لطالما أكدت دولة قطر على أن الأمن والسلام في المنطقة لن يتحققا دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام «1967» وعاصمتها القدس الشرقية، ولو أن ذلك الحل كان قد تحقق منذ طرح مبادرة السلام العربية، ولو تم تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، لما كنا وصلنا إلى المشهد الدامي الراهن.
بالأمس تحدث معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال جلسة حوارية في المجلس الأطلسي بواشنطن، عن هذه القضية تحديدا حيث أعاد كل شيء إلى غياب الحل العادل الذي توافق عليه المجتمع الدولي بأسره، وهو حل الدولتين الذي سيسمح للجميع المضي قدما، ومع إشارة معاليه إلى وجود تحسن في محادثات الرهائن، مقارنة بالأسابيع الماضية، إلا أنه حذر من أن حدة الحرب جعلت الوضع أكثر تعقيدا، موضحا في هذا الصدد أن دور قطر هو جسر الهوة بين الطرفين.
مما قاله معاليه في الجلسة الحوارية، أن المرحلة الحالية من المحادثات قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل، وفي الواقع فإن التوصل لمثل هذا الاتفاق يبدو ملحا للغاية، أولا بسبب الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، وثانيا لأن مثل هذا الاتفاق يمكن عن طريقه وحده منع الارتدادات الراهنة للعدوان على غزة، ووقف جميع التداعيات التي يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة تعصف بالمنطقة، وهذا يستدعي تكاتف الجميع لوقف العدوان الإسرائيلي الراهن والبدء في مفاوضات جادة تضع حدا نهائيا للصراع.