+ A
A -
1 - علمتنا غزوة بدر أن العبد يريدُ واللهُ يريدُ ولا يكون إلا ما أراد الله، خرج المسلمون في طلب قافلة قريش، فرّ بها أبو سفيان، أفلتت قافلة المشركين وضاع صيد المسلمين، ظنَّ أطراف الصراع أن الأمر قد انتهى، وما تنتهي الأمور في الأرض قبل أن تقول السماء كلمتها، وقد قالت: فلتكن الحرب!
2 - علمتنا غزوة بدر أن الباطل يمشي نحو مصرعه، نجتْ القافلة من طلابها، ولكن قريشاً لم تنجُ من غرور أبي جهل، رأى الأمر فرصة سانحة، قال: لنقضِ عليهم! قال عتبة: اعصبوها برأسي وقولوا جبُن عتبة وارجعوا! ولكنه غرور الباطل، وفرعون هذه الأمة قتله غروره!
3 - علمتنا غزوة بدر أن لا أحد يعلم الغيب إلا الله، حتى النبي صلى الله عليه وسلم ظنَّ أن الأمر لن يكون أكبر من الإغارة على قافلة، ولو تواعد الطرفان لاختلفا في الميعاد، ولكنه موعد قضى الله أن يكون فكان!
4 - علمتنا غزوة بدر أن الحكيم لا ينام عن عدوه ولو كان نملة! فحكيم ولد آدم لم تشغله الدعوة عن أمر عدوه، ولم يصرفه القرآن وقيام الليل عن تتبع أخبار قريش، كان يتحسس أخبارهم، وإلا كيف عرف أساساً بأمر القافلة، إن هذا الدين توازن، فما يقوم الدين بهدم الدنيا، وما تستقيم الدنيا بهدم الدين!
5 - علمتنا غزوة بدر أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، فالذين حملوا السيوف في بدر مُنعوا من القتال لسنوات قبلها، إن الإسلام انتشر بالحق الكامن فيه، بالنور المنبعث من جنباته، ولكن الحق الذي لا تدعمه القوة يستهين به الناس، ولم يكن السيف إلا لإزالة العوائق من وجه الدعوة، وإلا فإن بلاداً كثيرة فتحها التجار المسلمون بأخلاقهم!
6 - علمتنا غزوة بدر أهم درس من دروس القيادة، الأخذ بالشورى، وضرب الرأي بالرأي، لما فيه مصلحة الأمة، قبل المعركة يقول سيدنا: أشيروا عليَّ أيها الناس! ولما رأى فيهم ما يسر قلبه سار بهم إلى القتال! وفي ترتيبات الحرب ينزل سيدنا على رأي الحباب بن المنذر، لنجعل آبار بدر خلف ظهورنا فنشرب ولا يشربون، ما دام الأمر ليس وحياً إنما هو الرأي والحرب والمكيدة! وبعد المعركة يستشير سيدنا أصحابه ماذا يفعل بالأسرى، ولو استغنى قائد عن الشورى لكان النبي صلى الله عليه وسلم أغناهم!
7 - علمتنا غزوة بدر أن الدعاء أخذ بالسبب أيضاً، ولو استغنى أحد عن الدعاء يوماً لاستغنى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، إنها حرب الإيمان الذي لا لبس فيه، ضد الشرك الذي لا لبس فيه، ولكن سيدنا كان يدعو ملء قلبه: اللهم نصرك الذي وعدتَ، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض أبداً!
8 - علمتنا غزوة بدر أن الجنة تحت ظلال السيوف، وأن الجهاد عبادة، وأن الرب الذي قال «كُتب عليكم الصيام» هو الذي قال «كُتب عليكم القتال»! لهذا لم يقل سيدنا لأصحابه قوموا إلى الحرب، وإنما قال قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فطاب هناك الموت وألقى عمير بن الحمام تمراتٍ بيده، إنه لوقت طويل أن تفصله هذه التمرات عن الجنة!
9 - علمتنا غزوة بدر أن النبلاء لا يشغلهم النصر عن الوفاء، عندما رُجم سيدنا النبي في الطائف ومنعته قريش من دخول مكة، أنزله مطعم بن عدي في جواره، فلما رأى أسرى المشركين في قيودهم قال يعلمنا أحد أهم دروس الوفاء في التاريخ: لو كان مطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء لأطلقتهم له! يا للوفاء يا رسول الله، يا للوفاء، تطلق من حاربوك لأجل مشرك صنع معك معروفاً!
10 - علمتنا غزوة بدر أن القائد لا يُخبئ أقاربه ويلقي بأولاد الناس في أتون المعارك، فعندما حانت لحظة البدء، واصطف الجيشان للمبارزة، أرسل سيدنا أحب أعمامه إليه، سيد الشهداء حمزة، وصهره وحبيبه علي بن أبي طالب، وابن عمه الآخر عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب!
بقلم : أدهم شرقاوي
2 - علمتنا غزوة بدر أن الباطل يمشي نحو مصرعه، نجتْ القافلة من طلابها، ولكن قريشاً لم تنجُ من غرور أبي جهل، رأى الأمر فرصة سانحة، قال: لنقضِ عليهم! قال عتبة: اعصبوها برأسي وقولوا جبُن عتبة وارجعوا! ولكنه غرور الباطل، وفرعون هذه الأمة قتله غروره!
3 - علمتنا غزوة بدر أن لا أحد يعلم الغيب إلا الله، حتى النبي صلى الله عليه وسلم ظنَّ أن الأمر لن يكون أكبر من الإغارة على قافلة، ولو تواعد الطرفان لاختلفا في الميعاد، ولكنه موعد قضى الله أن يكون فكان!
4 - علمتنا غزوة بدر أن الحكيم لا ينام عن عدوه ولو كان نملة! فحكيم ولد آدم لم تشغله الدعوة عن أمر عدوه، ولم يصرفه القرآن وقيام الليل عن تتبع أخبار قريش، كان يتحسس أخبارهم، وإلا كيف عرف أساساً بأمر القافلة، إن هذا الدين توازن، فما يقوم الدين بهدم الدنيا، وما تستقيم الدنيا بهدم الدين!
5 - علمتنا غزوة بدر أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، فالذين حملوا السيوف في بدر مُنعوا من القتال لسنوات قبلها، إن الإسلام انتشر بالحق الكامن فيه، بالنور المنبعث من جنباته، ولكن الحق الذي لا تدعمه القوة يستهين به الناس، ولم يكن السيف إلا لإزالة العوائق من وجه الدعوة، وإلا فإن بلاداً كثيرة فتحها التجار المسلمون بأخلاقهم!
6 - علمتنا غزوة بدر أهم درس من دروس القيادة، الأخذ بالشورى، وضرب الرأي بالرأي، لما فيه مصلحة الأمة، قبل المعركة يقول سيدنا: أشيروا عليَّ أيها الناس! ولما رأى فيهم ما يسر قلبه سار بهم إلى القتال! وفي ترتيبات الحرب ينزل سيدنا على رأي الحباب بن المنذر، لنجعل آبار بدر خلف ظهورنا فنشرب ولا يشربون، ما دام الأمر ليس وحياً إنما هو الرأي والحرب والمكيدة! وبعد المعركة يستشير سيدنا أصحابه ماذا يفعل بالأسرى، ولو استغنى قائد عن الشورى لكان النبي صلى الله عليه وسلم أغناهم!
7 - علمتنا غزوة بدر أن الدعاء أخذ بالسبب أيضاً، ولو استغنى أحد عن الدعاء يوماً لاستغنى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، إنها حرب الإيمان الذي لا لبس فيه، ضد الشرك الذي لا لبس فيه، ولكن سيدنا كان يدعو ملء قلبه: اللهم نصرك الذي وعدتَ، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض أبداً!
8 - علمتنا غزوة بدر أن الجنة تحت ظلال السيوف، وأن الجهاد عبادة، وأن الرب الذي قال «كُتب عليكم الصيام» هو الذي قال «كُتب عليكم القتال»! لهذا لم يقل سيدنا لأصحابه قوموا إلى الحرب، وإنما قال قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فطاب هناك الموت وألقى عمير بن الحمام تمراتٍ بيده، إنه لوقت طويل أن تفصله هذه التمرات عن الجنة!
9 - علمتنا غزوة بدر أن النبلاء لا يشغلهم النصر عن الوفاء، عندما رُجم سيدنا النبي في الطائف ومنعته قريش من دخول مكة، أنزله مطعم بن عدي في جواره، فلما رأى أسرى المشركين في قيودهم قال يعلمنا أحد أهم دروس الوفاء في التاريخ: لو كان مطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء لأطلقتهم له! يا للوفاء يا رسول الله، يا للوفاء، تطلق من حاربوك لأجل مشرك صنع معك معروفاً!
10 - علمتنا غزوة بدر أن القائد لا يُخبئ أقاربه ويلقي بأولاد الناس في أتون المعارك، فعندما حانت لحظة البدء، واصطف الجيشان للمبارزة، أرسل سيدنا أحب أعمامه إليه، سيد الشهداء حمزة، وصهره وحبيبه علي بن أبي طالب، وابن عمه الآخر عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب!
بقلم : أدهم شرقاوي