في قصة الرجل الذي قتل مائة نفس، يُخبرنا النبي، صلى الله عليه وسلم، أن رجلاً قتل تسعةً وتسعين نفساً، ثم بدا له أن يتوب، فقصد عابداً، وأخبره بما كان منه، وإن كان له من توبة، فقال له العابد ليس لك توبة، فقتله وأكمل به المائة!
ثم بدا له مجدداً أن يتوب فقصد عالماً، وأخبره بما كان منه، وإن كان له من توبة، فقال له سبحان الله ومن يمنعك من التوبة؟!
واقترح عليه أن يخرج من القرية التي هو فيها، لأنها أرض سوء إلى قرية فيها قوم صالحون، وبالفعل خرج صاحبنا يريد قرية الصالحين وهو في الطريق أدركه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأرسل الله ملكاً يحكم بينهم، وكان حكمه أن يقيسوا إلى أي القريتين هو أقرب، فكان أقرب للقرية الصالحة فأخذته ملائكة الرحمة، وفي روايات القصة أن الله قد أوحى للأرض أن تقاربي حتى يكون أقرب لقرية الصالحين، وفي أخرى أن الله أرسل ريحاً قذفته تجاه قرية الصالحين!
مهما يكن من أمر فلا خلاف أن الرجل لم يصل، ولكنه دخل الجنة، لأنه مات على الطريق!
وهنا يكمن السر: على الطريق!
لا يوجد طريق تخلو من عثرات، ومن الطبيعي أن تكون أكثر الطرق أشواكاً وحفراً هي الطريق إلى الجنة! فقد حُفتْ الجنة بالمكاره وحُفتْ النار بالشهوات!
نحن نخطئ هذا طبيعي نحن نهاية المطاف بشر.
نتكاسل في العبادات، كلنا يفتر ويكِل إلا من رحم ربي.
نخاف أن نقول كلمة الحق، هكذا هم الناس يحسبون الأمر بالمشاهدة لا باليقين.
نتعلق بالأسباب يحدث هذا كثيراً فلسنا أنبياءً.
لا نعامل الآخرين، كما يجب لأننا أمزجة وأهواء.
نخاصم وننافر فإن الأصل طين والشيطان مسلط والنفس أمارة بالسوء.
كل هذا يحدث، ولكنه قابل للإصلاح ما دمنا على الطريق، المعصية شوكة تُنزع بتوبة، والمشكلات حفر والعاقل يسارع للخروج منها، الخلافات مطبات مرة نتجاوزها ومرة لا ننتبه لها، كل هذا مقبول أن يقع وإن كان الأصل ألا يقع، ولكن من غير المقبول أن نحيد عن الطريق إلى الله!
يقول الشافعي رحمه الله: إذا كنتَ في الطريق إلى الله فاركض، فإذا صعب عليكَ فهرول، وإذا تعبتَ فامشِ، فإن لم تستطع فسِر ولو حبــواً، ولكن إياك والرجوع!
ويقول الألباني رحمه الله: الطريق إلى الله طويل، ونحن نمشي فيه كالسلحفاة، ليس المهم أن نصل، المهم أن نموت على الطريق!
ما دمنا على هذه الأرض سنخطئ، ونخاصم، ونبخل أحياناً، ونجبن أحياناً، لن نكون ملائكة مهما حاولنا أن نكون، وقد قال العارفون بالله: لم يكن أبداً من شروط السير إلى الله أن تكون بحالة طهر ملائكية، سر إليه بأثقال طينك فهو يحب قدومك عليه على أي حال كنت!
فلا تحيدوا عن الطريق!
بقلم : أدهم شرقاوي
ثم بدا له مجدداً أن يتوب فقصد عالماً، وأخبره بما كان منه، وإن كان له من توبة، فقال له سبحان الله ومن يمنعك من التوبة؟!
واقترح عليه أن يخرج من القرية التي هو فيها، لأنها أرض سوء إلى قرية فيها قوم صالحون، وبالفعل خرج صاحبنا يريد قرية الصالحين وهو في الطريق أدركه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأرسل الله ملكاً يحكم بينهم، وكان حكمه أن يقيسوا إلى أي القريتين هو أقرب، فكان أقرب للقرية الصالحة فأخذته ملائكة الرحمة، وفي روايات القصة أن الله قد أوحى للأرض أن تقاربي حتى يكون أقرب لقرية الصالحين، وفي أخرى أن الله أرسل ريحاً قذفته تجاه قرية الصالحين!
مهما يكن من أمر فلا خلاف أن الرجل لم يصل، ولكنه دخل الجنة، لأنه مات على الطريق!
وهنا يكمن السر: على الطريق!
لا يوجد طريق تخلو من عثرات، ومن الطبيعي أن تكون أكثر الطرق أشواكاً وحفراً هي الطريق إلى الجنة! فقد حُفتْ الجنة بالمكاره وحُفتْ النار بالشهوات!
نحن نخطئ هذا طبيعي نحن نهاية المطاف بشر.
نتكاسل في العبادات، كلنا يفتر ويكِل إلا من رحم ربي.
نخاف أن نقول كلمة الحق، هكذا هم الناس يحسبون الأمر بالمشاهدة لا باليقين.
نتعلق بالأسباب يحدث هذا كثيراً فلسنا أنبياءً.
لا نعامل الآخرين، كما يجب لأننا أمزجة وأهواء.
نخاصم وننافر فإن الأصل طين والشيطان مسلط والنفس أمارة بالسوء.
كل هذا يحدث، ولكنه قابل للإصلاح ما دمنا على الطريق، المعصية شوكة تُنزع بتوبة، والمشكلات حفر والعاقل يسارع للخروج منها، الخلافات مطبات مرة نتجاوزها ومرة لا ننتبه لها، كل هذا مقبول أن يقع وإن كان الأصل ألا يقع، ولكن من غير المقبول أن نحيد عن الطريق إلى الله!
يقول الشافعي رحمه الله: إذا كنتَ في الطريق إلى الله فاركض، فإذا صعب عليكَ فهرول، وإذا تعبتَ فامشِ، فإن لم تستطع فسِر ولو حبــواً، ولكن إياك والرجوع!
ويقول الألباني رحمه الله: الطريق إلى الله طويل، ونحن نمشي فيه كالسلحفاة، ليس المهم أن نصل، المهم أن نموت على الطريق!
ما دمنا على هذه الأرض سنخطئ، ونخاصم، ونبخل أحياناً، ونجبن أحياناً، لن نكون ملائكة مهما حاولنا أن نكون، وقد قال العارفون بالله: لم يكن أبداً من شروط السير إلى الله أن تكون بحالة طهر ملائكية، سر إليه بأثقال طينك فهو يحب قدومك عليه على أي حال كنت!
فلا تحيدوا عن الطريق!
بقلم : أدهم شرقاوي