+ A
A -
من الطبيعي جدا أن يحتفل كل عربي ومسلم بفوز الرئيس التاريخي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية، التي شهد العالم منافساتها بكل نزاهة وحيادية وموضوعية، وسبب الاحتفال أن هذا الرجل وفريقه قدّما طوال 16 سنة في السلطة الكثير لقضايا الأمة، كما نقل بلاده من مستوى متذبذب إلى وضع مطمئن في مختلف المجالات، حتى أصبح الأتراك مثالا حيا في التطور الاقتصادي والتنموي وحماية المكتسبات الديمقراطية والوحدة الوطنية.. بدليل إحباطهم المؤامرة الكبرى ضد بلادهم في منتصف 2016، ومن ثم الاحتكام إلى رأي الشعب في التعديل على الدستور، وجاء رأي الأغلبية بالموافقة على التحول للنظام الرئاسي، وبالأمس نزل الشعب لاختيار رئيسهم في عرس انتخابي عالمي نال إشادة المراقبين والمهتمين باستثناء بعض العرب المصدومين من شعبية أردوغان فأرادوا التقليل من هذا الفوز، وهم أساسا لم يشاركوا في دولهم إلا في انتخابات عريف الصف الدراسي ومدير الجمعية التعاونية..!
أردوغان الذي تنازل عن بقية فترته الرئاسية بإعلانه الانتخابات المبكرة، وهيأ الأجواء لمنافسيه بالعدالة دخل أمس -25 يونيو- رئيسا فعليا لتركيا لمدة خمس سنوات مقبلة، وهو بالمناسبة نفس اليوم الذي تحتفل فيه قطر بالذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد.. والزعيمان يتشابهان في عدة مزايا ومنها الإنجازات الملموسة والشعبية الكبيرة لهما في العالمين العربي والإسلامي نتيجة مواقفهما الواضحة والثابتة والمعلنة في وضح النهار.
شجرة مثمرة
تثير إحدى أشجار الخوخ بقرية قاسم جان التابعة لولاية إغدير، شرقي تركيا، انبهار واستغراب كل من يراها، فهي ليست شجرة عادية، إذ تنتج 10 أنواع مختلفة من الفاكهة.
قصة هذه الشجرة بدأت قبل نحو عامين على يد المزارع التركي سيف الدين كاماجي، بفضل تقنية التطعيم، التي تعرّف عليها من أحد أصدقائه خارج تركيا، واستطاع أن يطبقها بنجاح، بفضل شغفه وحبه لأرضه ومهنته.
كنت أتابع نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية عندما وقعت عيني على هذا التقرير الجميل ضمن نشرة وكالة أنباء الأناضول، شجرة واحدة تنتج عشرة أنواع من الفاكهة المختلفة، تأملوا معي وجه الشبه الكبير بين هذه الشجرة المعطاء، وبين الرجل الذي فاز برئاسة تركيا رجب طيب أردوغان، رجل واحد أنتج ما يشبه المعجزة، وحوّل تركيا إلى قوة سياسية واقتصادية يُحسب لها ألف حساب.
كان إجمالي حجم القوة الاقتصادية التركية حوالي 240 مليار دولار في سنة 2002، قبل وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى سدة الحكم في تركيا، ومن المرجح أن يرتفع حجم هذه القوة إلى أكثر من 850 مليار دولار لهذه السنة، ليصل إلى 1000 مليار دولار سنة 2020.
أسهمت هذه الإنجازات في أن تحتل تركيا المرتبة السادسة عشرة في ترتيب الاقتصاديات على المستوى العالمي، والسادسة على المستوى الأوروبي، اذ ضاقت الفجوة ولأول مرة بين معدلات التنمية التركية ومعدلات التنمية الأوروبية.. كما أصبح الاقتصاد الأكبر إسلاميًّا.
كيف حقق الاقتصاد التركي، وهو اقتصاد غير منتج للنفط، تلك الإنجازات خلال مدة قصيرة؟
قدّم حزب العدالة والتنمية رؤية نقدية عميقة تعتمد لغة الأرقام والمعلومات والحقائق للحالة الاقتصادية التركية قبل الانتخابات التي أوصلته للحكم عام 2002، وكوّن تصورا واضحا لأسباب الأزمة ومظاهرها وسبل الخروج منها، وحدّد رؤيته الاجتهادية بشكل واضح، وقدّمها للشعب، مقدما الوعود بتجاوز تلك الأزمة والخروج من الحالة السيئة، ولم تكن وعوده مبنية على شعارات ولغة خطابية أو فكرية، وإنما على برنامج اقتصادي، صاغه خبراء في المجال الاقتصادي التركي.
لقد وجد الحزب في الفساد السياسي سببا مباشرا للأزمة الاقتصادية التي تعانيها الدولة، مؤكدا انتهاج طريق الانفتاح الاقتصادي والخصخصة والتقارب مع أوروبا استراتيجية للخروج من الأزمة.
وأوضح الآليات التي سيعتمدها بهذا الخصوص والتي تقوم على استئصال مشكلات تركيا المستعصية بتعبئة الموارد الإنسانية والطبيعية المهملة، بما يجعلها دولة منتجة باستمرار وتنمو بالإنتاج، وتخفيض معدل البطالة، وردم الهوة في توزيع الدخل بما يزيد من مستوى الرفاه، واتباع سياسات تهدف إلى تحقيق الكفاءة والفاعلية في الإدارة العامة، واشراك المواطنين والمنظمات المدنية في عملية صنع القرار، بالإضافة إلى تحقيق الشفافية الكاملة والمحاسبة في كل جانب من جوانب الحياة العامة.
وقد كان لهذه الإصلاحات انعكاسات ايجابية على الاقتصاد التركي على المستوى الداخلي والخارجي في السنوات العشر الأخيرة، تمثلت برفع معدل دخل الفرد السنوي من 3.500 دولار عام 2002، إلى 18092 ألف دولار أميركي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد سكان تركيا يتجاوز الـ 70 مليونا.
لقد وصل الناتج القومي لتركيا عام 2013 إلى حوالي تريليون ومائة مليار دولار وهو يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصاديات ثلاث دول في الشرق الأوسط: إيران والسعودية والإمارات، فضلاً عن الأردن وسوريا ولبنان.
لست بصدد تعداد منجزات تركيا الاقتصادية في عهد الرئيس أردوغان فهي معروفة للجميع، لكن الإشارة إليها أمر لابد منه لفهم الأسباب التي تقف وراء الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة مؤخراً.
لقد راهنت القوى المناهضة لحزب العدالة على محاولة إحداث صدمة اقتصادية تؤدي إلى فشله في هذه الانتخابات، عبر ضرب العملة، والدعوة إلى مقاطعة تركيا سياحيا واستثماريا، وتسخير إعلامها في الأيام الأخيرة من أجل بروباغندا وحرب نفسية، وتحولت قنوات تليفزيونية عربية، سبق وأن احتفلت بالانقلاب الفاشل، إلى منصة دعاية ضد أردوغان والعدالة والتنمية إلى حد أنها شككت بنتائج الانتخابات التي ظهرت من صناديق الاقتراع.
هذه القوى ليست مجهولة الاسم والعنوان، وقد جاء رد الشعب التركي ساحقا عبر مشاركته الكبيرة جدا بنسبة وصلت إلى 87% من المسجلين على اللوائح الانتخابية، في أجواء من الهدوء، حيث لم تسجل تجاوزات أو انتهاكات، حسب شهادة اللجنة الأوروبية التي تولت مراقبة الانتخابات.
تحمل نتائج الانتخابات التركية رسائل محلية وخارجية عدّة:
لذلك كله نجح في الانتخابات، وسقطت رهانات القوى الخارجية ومؤامراتها، ومن هذه القوى دول عربية اعتقدت أن في مقدور مالها الفاسد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في تركيا، لكن «ضاعت فلوسك يا صابر»!
تماما كما خسرت عندما دعمت المحاولة الانقلابية الفاشلة، وهي مواقف مخزية سوف تبقى ماثلة في ذاكرة الأتراك طويلا. وكان فوز حزب العدالة أبلغ رد على السياسات التآمرية لهذه الدول، وتمثل الرد الملجم الآخر في ارتفاع مؤشرات أسواق المال التركية أمس عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات رسميا فوز الرئيس رجب طيب أردوغان، بالانتخابات الرئاسية، حيث تراجع سعر صرف الدولار الأميركي، إلى 4.54 مقابل الليرة التركية مع افتتاح تداولات الأسبوع، هبوطا من مستويات 4.67 قبيل الانتخابات لتحقق الليرة بذلك زيادة بمقدار 2.9 بالمائة، وفي نفس السياق، ارتفع مؤشر بورصة إسطنبول المئوي في تداولات الأسبوع الجديد الذي أعقب الانتخابات بنسبة 3.55 بالمائة، وسجلت بورصة إسطنبول ارتفاعا في أسعار 30 مؤشرا في سوق العقود الآجلة بنسبة 2.5 بالمائة.
هنيئا للشعب التركي خياره وانتصاره، وهنيئا لكل الذين راهنوا على هذا الفوز الكبير، الذي هو فوز لقيم العدالة والحرية والكرامة، وكل ما هو عظيم في حياة الأمم.
وأسعد هذا الفوز المهتمين بقضايا العرب والمسلمين
كما كان بمثابة سكين في خاصرة المتصهينين.. وانطلقت الأفراح في العواصم الإسلامية، فيما تتقبل دول الحصار العزاء في خسارة أموالها وضياع خططها وفشل مؤامراتها.
لقد انتخب الأتراك وفقا لمصالحهم، واختاروا الحزب الذي غيّر وجه تركيا الحديثة وأعاد صياغة سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والذين راهنوا على غير ذلك لا شك أن الحقد يأكل قلوبهم السوداء اليوم، أما الذين راهنوا على المستقبل ممثلا بالرئيس أردوغان وحزبه، فإن من حقهم الاحتفال بهذا النصر الكبير، الذي هو نصر لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية، ونحن هنا في قطر نشعر اليوم بالفخر لهذا الفوز المؤزر.
أعود لما بدأت به، فالرئيس أردوغان هو شجرة تركيا التي تُنتج كل أنواع الثمار، والذين انتخبوه يدركون أن تركيا ماضية معه نحو الأهداف الكبيرة التي يريدونها، أما الذين تآمروا وحاكوا مؤامراتهم ضده فكل ماسيجنونه هو سوء أفعالهم «وسواد وجيههم».
بقلم:محمد المري
رئيس التحرير المسؤول
أردوغان الذي تنازل عن بقية فترته الرئاسية بإعلانه الانتخابات المبكرة، وهيأ الأجواء لمنافسيه بالعدالة دخل أمس -25 يونيو- رئيسا فعليا لتركيا لمدة خمس سنوات مقبلة، وهو بالمناسبة نفس اليوم الذي تحتفل فيه قطر بالذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد.. والزعيمان يتشابهان في عدة مزايا ومنها الإنجازات الملموسة والشعبية الكبيرة لهما في العالمين العربي والإسلامي نتيجة مواقفهما الواضحة والثابتة والمعلنة في وضح النهار.
شجرة مثمرة
تثير إحدى أشجار الخوخ بقرية قاسم جان التابعة لولاية إغدير، شرقي تركيا، انبهار واستغراب كل من يراها، فهي ليست شجرة عادية، إذ تنتج 10 أنواع مختلفة من الفاكهة.
قصة هذه الشجرة بدأت قبل نحو عامين على يد المزارع التركي سيف الدين كاماجي، بفضل تقنية التطعيم، التي تعرّف عليها من أحد أصدقائه خارج تركيا، واستطاع أن يطبقها بنجاح، بفضل شغفه وحبه لأرضه ومهنته.
كنت أتابع نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية عندما وقعت عيني على هذا التقرير الجميل ضمن نشرة وكالة أنباء الأناضول، شجرة واحدة تنتج عشرة أنواع من الفاكهة المختلفة، تأملوا معي وجه الشبه الكبير بين هذه الشجرة المعطاء، وبين الرجل الذي فاز برئاسة تركيا رجب طيب أردوغان، رجل واحد أنتج ما يشبه المعجزة، وحوّل تركيا إلى قوة سياسية واقتصادية يُحسب لها ألف حساب.
كان إجمالي حجم القوة الاقتصادية التركية حوالي 240 مليار دولار في سنة 2002، قبل وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى سدة الحكم في تركيا، ومن المرجح أن يرتفع حجم هذه القوة إلى أكثر من 850 مليار دولار لهذه السنة، ليصل إلى 1000 مليار دولار سنة 2020.
أسهمت هذه الإنجازات في أن تحتل تركيا المرتبة السادسة عشرة في ترتيب الاقتصاديات على المستوى العالمي، والسادسة على المستوى الأوروبي، اذ ضاقت الفجوة ولأول مرة بين معدلات التنمية التركية ومعدلات التنمية الأوروبية.. كما أصبح الاقتصاد الأكبر إسلاميًّا.
كيف حقق الاقتصاد التركي، وهو اقتصاد غير منتج للنفط، تلك الإنجازات خلال مدة قصيرة؟
قدّم حزب العدالة والتنمية رؤية نقدية عميقة تعتمد لغة الأرقام والمعلومات والحقائق للحالة الاقتصادية التركية قبل الانتخابات التي أوصلته للحكم عام 2002، وكوّن تصورا واضحا لأسباب الأزمة ومظاهرها وسبل الخروج منها، وحدّد رؤيته الاجتهادية بشكل واضح، وقدّمها للشعب، مقدما الوعود بتجاوز تلك الأزمة والخروج من الحالة السيئة، ولم تكن وعوده مبنية على شعارات ولغة خطابية أو فكرية، وإنما على برنامج اقتصادي، صاغه خبراء في المجال الاقتصادي التركي.
لقد وجد الحزب في الفساد السياسي سببا مباشرا للأزمة الاقتصادية التي تعانيها الدولة، مؤكدا انتهاج طريق الانفتاح الاقتصادي والخصخصة والتقارب مع أوروبا استراتيجية للخروج من الأزمة.
وأوضح الآليات التي سيعتمدها بهذا الخصوص والتي تقوم على استئصال مشكلات تركيا المستعصية بتعبئة الموارد الإنسانية والطبيعية المهملة، بما يجعلها دولة منتجة باستمرار وتنمو بالإنتاج، وتخفيض معدل البطالة، وردم الهوة في توزيع الدخل بما يزيد من مستوى الرفاه، واتباع سياسات تهدف إلى تحقيق الكفاءة والفاعلية في الإدارة العامة، واشراك المواطنين والمنظمات المدنية في عملية صنع القرار، بالإضافة إلى تحقيق الشفافية الكاملة والمحاسبة في كل جانب من جوانب الحياة العامة.
وقد كان لهذه الإصلاحات انعكاسات ايجابية على الاقتصاد التركي على المستوى الداخلي والخارجي في السنوات العشر الأخيرة، تمثلت برفع معدل دخل الفرد السنوي من 3.500 دولار عام 2002، إلى 18092 ألف دولار أميركي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد سكان تركيا يتجاوز الـ 70 مليونا.
لقد وصل الناتج القومي لتركيا عام 2013 إلى حوالي تريليون ومائة مليار دولار وهو يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصاديات ثلاث دول في الشرق الأوسط: إيران والسعودية والإمارات، فضلاً عن الأردن وسوريا ولبنان.
لست بصدد تعداد منجزات تركيا الاقتصادية في عهد الرئيس أردوغان فهي معروفة للجميع، لكن الإشارة إليها أمر لابد منه لفهم الأسباب التي تقف وراء الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة مؤخراً.
لقد راهنت القوى المناهضة لحزب العدالة على محاولة إحداث صدمة اقتصادية تؤدي إلى فشله في هذه الانتخابات، عبر ضرب العملة، والدعوة إلى مقاطعة تركيا سياحيا واستثماريا، وتسخير إعلامها في الأيام الأخيرة من أجل بروباغندا وحرب نفسية، وتحولت قنوات تليفزيونية عربية، سبق وأن احتفلت بالانقلاب الفاشل، إلى منصة دعاية ضد أردوغان والعدالة والتنمية إلى حد أنها شككت بنتائج الانتخابات التي ظهرت من صناديق الاقتراع.
هذه القوى ليست مجهولة الاسم والعنوان، وقد جاء رد الشعب التركي ساحقا عبر مشاركته الكبيرة جدا بنسبة وصلت إلى 87% من المسجلين على اللوائح الانتخابية، في أجواء من الهدوء، حيث لم تسجل تجاوزات أو انتهاكات، حسب شهادة اللجنة الأوروبية التي تولت مراقبة الانتخابات.
تحمل نتائج الانتخابات التركية رسائل محلية وخارجية عدّة:
لذلك كله نجح في الانتخابات، وسقطت رهانات القوى الخارجية ومؤامراتها، ومن هذه القوى دول عربية اعتقدت أن في مقدور مالها الفاسد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في تركيا، لكن «ضاعت فلوسك يا صابر»!
تماما كما خسرت عندما دعمت المحاولة الانقلابية الفاشلة، وهي مواقف مخزية سوف تبقى ماثلة في ذاكرة الأتراك طويلا. وكان فوز حزب العدالة أبلغ رد على السياسات التآمرية لهذه الدول، وتمثل الرد الملجم الآخر في ارتفاع مؤشرات أسواق المال التركية أمس عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات رسميا فوز الرئيس رجب طيب أردوغان، بالانتخابات الرئاسية، حيث تراجع سعر صرف الدولار الأميركي، إلى 4.54 مقابل الليرة التركية مع افتتاح تداولات الأسبوع، هبوطا من مستويات 4.67 قبيل الانتخابات لتحقق الليرة بذلك زيادة بمقدار 2.9 بالمائة، وفي نفس السياق، ارتفع مؤشر بورصة إسطنبول المئوي في تداولات الأسبوع الجديد الذي أعقب الانتخابات بنسبة 3.55 بالمائة، وسجلت بورصة إسطنبول ارتفاعا في أسعار 30 مؤشرا في سوق العقود الآجلة بنسبة 2.5 بالمائة.
هنيئا للشعب التركي خياره وانتصاره، وهنيئا لكل الذين راهنوا على هذا الفوز الكبير، الذي هو فوز لقيم العدالة والحرية والكرامة، وكل ما هو عظيم في حياة الأمم.
وأسعد هذا الفوز المهتمين بقضايا العرب والمسلمين
كما كان بمثابة سكين في خاصرة المتصهينين.. وانطلقت الأفراح في العواصم الإسلامية، فيما تتقبل دول الحصار العزاء في خسارة أموالها وضياع خططها وفشل مؤامراتها.
لقد انتخب الأتراك وفقا لمصالحهم، واختاروا الحزب الذي غيّر وجه تركيا الحديثة وأعاد صياغة سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والذين راهنوا على غير ذلك لا شك أن الحقد يأكل قلوبهم السوداء اليوم، أما الذين راهنوا على المستقبل ممثلا بالرئيس أردوغان وحزبه، فإن من حقهم الاحتفال بهذا النصر الكبير، الذي هو نصر لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية، ونحن هنا في قطر نشعر اليوم بالفخر لهذا الفوز المؤزر.
أعود لما بدأت به، فالرئيس أردوغان هو شجرة تركيا التي تُنتج كل أنواع الثمار، والذين انتخبوه يدركون أن تركيا ماضية معه نحو الأهداف الكبيرة التي يريدونها، أما الذين تآمروا وحاكوا مؤامراتهم ضده فكل ماسيجنونه هو سوء أفعالهم «وسواد وجيههم».
بقلم:محمد المري
رئيس التحرير المسؤول