+ A
A -
في المدرسة نتعلم فنون العلم وفنون الحياة..وفي المدرسة نتعلم فن الحرية إذا جاز التعبير وفن الديكتاتورية إن صح إطلاق الفن على العنف..
ندخل للمدرسة بصفحة بيضاء لنسجل عليها ما نكتسبه من علم العلوم ومن علوم الحياة.. فإما ترسلنا المدرسة للجامعات أو للشوارع الخلفية في المدن التي تتسكع على حافات الجريمة. ومن وحي العيد هذه القصة الصغيرة.
طلب مدرس اللغة العربية منا ونحن في نهاية المرحلة الإعدادية ان نكتب موضوعا تعبيريا عن العيد.. وكان عيد الفطر، ونحن المسكونون بالوجع، وجع الاحتلال وضياع الوطن، نبدأ موضوعنا بقول الشاعر:
عيد بأية حال عدت يا عيد
لما مضى أم فيك تجديد؟!
وبعد أن سلمنا دفاتر التعبير، أعادها المدرس في اليوم التالي.. وطلب من مجموعة من الطلاب قراءة ما كتبوا.. وكتب أحدهم «أسأل الله ان يعيد العيد وقد انصرف مدرس العربية عن المدرسة».. فقال له المدرس.. شكرا لك لكن لماذا تريدني ان أرحل..فقال له لأنك تلقننا ولا تعلمنا وتحاسبنا على أخطاء لم تعلمنا الصحيح منها.. ونحن نشعر بالفشل.. وأيدته مجموعة من الطلبة.. فسارع المدرس وقدم طلب استقالة وسلمه للطلبة ليقول لهم هذا أول درس في الديمقراطية وما يمكن ان تحققه الحرية وسوف تشكرونني!! هؤلاء الطلبة منهم من اصبح كاتبا وشاعرا وطبيبا ومهندسا وقائدا..
مدرس آخر رسمه أحد الطلبة بشكل غير لائق.. فعاقبه وطرده.. وطرد من تستر عليه.. فكان مصير هؤلاء الطلبة الشوارع الخلفية.
فالمدرس يرسم طريق الحياة إن أجاد فن التعامل في التعامل مع طلبته.. والقائد يضع لبنة البناء ان عرف كيف يقود شعبه.
كلمة مباحة
إن آتتك رياح الفرح فاغتنمها..
وليس هناك فرح «متألقا» كالعيد..
بقلم : سمير البرغوثي