دأبت دولة قطر على التحذير من تداعيات التصعيد في المنطقة، وحتى قبل بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لطالما حذرت قطر من أن بقاء القضية الفلسطينية دون حل، وعدم الانخراط في مفاوضات تقوم على حل الدولتين سوف يقود إلى الانفجار لا محالة، والمتتبع للمواقف والتصريحات والبيانات الصادرة عن قطر سوف يصل إلى حقيقة أن ما حذرت منه، مرارا وتكرارا، قد وقع أخيرا ولابد أمامه من التوصل إلى حلول لا تقف عند عتبة وقف العدوان فحسب، وإنما إحياء العملية السلمية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على حدود عام «1967».
في منتدى دافوس اختصر معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، جوهر الأزمة المؤلمة الحالية بثلاث كلمات: «التصعيد ليس حلا»، فخلال أكثر من «100» يوم على هذه الحرب وتداعياتها الإقليمية، بما في ذلك ما يحدث في البحر الأحمر، ربما يكون العالم بأسره قد اكتشف أخيرا أن التصعيد لن يؤدي سوى إلى نتيجة واحدة هي تفاقم حدة الحرب واتساع رقعتها وتفاقم تداعياتها، لذلك بذلت قطر جهودا كبيرة واستثنائية من أجل وقف إطلاق النار، وهي مازالت تبذل هذه الجهود لإيمانها التام بأن الحل الحقيقي هو عبر مفاوضات تقوم على قرارات الشرعية الدولية، وعن طريق ذلك فقط يمكن التوصل إلى حلول عادلة ودائمة، ليس لهذا الصراعات فحسب، لكن لكل الصراعات الأخرى المتفرعة عنه، ومع أن العالم بأسره يدرك ذلك، إلا أنه لم يفعل لتحقيقه الكثير، للأسف الشديد.