+ A
A -
لو كانت عصبة الأمم، ثم منظمة الأمم المتحدة من بعد، اقرت من ضمن ميثاقها، الحجر على الزعيم السفيه الذي يهدد الأمن العالمي، لما وقعت الحرب العالمية الأولى، من اجل ارضاء جشع المستعمر، ولا كان هناك هتلر ولا موسوليني،، اللذان قادا إلى حرب كونية، حصدت اكثر من 20 مليون إنسان، ولم تبق ولم تذر، وكان نتاجها نظام بقطبين، يحكمان العالم بالنار والحديد، ولا كان هناك ميلوسفيتش الذي ارتكب مجازر البوسنة ولا شارون، ولا، ولا الخ، وما اكثر مجانين الصهاينة الذين انتقلوا إلى العالم الجديد ليشنوا حرباً على العالم.
ولو كان في ميثاق الجامعة العربية بند ينص على الحجر على الزعيم المجنون، والسفيه، لما كان وصل إلى سدة الحكم رجل مثل معمر القذافي، ولا زين العابدين، ولا مبارك ولا علي عبدالله صالح ولا بشار الأسد ولا حفتر، ولا من يساند حفتر، لأن من يفتح النار على شعبه سفيه، ومن يحارب شرع الله سفيه، لكن كيف نحدد السفيه ومن غير السفيه، ومن يحرك القوة العسكرية إذا كان أمرها بيد سفيه، هنا المعضلة الكبرى في ظل غياب الشعوب التي استكانت وباتت ترى في حكم السفيه قوة لها كما في حالات كثيرة من حالات وطننا العربي الحزين.
ومن ثم فإن إصلاح الأمم يبدأ من تضمين ميثاقها الحجر على الزعيم السفيه الذي يهدد الأمن والسلم العالميين وتحت البند السابع، حتى لا يأتينا زعيم يجعل العالم مشدوداً متوقعاً أن يضغط الزعيم المجنون ما لدية من رؤوس نووية ويدمر هذا الكون الجميل.
وأجزم لو كان في ميثاق الجامعة العربية هذا البند ولديها القوة التنفيذية لما تجرأ سفيه على تبذير أمواله لمنع قيام حكم الله.. ومن بعد أرجو أن تتبنى دبلوماسية عربية طرح تعديل ميثاق الجامعة العربية، ليتضمن الحجر على السفيه المستبد الذي يكمم الأفواه ويمنع الحريات وأن يتم تشكيل محكمة عدل عربية ترفع اليها قضايا الشعوب لعل في ذلك خلاص لهذه الأمة من التبعية والرضوخ لهيمنة السفهاء أولي القوة الذين أخذتهم العزة بالإثم وباتوا يقضون مضاجعنا ويهددون امننا، ونخشى على أبنائنا من بطشهم.
كلمة مباحة
الشعوب تصنع الحاكم المستبد
بقلم : سمير البرغوثي