قال السيد سالم بن شافعه: لكي نكوِّن أو نعد كادرا قطريا من المعلمين علينا أن نتخذ حلولا واضحة، في المقدمة عدم إرهاق المعلم بالأعمال الإدارية، وإنما حصر دوره في الشرح فقط؛ كي يتفرغ ويبدع فيه، ويتعلم الأساليب الصحيحة لتوصيل المعلومة إلى الطالب، فالواقع أن المعلم مكلف بجدول الحصص وبحضور الورش وتنسيق ملفات وقد يستغرق يوما كاملا في هذه المهام التي لا تمت لوظيفته بصلة، وفي كثير من الأحيان لا يكفي اليوم الدراسي لأداء مهامه فيضطر للعمل أيام العطلات الرسمية، فكيف والحال هذه نقنع الخريج بالالتحاق بهذه المهنة؟.
لقد سبق أن طُرِحت هذه الظاهرة للمناقشة ولكنها مستمرة بسبب عدم وضع الحلول موضع التنفيذ، علما بأن الاهتمام بالمعلم خلال المرحلة المقبلة أصبح ضرورة قصوى، فالتعليم في العالم يتغير، يتجه إلى التعليم الرقمي، والاقتصاد يتجه إلى اقتصاد المعرفة، وكل هذه التغيرات تحتاج إلى خريجين على درجة عالية من المهارات والإبداع، ولن يتأتى هذا إلا إذا كان المعلم يتصف بهذه الصفات، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، أيضا يجب إعادة النظر في محتوى المناهج وعدد الحصص، فالعبرة بالكيف وليست بالكم، ونتمنى لبلدنا الغالي مستقبلا مزدهرا مع نظام تعليمي متطور.
