+ A
A -
الموقف الغربي من حصار قطر موقف موضوعي مقارنة بالموقف العربي الذي يعتبر نفسه جزءا من المشكلة أما الموقف الغربي فيعي جيدا أهمية التداعيات المحتملة للأزمة على اقتصاده وعلى السلم الإقليمي وهي معطيات لا يأخذها النظام الرسمي العربي في الاعتبار بل يغلب عليه التهور والاندفاع وغياب البعد العقلاني. ونقصد بالموقف الغربي هنا الرأي العام القاعدي لا الرأي الرسمي المرتبط بالقرار السياسي أو بمصالح معينة.
تُبنى المواقف على أساس المنفعة والمصالح التي تعتبر المحدد لطبيعة العلاقات السياسية والدبلوماسية لكن من جهة مقابلة تملك المجتمعات الغربية وخاصة منها الأوروبية رأيا عاما نشطا ومتنوعا لا يخضع لنفس المؤثرات والقيود التي يعاني منها في المجتمعات العربية. فلا يمكن مثلا في أوروبا فرض رؤية واحدة أو تكريس توجه واحد يتناقض مع معطيات موضوعية على الأرض أو يتناقض مع المنطق العام لسياق الحدث وشروطه.
بناء على ما تقدم فقد أدرج الرأي العام الغربي حصار قطر ضمن منوالات العدوان الخارجي الذي تمارسه مجموعة دول قوية على دولة صغيرة. هذه القناعة نسفت كل الاتهامات التي كالتها دول الحصار محاولة التأثير في الرأي العام الأوروبي بشيطنة صورة قطر واتهامها بالإرهاب. فحتى هذه التهمة صارت اليوم تثير السخرية والشفقة في الإعلام الغربي نظرا لكونها تصدر عن أنظمة لا تعترف بحقوق الإنسان ولا بحرية التعبير فضلا عن كونها تعمل على منع دولة قطر من تنظيم كأس العالم وتطالب بإغلاق قناة الجزيرة العالمية.
إن عدالة القضية القطرية لا تكمن في بعدها السيادي فقط وهو البعد الذي ركز عليه المسؤولون القطريون في مجمل تصريحاتهم بل تتمثل عدالة القضية في كونها عدوانا مجانيا على منوال ناجح اقتصاديا وإعلاميا ورياضيا وهو ما ظهر للعيان بعد الحصار وما لم يكن بارزا قبله. إن المنطق الموضوعي والعقل التحليلي المنصف لا يمكن أن يرى في أزمة الخليج إلا عنوانا لعدوان تقوده دول كبيرة مساحة وسكانا على دولة صغيرة تخالفها الرأي والتوجه والإنجازات.
كان يمكن للرأي العم الغربي قبل الأزمة أن يصدق بعضا من الأكاذيب والأراجيف التي كانت تروجها دول الحصار في أوروبا عبر أذرعها هناك لكن من بركات الحصار أن أصبح تصديق هذه الترهات أمرا غير ممكن بسبب العدوان الذي تعرضت له قطر والذي حرك معها موجة كبيرة من التعاطف التلقائي الذي عرّى في نفس الوقت زيف الحصار وأكاذيب المحاصرين.
بقلم : محمد هنيد
تُبنى المواقف على أساس المنفعة والمصالح التي تعتبر المحدد لطبيعة العلاقات السياسية والدبلوماسية لكن من جهة مقابلة تملك المجتمعات الغربية وخاصة منها الأوروبية رأيا عاما نشطا ومتنوعا لا يخضع لنفس المؤثرات والقيود التي يعاني منها في المجتمعات العربية. فلا يمكن مثلا في أوروبا فرض رؤية واحدة أو تكريس توجه واحد يتناقض مع معطيات موضوعية على الأرض أو يتناقض مع المنطق العام لسياق الحدث وشروطه.
بناء على ما تقدم فقد أدرج الرأي العام الغربي حصار قطر ضمن منوالات العدوان الخارجي الذي تمارسه مجموعة دول قوية على دولة صغيرة. هذه القناعة نسفت كل الاتهامات التي كالتها دول الحصار محاولة التأثير في الرأي العام الأوروبي بشيطنة صورة قطر واتهامها بالإرهاب. فحتى هذه التهمة صارت اليوم تثير السخرية والشفقة في الإعلام الغربي نظرا لكونها تصدر عن أنظمة لا تعترف بحقوق الإنسان ولا بحرية التعبير فضلا عن كونها تعمل على منع دولة قطر من تنظيم كأس العالم وتطالب بإغلاق قناة الجزيرة العالمية.
إن عدالة القضية القطرية لا تكمن في بعدها السيادي فقط وهو البعد الذي ركز عليه المسؤولون القطريون في مجمل تصريحاتهم بل تتمثل عدالة القضية في كونها عدوانا مجانيا على منوال ناجح اقتصاديا وإعلاميا ورياضيا وهو ما ظهر للعيان بعد الحصار وما لم يكن بارزا قبله. إن المنطق الموضوعي والعقل التحليلي المنصف لا يمكن أن يرى في أزمة الخليج إلا عنوانا لعدوان تقوده دول كبيرة مساحة وسكانا على دولة صغيرة تخالفها الرأي والتوجه والإنجازات.
كان يمكن للرأي العم الغربي قبل الأزمة أن يصدق بعضا من الأكاذيب والأراجيف التي كانت تروجها دول الحصار في أوروبا عبر أذرعها هناك لكن من بركات الحصار أن أصبح تصديق هذه الترهات أمرا غير ممكن بسبب العدوان الذي تعرضت له قطر والذي حرك معها موجة كبيرة من التعاطف التلقائي الذي عرّى في نفس الوقت زيف الحصار وأكاذيب المحاصرين.
بقلم : محمد هنيد