قامت «رؤية قطر الوطنية 2030» على الاهتمام بالإنسان القطري، وتحسين وضعه المعيشي والتعليمي والصحي، وفي الحديث عن ذلك لابد من التوقف أمام شريحة واسعة تمتلك الخبرات والمؤهلات، دون أن يتم الاستفادة منها على النحو الأمثل، وهي شريحة المتقاعدين.

ومع تقديرنا لمبادرة الخطوط الجوية القطرية وكتارا للضيافة، المتمثلة في طرح مجموعة خاصة من الخصومات الحصرية للمتقاعدين، تقديراً لتفانيهم وخدمتهم للوطن على مدار سنوات عديدة، وهي خطوة في غاية الأهمية، إلا أن عددا كبيرا من هؤلاء المتقاعدين مازال في مقدورهم العطاء والإسهام بفعالية في مسيرة التنمية الوطنية، وهي القضية التي ناقشها مجلس الشورى بالأمس، من كافة جوانبها، للوقوف على الحلول التي يمكن من خلالها إدماج المتقاعدين في سوق العمل وفق آليات واضحة، للاستفادة منهم في المشاريع التنموية التي تشهدها البلاد، ولسد النقص في بعض الوظائف التي تتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم.

ويتمتع المتقاعدون بخبرات متراكمة مهمة، كما أن لدى كثيرين منهم الرغبة والقدرة على الإسهام في النهضة الشاملة التي تشهدها قطر، والحال هذا، لابد من ابتكار آليات واضحة تتيح لهم العودة إلى العمل، خاصة في مجالات التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارات في مختلف المجالات، طالما أنهم لا يزالون قادرين على العطاء، وهم يمثلون طاقات وطنية وإضافة نوعية لسوق العمل، سوف تسهم في تنمية خبرات جيل الشباب وإكسابهم الكثير من المهارات.

وقد قرر المجلس تقديم اقتراح برغبة للحكومة حول هذا الموضوع، نأمل أن يتجسد بقرارات من شأنها الاستفادة من قدراتهم وخبراتهم على أفضل وجه ممكن.