيرا إلى إجبار قطر على الخضوع للمطالب التعجيزية التي نعرفها.
أبدأ بمحاولة كسب الدعم الأميركي، ويبدو أن دول الحصار كانت مطمئنة إلى ذلك، وقد اتخذ ترامب بالفعل موقفًا مؤيدًا لهذه الدول في البداية، بل ألمح، حينها، إلى أنه أدّى دورًا شخصيا في القرار خلال زيارته الرياض، في مايو 2017.
ففي 6 يونيو 2017، أي بعد يوم واحد من إعلان الدول الخليجية الثلاث، إضافة إلى مصر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، غرد ترامب على حسابه على «تويتر» قائلا: «خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط قلت إنه لا يمكن أن يستمر تمويل الفكر المتطرف. فأشار الزعماء إلى قطر». ثمَ ألحق ترامب هذه التغريدة باثنتين متتاليتين، قال فيهما: «من الجيّد أن نرى أن زيارة المملكة العربية السعودية واللقاء مع الملك و50 دولة بدآ بإعطاء نتائجهما، لقد قالوا إنهم سيتبنّون موقفًا أشد حزمًا في التعامل مع تمويل التطرّف، وكانت كل التلميحات تشير إلى قطر، ربما سيكون هذا الأمر بداية نهاية الإرهاب».
كان ذلك هو كل ما تريده دول الحصار للمضي بعيدا في حملتها ضد قطر، لكن قيادتنا، ما لبثت أن استعادت زمام المبادرة سريعا عبر توضيح الحقائق، وبدا أن الرئيس الأميركي لم يعد يميل إلى رواية «الرباعي»، بعد قراءته للتقارير الواردة من مؤسساته، وتطور استيعابه للموضوع، وبحسب بعض المراقبين، فإن موقف ترامب تغير نحو الدوحة خلال الأشهر الأولى تغيرا كبيرا، وصولا إلى الاعتراف بها «حليفا رئيسا»، وبالفعل أخذت العلاقات الثنائية أبعادا مختلفة بعد اللقاء الذي جمع صاحب السمو بالرئيس ترامب في 10 أبريل 2018 في البيت الأبيض، والذي يعتبر بحق محطة فارقة في طريق العلاقات بين البلدين عموما.
HE,S VERY POPULAR IN HIS COUNTRY. HIS PEOPLE LOVE HIM
هكذا استهل الرئيس الأميركي حديثه عن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، المحبوب من شعبه، هذه العبارة اختصرت حجم التغيرات التي طرأت على موقف ترامب، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ بادر ترامب في تصريحات لاحقة إلى القول إن بعض الدول في الشرق الأوسط «لن تصمد اسبوعا دون الحماية الأميركية، وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن هذه التصريحات أثارت غضبا خاصة في دولة الإمارات التي اعتبرت نفسها معنية بهذا التصريح أو الاستهداف».
تقول الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر لدراسة السياسات العامة في واشنطن، كريستيان أولريتشسين، يبدو أن تصريحات ترامب تسببت في انفجار غضب وحنق مكتومين، خاصة في الإمارات «حيث إن هناك إحساسا بضياع فرصة بعد كل ما بذلوه للتأثير في تفكير الإدارة الأميركية الحالية».
لم يكن حظ المسار الثاني أفضل حالا من الأول، وانتهت محاولة تأليب الرأي العام المحلي، عبر مجموعة من الضغوط الاقتصادية والمعيشية والاستثمارية، وعبر محاولة التلاعب بعملتنا الوطنية، إلى تلاحم قل نظيره، بل لم نشهد له مثيلا على الإطلاق في علاقات الحكومات بشعوبها، وصار «تميم المجد» رمزا للصمود والتلاحم والتكاتف، وتحول إلى أيقونة حقيقية تعبر عن كل ما يختلج في نفوسنا جميعا، قطريين ومقيمين.
المسار الثالث لم يفلح هو الآخر، لارتباطه بالمسارين الأول والثاني، وقد تمكنت قطر بفضل حملتها الدبلوماسية النشطة، والتكاتف الشعبي الهائل من مواجهة مطالب دول الحصار بشجاعة عبر التمسك بسيادتها وقرارها الوطني، دون أن ينازعها فيهما شيء.
هذه هي الصورة بعد عام من الحصار، وقد اختصرها النائب الكويتي السابق ناصر الدويلة في تغريدة معبرة، قبل أيام، قال فيها: تابعنا رد فعل الحكومة القطرية على إجراءات الحصار واكتشفنا حقائق لم نكن محيطين بها:
الأولى صلابة الإنسان القطري.
والثانية حكمة القيادة القطرية وسداد رأيها، ورباطة جأشها.
والثالثة التفاف الشعب كله حول أميره وحكومته.
والرابعة قوة إيمان القطريين وتمسكهم بدينهم وصدق توكلهم على الله.
هذا هو «سر قطر»، وهذه هي خلاصة العلاقة بين القطري وأرضه وقيادته، لذلك تكسرت كل محاولات دول الحصار وانتهت إلى فشل ذريع، فلا نفعت القرصنة والفبركة، ولا أفادت الضغوط ومحاولات شراء أصحاب النفوس الضعيفة والمريضة، ولا نجحت عمليات خداع الرأي العام الدولي بتلفيقات كاذبة وماجنة.
نعم لقد مر عام على حصار قطر، ازدادت فيه شبابا وقوة وبأسا، ونجحت عبر صمودها الأسطوري في تحويل الحصار الجائر إلى أداة للنهوض والاعتماد على الذات، بعد الله عز وجل.
في شهر رمضان المبارك من العام الماضي، فرضوا الحصار، وقطعوا الأرحام، وصدوا عن سبيل الله.
بعد مرور عام وفي الشهر الفضيل هذا مازالوا على غيّهم، وفي أمثال هؤلاء قال الله عز وجل في محكم تنزيله: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).
بقلم:عبد الرحمن القحطاني
مساعد رئيس التحرير
لم أكن أريد أن أعيد على القارئ الكريم ما بتنا جميعا نعرفه، لكن هذا المدخل بدا لي ضروريا لاعتبارات مختلفة، فلو أن دول الحصار، وهي تدبر مؤامرتها الدنيئة بليل، كان لديها ما يمكن أن تأخذه على قطر، ما كانت لجأت إلى القرصنة والفبركة، لتبرير الحملة الإعلامية الشرسة، التي تبعت الحديث المفبرك، والتي ظهر جليا أنها كانت معدة منذ زمن.
هذه الألعاب الصبيانية لم تنطل على أحد منذ البداية، وكان واضحا أنها مجرد ذرائع لإغلاق الحدود البرية والبحرية مع قطر وفرض حظر على حركة الطيران مع الدوحة، على أمل التسبب بأضرار سياسية واقتصادية واجتماعية، والقيام بعمل عسكري لاحقا لـ «تأميم» قطر، ومصادرة سيادتها وقرارها وثرواتها..
«صبيان» الدول الأربع كانوا يعتقدون أن في مقدورهم ابتلاع قطر أرضا وشعبا، لكن هذا البلد لم يكن لقمة سائغة لهم، ولن يكون، وبدا واضحا أن قيادتنا الرشيدة أدركت بسرعة أبعاد المؤامرة الرديئة ومراميها الفظيعة وأهدافها الدنيئة، وخلال أيام معدودة، بل لا أبالغ إن قلت خلال ساعات فقط، استطاعت تعويض وارداتها من الدول المحاصِرَة بمستوردات من الدول الشقيقة والصديقة، وعجَّلت بتفعيل تعاونها الاستراتيجي مع تركيا التي أرسلت قواتها العسكرية إلى قطر حتى تمثِّل ردعًا عن أي تصعيد عسكري محتمل، وتمكنت من ترجيح كفة المؤسسات الأميركية، الخارجية والدفاع، إلى صفها، كل ذلك أفشل رهان دول الحصار على إخضاع قطر والتحكم في استقلال قرارها الوطني.
أدركت قيادتنا منذ اللحظة الأولى أن هدف «اللعبة» أكبر مما كان يبدو، تأسيسا على تجارب سابقة، وظهر جليا للعالم بأسره أن المطلوب قطر قيادة وحكومة وشعبا وتاريخا، فكان التحرك الرسمي القطري داخليا عبر تأمين كل متطلبات شعبنا والمقيمين على أرضنا، وخارجيا عبر حملة دبلوماسية شجاعة وصبورة ومهنية اتسمت بالرقي، عبر سرد الوقائع والحقائق لتوضيح أبعاد ما تم تدبيره بليل.
اليوم تدخل الأزمة الخليجية عامها الثاني، ولا حل في الأفق القريب، صحيح أن خلافات سابقة قد عصفت بالعلاقات السياسية بين دول الخليج، إلا أن هذه الأزمة غير مسبوقة بإجراءاتها وتفاعلاتها منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981.
ويبدو أن قرار تكثيف الضغوط على قطر الذي أعلنته السعودية والإمارات والبحرين ومصر من أجل إحداث تغيير في سياسات قطر، عبر ثلاثة مسارات، يقوم أولها على محاولة كسب الدعم الأميركي بقيادة الرئيس دونالد ترامب، ومحاولة تأليب الرأي العام المحلي، عبر مجموعة من الضغوط الاقتصادية والمعيشية والاستثمارية، ومن ذلك محاولة التلاعب بعملتنا الوطنية، من أجل الوصول أخيرا إلى إجبار قطر على الخضوع للمطالب التعجيزية التي نعرفها.
أبدأ بمحاولة كسب الدعم الأميركي، ويبدو أن دول الحصار كانت مطمئنة إلى ذلك، وقد اتخذ ترامب بالفعل موقفًا مؤيدًا لهذه الدول في البداية، بل ألمح، حينها، إلى أنه أدّى دورًا شخصيا في القرار خلال زيارته الرياض، في مايو 2017.
ففي 6 يونيو 2017، أي بعد يوم واحد من إعلان الدول الخليجية الثلاث، إضافة إلى مصر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، غرد ترامب على حسابه على «تويتر» قائلا: «خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط قلت إنه لا يمكن أن يستمر تمويل الفكر المتطرف. فأشار الزعماء إلى قطر». ثمَ ألحق ترامب هذه التغريدة باثنتين متتاليتين، قال فيهما: «من الجيّد أن نرى أن زيارة المملكة العربية السعودية واللقاء مع الملك و50 دولة بدآ بإعطاء نتائجهما، لقد قالوا إنهم سيتبنّون موقفًا أشد حزمًا في التعامل مع تمويل التطرّف، وكانت كل التلميحات تشير إلى قطر، ربما سيكون هذا الأمر بداية نهاية الإرهاب».
كان ذلك هو كل ما تريده دول الحصار للمضي بعيدا في حملتها ضد قطر، لكن قيادتنا، ما لبثت أن استعادت زمام المبادرة سريعا عبر توضيح الحقائق، وبدا أن الرئيس الأميركي لم يعد يميل إلى رواية «الرباعي»، بعد قراءته للتقارير الواردة من مؤسساته، وتطور استيعابه للموضوع، وبحسب بعض المراقبين، فإن موقف ترامب تغير نحو الدوحة خلال الأشهر الأولى تغيرا كبيرا، وصولا إلى الاعتراف بها «حليفا رئيسا»، وبالفعل أخذت العلاقات الثنائية أبعادا مختلفة بعد اللقاء الذي جمع صاحب السمو بالرئيس ترامب في 10 أبريل 2018 في البيت الأبيض، والذي يعتبر بحق محطة فارقة في طريق العلاقات بين البلدين عموما.
HE,S VERY POPULAR IN HIS COUNTRY. HIS PEOPLE LOVE HIM
هكذا استهل الرئيس الأميركي حديثه عن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، المحبوب من شعبه، هذه العبارة اختصرت حجم التغيرات التي طرأت على موقف ترامب، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ بادر ترامب في تصريحات لاحقة إلى القول إن بعض الدول في الشرق الأوسط «لن تصمد اسبوعا دون الحماية الأميركية، وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن هذه التصريحات أثارت غضبا خاصة في دولة الإمارات التي اعتبرت نفسها معنية بهذا التصريح أو الاستهداف».
تقول الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر لدراسة السياسات العامة في واشنطن، كريستيان أولريتشسين، يبدو أن تصريحات ترامب تسببت في انفجار غضب وحنق مكتومين، خاصة في الإمارات «حيث إن هناك إحساسا بضياع فرصة بعد كل ما بذلوه للتأثير في تفكير الإدارة الأميركية الحالية».
لم يكن حظ المسار الثاني أفضل حالا من الأول، وانتهت محاولة تأليب الرأي العام المحلي، عبر مجموعة من الضغوط الاقتصادية والمعيشية والاستثمارية، وعبر محاولة التلاعب بعملتنا الوطنية، إلى تلاحم قل نظيره، بل لم نشهد له مثيلا على الإطلاق في علاقات الحكومات بشعوبها، وصار «تميم المجد» رمزا للصمود والتلاحم والتكاتف، وتحول إلى أيقونة حقيقية تعبر عن كل ما يختلج في نفوسنا جميعا، قطريين ومقيمين.
المسار الثالث لم يفلح هو الآخر، لارتباطه بالمسارين الأول والثاني، وقد تمكنت قطر بفضل حملتها الدبلوماسية النشطة، والتكاتف الشعبي الهائل من مواجهة مطالب دول الحصار بشجاعة عبر التمسك بسيادتها وقرارها الوطني، دون أن ينازعها فيهما شيء.
هذه هي الصورة بعد عام من الحصار، وقد اختصرها النائب الكويتي السابق ناصر الدويلة في تغريدة معبرة، قبل أيام، قال فيها: تابعنا رد فعل الحكومة القطرية على إجراءات الحصار واكتشفنا حقائق لم نكن محيطين بها:
الأولى صلابة الإنسان القطري.
والثانية حكمة القيادة القطرية وسداد رأيها، ورباطة جأشها.
والثالثة التفاف الشعب كله حول أميره وحكومته.
والرابعة قوة إيمان القطريين وتمسكهم بدينهم وصدق توكلهم على الله.
هذا هو «سر قطر»، وهذه هي خلاصة العلاقة بين القطري وأرضه وقيادته، لذلك تكسرت كل محاولات دول الحصار وانتهت إلى فشل ذريع، فلا نفعت القرصنة والفبركة، ولا أفادت الضغوط ومحاولات شراء أصحاب النفوس الضعيفة والمريضة، ولا نجحت عمليات خداع الرأي العام الدولي بتلفيقات كاذبة وماجنة.
نعم لقد مر عام على حصار قطر، ازدادت فيه شبابا وقوة وبأسا، ونجحت عبر صمودها الأسطوري في تحويل الحصار الجائر إلى أداة للنهوض والاعتماد على الذات، بعد الله عز وجل.
في شهر رمضان المبارك من العام الماضي، فرضوا الحصار، وقطعوا الأرحام، وصدوا عن سبيل الله.
بعد مرور عام وفي الشهر الفضيل هذا مازالوا على غيّهم، وفي أمثال هؤلاء قال الله عز وجل في محكم تنزيله: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).
بقلم:عبد الرحمن القحطاني
مساعد رئيس التحرير