قالت اليازي الكواري إن أسباب عزوف القطريين عن ممارسة مهنة معلم والانخراط فيها معروفة لدى الجميع، سواء الوزارة أو المدرسة أو المعلمون أو مجالس الآباء، وتكمن في أن الوزارة والمدرسة يسندون إلى المعلم مهام كثيرة لا تمت لمهنته بصلة، فالمفروض أن يتم تعيين إداريين لها، ذلك لأنه بسبب هذه المهام يمكن أن يقضي المعلم وقته من الصباح حتى المساء خارج البيت ويعود مرهقا، ولا يدري كيف يقوم بالتحضير لدروس اليوم التالي، أيضا من الأسباب الأخرى عدم وجود حافز مادي يتناسب مع مشاق المهنة ومتطلباتها، فحينئذ يفكر الخريج القطري في التوجه إلى وظيفة أقل في ساعات الدوام وأعلى في الراتب والحافز المادي.

من هنا أرى أن الحل الجذري للمشكلة إعفاء المعلم من أية مهام خارج الفصل وزيادة الحافز المادي له كي تتغير الصورة الذهنية عنه في المجتمع، وحبذا لو تم إنتاج أعمال تليفزيونية مسلسلات أو برامج، تتناول قدسية هذه المهنة وفضل المعلم، وكيف أن كبار المفكرين في السابق أشادوا بالمعلم لدرجة أنهم شبهوا المعلم بالرسل في قول الشاعر: «قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا».