+ A
A -

من منا لا يعرف محافظة مسندم العمانية، القلعة الشامخة وحاضنة مضيق هرمز، الشريان الحيوي الذي يعد من أكثر الممرات المائية الدولية أهمية في العالم، والبوابة الشرقية لحركة التجارة والملاحة من وإلى الدول المطلة على الخليج العربي، فهي الثغر العماني الباسم الأنيق.

من منا لا يعرف الربان والسفير والوزير أحمد بن النعمان الكعبي أول مبعوث عربي إلى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وغيرها، عبر السفينة سلطانة والذي ترجع أصوله لمسندم، حيث تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وامتهن المحاسبة في العراق.

وقبل أيام ونظرا لأهميتها الاستراتيجية، قام السلطان هيثم بن طارق بزيارة هذه المحافظة والالتقاء بالمواطنين «برلمان عمان المفتوح» في كل شبر من أرض سلطنة عمان؛ إيمانا منه بأهمية الاستماع المباشر للمواطنين لما يطرحونه من رؤى ومقترحات تسهم في تنمية محافظاتهم وتطويرها، والتماس احتياجاتهم ولدفع الحركة الاقتصادية والتنموية.

وخلال اللقاء المفتوح تفضل السلطان هيثم بن طارق فوجّه بتنفيذ عدد من المشروعات التي تحتاج إليها المحافظة سكنية وتجارية وصناعية، فلا شيء يشبه محافظة مسندم إلا موقعها الهام، واليوم ستزداد جمالا ورونقا بافتتاح الطريق البحري الذي يربط مدنها مع المدن العمانية الأخرى، وإيضا بعد الانتهاء من المشاريع العملاقة التي وجه السلطان بإقامتها سريعا.

كانت مسندم جوهرة وستظل جوهرة من جواهر عُمان بمواطنيها وجبالها وسفنها وسواريها، وفنونها وعاداتها، واستثمار موقعها، وتأكيد السلطان بزيارتها مرة أخرى هي تأكيد لأهميتها وبشارة خير لهذه المحافظة ولكل من عليها.

حقا ازدانت محافظة مسندم بالزيارة التي سيكون لها ما بعدها من جهود تنموية ينعكس أثرها على أبناء المحافظة تجاريا وسياحيا وفق رؤية عمان 2040.

إنَّ مسيرة النهضة العمانية المتجددة تسير وفق رؤية حكيمة ونيرة. ولقاءات السلطان هيثم بن طارق مع المواطنين من أعيان وشيوخ ووجهاء المحافظات والاستماع لهم وجها لوجه، هي عادة توارثها سلاطين عمان.

كما تأتي الزيارة إيمانا من السلطان بأن تنمية الأوطان لا تقتصر على الحكومات فقط، بل أيضاً على القطاع الخاص كشريك عليه التزامات تجاه هذه المحافظة والارتقاء بها.

فمن لا يعرف تاريخ محافظة مسندم، فعليه قراءة كتب التاريخ والاطلاع على الجغرافيا، فهي جزء من التاريخ العماني العريق والبراق كالشمس التي تشرق على أرض هذه البلد قبل باقي البلدان، كما أن الزيارة تكريس لمد جسور التواصل بين المحافظات العمانية من ظفار إلى حاضنة مضيق هرمز والمتعايشة مع جبالها وامواجها الهادئة.. والله من وراء القصد[email protected]

copy short url   نسخ
24/01/2024
40