+ A
A -
كتبت قطر يوم أمس، بحروف من ذهب، فصلا جديدا من مسيرتها، وحققت كسباً فريداً في مسلسل تحدياتها، ووجهت صفعة لخصومها والمتآمرين للنيل من نجاحاتها، بل وأضافت مجداً جديداً لأمتها ومنطقتها، إذ تسلّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استضافة مونديال 2022، في حفل فخم في معناه ومغزاه، وبحجم أهميته ومكانه ومكانته، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو، في قصر الكرملين المطرز بالذهب والمرمر على ضفاف نهر موسكو.
وإذا كان التاريخ قد توقف عند يوم الثاني من ديسمبر ليسجّل مشهدا مليئا بكل مكونات الإنجاز والإعجاز، عندما نجحت دولة صغيرة بمساحتها وتعداد سكانها، ولكنها عظيمة.. قامة وقيمة.. بقيادتها وشعبها وطموحاتها التي لا حدود لها، في حجز مساحة بارزة في صدر التاريخ، وتفوقت على الجغرافيا، وتجاوزت ظروف المناخ.
والتاريخ اليوم يعيد نفسه بتكرار التفوق القطري، إذ نجحت الدوحة في التصدي لحملات المغرضين وإعلام المبغضين، وعملت طوال ثماني سنوات بجد واجتهاد واحترافية وإتقان، وحققت نسبة قياسية من الإنجاز بدرجة امتياز.
لتنتقل الكرة من موسكو إلى ملعب الدوحة، ويبدأ العد التنازلي لإقامة هذا الحدث الاستثنائي، في منطقة احتاجت إلى 92 سنة قبل أن يصل القطريون لفك الشفرة وفض الاحتكار، ويستقطبوا البطولة، ولأول مرة، في منطقة الشرق والأوسط والوطن العربي، بكل إقناع وإبداع، مما جعل العالم الرياضي يقف على أطراف أصابعه، يتابع بدهشة وإبهار المعجزة القطرية مع رفع القبعات والتصفيق الحار.
وفور استلامه الاستضافة رسمياً، رحب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، باسم العرب جميعاً، بكل العالم في بطولة «قطر 2022»، ووعد ببطولة ناجحة، معربا عن ثقته بالشباب العربي، وبالأصدقاء الذين ستستعين بهم قطر لتنظيم هذا الحدث الكروي الأبرز.
تأكيد سموه على أن «مونديال 2022» هي بطولة لكل العرب ليس جديدا، فمنذ أن فازت قطر بشرف الاستضافة وهي تؤكد على الطابع العربي لهذه المناسبة، وما زلنا نتذكر جميعا كلمة صاحب السمو يوم الجمعة 19 مايو 2017 في نهائي كأس سموه:
«باسم كل قطري وعربي أعلن عن جاهزية استاد خليفة الدولي لاستضافة كأس العالم 2022».
خطوات وإشارات كثيرة ظهرت جليةً في سلوك قطر من أجل أن يكون مونديال 2022 فرصة ذهبية لتوحيد العرب وإظهار ذلك للعالم بوضوح، عبر رسالة مفادها أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج لديه القدرات والإمكانات لتنظيم أرقى البطولات والمناسبات والمشاركة فيها بفعالية.
هو موعد مع تاريخ فريد، وجغرافيا جديدة، بل هو فرصة رائعة لا تقدّر بثمن، لاختبار مدى قدرة العرب على التنظيم والإبداع، وتقديم نسخة نعرف جميعا أنها ستكون الأجمل على الإطلاق في التاريخ الكروي، وستغيّر انطباعات العالم عن المنطقة.
فالنظرة السائدة الآن للمنطقة العربية هي أنها بؤرة نزاعات وخلافات وأعمال عنف، لكن الصورة ليست على هذا النحو، فهناك الكثير والجميل الذي لم يصل بعد للعالم، إذ يمتلك الشباب العربي كل القدرات للإبداع والابتكار، والآن تلوح لهم هذه الفرصة، عبر مونديال قطر، ليثبتوا للعالم أن العرب الذين ساهموا في الحضارة الإنسانية، بكل علومها ومعارفها ومشاربها، لديهم القدرة على مواصلة المشوار الحضاري وتقديم المزيد.
في الحديث عن هذه المناسبة يجب أن نتوقف عند تاريخين مهمين:
الأول: يوم 2 من ديسمبر 2010، حيث تم الإعلان عن حصول قطر على شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022، وذلك خلال تصويت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بمقره في مدينة زيوريخ السويسرية.
الثاني: يوم 15 يوليو 2018، يوم تسلم صاحب السمو استضافة المونديال.
بين التاريخين وقعت الكثير من الأحداث، أبرزها تلك الحملة الشعواء المجنونة التي شنتها بعض الدول العربية التي تشعر بعقدة النقص، فاشتعلت قلوبها بنيران الحسد والغيرة، على أمل حرمان قطر من هذا الاستحقاق الرياضي الهام، حتى أصبحوا مرضى نفسيين ومعقدين، رغم أن قطر، بقلبها الكبير وصبرها الحليم، استوعبت الجميع، ولم تستثنِ أحدا من هذا الحدث الذي قلما يتكرر في هذه المنطقة، ولولا السمعة الرائدة لقطر رياضيا، ونجاحاتها الخيالية في تنظيم البطولات، لما اقتنع العالم بمنحها شرف التنظيم.
وهذا ما دعا رئيس الفيفا جياني إنفانتينو للتغريد أمس قائلا: «قطر ستستضيف بطولة فريدة تتميز بأنها متقاربة الوجهات، سترحب بالجميع وستستمتع بها العائلات».
ونحن نؤكد على كلام المسؤول الأول في عالم كرة القدم إأن مونديال قطر سيكون علامة فارقة في تاريخ منافسات كأس العالم، وهنا لابد من التذكير بعوامل عدة سوف تجعل من هذا الحدث مناسبة لن تنسى:
أولا: قرب الملاعب، حيث تتميز بطولة كأس العالم 2022، في أنها ستكون بطولة متقاربة الملاعب، وسيكون للمرة الأولى بمقدور المشجعين عشاق اللعبة، الذين سيتوافدون من جميع أنحاء العالم، مشاهدة أكثر من مباراة في يوم واحد، وهذا ما سيحدث بالفعل باعتبار قرب المسافات بين الملاعب، والتي لا يزيد أبعدها عن الدوحة، وهو استاد البيت بالخور، عن 60 كيلو مترا، في حين أن الدول الأخرى التي استضافت البطولة سابقاً وزعتها في ملاعب تبعد آلاف الكيلو مترات عن بعضها البعض.
ثانيا: فنادق على أعلى مستوى، حيث تضم قطر أرفع العلامات الفندقية وأشهرها.
ثالثا: مستشفى سبيتار، الأول من نوعه في منطقة الخليج، المتخصص في الطب الرياضي وجراحة العظام، حيث يوفر خدمات طبية شاملة ورفيعة المستوى، وبأعلى معايير الجودة العالمية لعلاج الإصابات الرياضية، وذلك في إحدى أرقى وأفخر المنشآت الطبية في العالم. كما يزخر المستشفى بكوكبة من أمهر وأشهر الأطباء والجراحين والباحثين العالميين في مجال الطب الرياضي.
رابعا: البنية التحتية، فهناك العديد من مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالبطولة، مثل مشروع الريل «السكك الحديدية»، التي ستكون الرابط الأهم بين كل ملاعب البطولة، بالنسبة للمشجعين، وستمكنهم من متابعة أكثر من مباراة في يوم واحد، بالإضافة إلى شبكة من أحدث الطرق، ستساهم في تسهيل حركة التنقل.
خامسا: الطقس الرائع، فالبطولة ستنطلق في 21 نوفمبر وتنتهي في 18 ديسمبر، والطقس في قطر خلال هذه الفترة يكون رائعا، بل مثاليا لممارسة الأنشطة المختلفة ومنها كرة القدم.
سادسا: موقع قطر الفريد الذي يسمح بتدفق المشجعين من كل أنحاء العالم بيسر وسهولة، بالإضافة إلى مطار يتبوأ أرفع التصنيفات، وقادر على استقبال ملايين الزوار.
المونديال ودول الحصار
أسدل الستار على مونديال 2018، وفاحت العطور الباريسية حول العالم، ولا بد من توجيه الشكر لجمهورية روسيا الاتحادية على ما بذلته من جهود لإنجاح الحدث..
كما نزف التهاني للمنتخب الفرنسي على إضافة النجمة الثانية في سجل الأبطال، وتقديمه فريقا شابا يملك أسلحة دمار شامل، وقادرا على الاستمرار في الإبداع لسنوات..
كما نرفع القبعة والعقال احتراما وتقديرا لمنتخب كرواتيا «البطل غير المتوج»، صاحب الأداء الرجولي والبطولي والمستوى الفني الرفيع، بقيادة نجمه الأنيق مودريتش.. وتحية خاصة لرئيسة كرواتيا لما قدمته من دعم للمنتخب ووقوفها خلفه بكل قوة، فهي فعلاً مواطنة تعمل بجد واجتهاد بدرجة رئيسة البلاد.
مونديال جميل ولطيف، وأبرز ما فيه الحضور الجماهيري، وولادة فرق جديدة، وتفوق منتخبات الصف الثاني، وجدل الفار، وسقوط القوى العظمى، واستمرار النتائج الهزيلة للفرق العربية التي بدأت بالضرب بالخمس، وودعت دون استفادة من الدرس!
مونديال ظهور «الحرامية» في بلاد «الحرمين»، وسرقة البث الفضائي، والسكوت من قبل رجال الدين، بل إن أحدهم المشهور بدعم «البلوت» يقحم نفسه في موضوع النقل الحصري للـ «بي إن سبورت»، ويتحدث بما لا يفقه، وكأنه ينفذ تعليمات توتو وناسة وشيخ الذبان!
هذا الثنائي المعتوه سيضم الخزي والعار مثل ما ضمت الفتاة السعودية ماجد المهندس أمام الملأ، فيما غرّد الشيخ نفسه «حق البلوت والـ «بي إن سبورتس» أنه يجب أن نتعامل بواقعية، إننا لسنا ملائكة، ومجتمعنا بشري وفيه الصالح والطالح!
لن يفلتوا من العقاب وسيتم جلدهم بدفع تعويضات قريبا للـ «بي إن» مرغمين، لمخالفتهم قواعد اللعبة وخرقهم مواثيق الفيفا، وهي منظمة «ماعندها كيري ميري»، وقوانينها صارمة ونافذة.. لذلك سيلتقي الصياح السعودي مع الصراخ الإماراتي في توقيت واحد.. من نوافذ الاتحاد الدولي لكرة القدم ومحكمة العدل الدولية.
أما جيران السوء الآخرون، فكانوا مشغولين أثناء المونديال بأشياء تافهة، فالبحرين مثلا نظمت مونديالا خاصا فيها، على قدها «وهو مؤتمر للحديث عن تاريخ مدينة الزبارة القطرية»، وكان حرياً بها أن تتحدث عن تراثها والبحث في أصوله وتاريخه.. مثلاً سيكون المؤتمر ناجحا لو كان الحديث عن المتاي وحلوى شويطر.. متى تأسست؟ من اختار محتوياتها؟ من عمل خلطاتها؟ وهل أصلها من طهران أم من المحرق؟ أعتقد إن الشعب البحريني سيستفيد أكثر للتعرف على تاريخ البلاد مع الحلوى!
أما الإمارة الغاوية فكانت مشغولة مع «تاريخ مروح»،
تبحث عن مجد تحت الأرض بعد أن سقطت فوقها!
ومهما تحدثت وبحثت فستكون رائحته نتنة، لأنها مبنية على افتراءات.. فسلسلة مطاعم الوجبات السريعة «كنتاكي» أقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة!
وبالمناسبة نهنئها بالحصول على تنظيم كونغرس الطهاة العالميين في عام 2022، ونتمنى أن يكون هناك تنسيق بحيث يكون اللعب في الدوحة والطباخ في أبوظبي!
آخر نقطة..
الوعد في 2022، ونعلم أن هذا العنوان يسبب توترا في الأعصاب وحرقانا في المعدة وانتفاخا في القولون لفئة قليلة من الحاسدين، بعد أن صرفوا ملايين الدولارات، وتبخرت دون أن يتغير شيء سوى زيادة الثقة في أنفسنا واحترام العالم لعملنا.
يقول رئيس نادي برادفورد سيتي السابق ستافورد هيغينبوثام: «كرة القدم هي الأوبرا التي يعزفها البشر جميعا».
ومن اليوم بدأ العد التنازلي لتصدح هذه الأوبرا بأجمل الألحان العربية من قطر، قلب العروبة الذي ينبض بالحب والوفاء والتعاون والإخاء.
أهلا بكم في كعبة المضيوم.. أمس وغدا واليوم.
بقلم:محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول
وإذا كان التاريخ قد توقف عند يوم الثاني من ديسمبر ليسجّل مشهدا مليئا بكل مكونات الإنجاز والإعجاز، عندما نجحت دولة صغيرة بمساحتها وتعداد سكانها، ولكنها عظيمة.. قامة وقيمة.. بقيادتها وشعبها وطموحاتها التي لا حدود لها، في حجز مساحة بارزة في صدر التاريخ، وتفوقت على الجغرافيا، وتجاوزت ظروف المناخ.
والتاريخ اليوم يعيد نفسه بتكرار التفوق القطري، إذ نجحت الدوحة في التصدي لحملات المغرضين وإعلام المبغضين، وعملت طوال ثماني سنوات بجد واجتهاد واحترافية وإتقان، وحققت نسبة قياسية من الإنجاز بدرجة امتياز.
لتنتقل الكرة من موسكو إلى ملعب الدوحة، ويبدأ العد التنازلي لإقامة هذا الحدث الاستثنائي، في منطقة احتاجت إلى 92 سنة قبل أن يصل القطريون لفك الشفرة وفض الاحتكار، ويستقطبوا البطولة، ولأول مرة، في منطقة الشرق والأوسط والوطن العربي، بكل إقناع وإبداع، مما جعل العالم الرياضي يقف على أطراف أصابعه، يتابع بدهشة وإبهار المعجزة القطرية مع رفع القبعات والتصفيق الحار.
وفور استلامه الاستضافة رسمياً، رحب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، باسم العرب جميعاً، بكل العالم في بطولة «قطر 2022»، ووعد ببطولة ناجحة، معربا عن ثقته بالشباب العربي، وبالأصدقاء الذين ستستعين بهم قطر لتنظيم هذا الحدث الكروي الأبرز.
تأكيد سموه على أن «مونديال 2022» هي بطولة لكل العرب ليس جديدا، فمنذ أن فازت قطر بشرف الاستضافة وهي تؤكد على الطابع العربي لهذه المناسبة، وما زلنا نتذكر جميعا كلمة صاحب السمو يوم الجمعة 19 مايو 2017 في نهائي كأس سموه:
«باسم كل قطري وعربي أعلن عن جاهزية استاد خليفة الدولي لاستضافة كأس العالم 2022».
خطوات وإشارات كثيرة ظهرت جليةً في سلوك قطر من أجل أن يكون مونديال 2022 فرصة ذهبية لتوحيد العرب وإظهار ذلك للعالم بوضوح، عبر رسالة مفادها أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج لديه القدرات والإمكانات لتنظيم أرقى البطولات والمناسبات والمشاركة فيها بفعالية.
هو موعد مع تاريخ فريد، وجغرافيا جديدة، بل هو فرصة رائعة لا تقدّر بثمن، لاختبار مدى قدرة العرب على التنظيم والإبداع، وتقديم نسخة نعرف جميعا أنها ستكون الأجمل على الإطلاق في التاريخ الكروي، وستغيّر انطباعات العالم عن المنطقة.
فالنظرة السائدة الآن للمنطقة العربية هي أنها بؤرة نزاعات وخلافات وأعمال عنف، لكن الصورة ليست على هذا النحو، فهناك الكثير والجميل الذي لم يصل بعد للعالم، إذ يمتلك الشباب العربي كل القدرات للإبداع والابتكار، والآن تلوح لهم هذه الفرصة، عبر مونديال قطر، ليثبتوا للعالم أن العرب الذين ساهموا في الحضارة الإنسانية، بكل علومها ومعارفها ومشاربها، لديهم القدرة على مواصلة المشوار الحضاري وتقديم المزيد.
في الحديث عن هذه المناسبة يجب أن نتوقف عند تاريخين مهمين:
الأول: يوم 2 من ديسمبر 2010، حيث تم الإعلان عن حصول قطر على شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022، وذلك خلال تصويت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بمقره في مدينة زيوريخ السويسرية.
الثاني: يوم 15 يوليو 2018، يوم تسلم صاحب السمو استضافة المونديال.
بين التاريخين وقعت الكثير من الأحداث، أبرزها تلك الحملة الشعواء المجنونة التي شنتها بعض الدول العربية التي تشعر بعقدة النقص، فاشتعلت قلوبها بنيران الحسد والغيرة، على أمل حرمان قطر من هذا الاستحقاق الرياضي الهام، حتى أصبحوا مرضى نفسيين ومعقدين، رغم أن قطر، بقلبها الكبير وصبرها الحليم، استوعبت الجميع، ولم تستثنِ أحدا من هذا الحدث الذي قلما يتكرر في هذه المنطقة، ولولا السمعة الرائدة لقطر رياضيا، ونجاحاتها الخيالية في تنظيم البطولات، لما اقتنع العالم بمنحها شرف التنظيم.
وهذا ما دعا رئيس الفيفا جياني إنفانتينو للتغريد أمس قائلا: «قطر ستستضيف بطولة فريدة تتميز بأنها متقاربة الوجهات، سترحب بالجميع وستستمتع بها العائلات».
ونحن نؤكد على كلام المسؤول الأول في عالم كرة القدم إأن مونديال قطر سيكون علامة فارقة في تاريخ منافسات كأس العالم، وهنا لابد من التذكير بعوامل عدة سوف تجعل من هذا الحدث مناسبة لن تنسى:
أولا: قرب الملاعب، حيث تتميز بطولة كأس العالم 2022، في أنها ستكون بطولة متقاربة الملاعب، وسيكون للمرة الأولى بمقدور المشجعين عشاق اللعبة، الذين سيتوافدون من جميع أنحاء العالم، مشاهدة أكثر من مباراة في يوم واحد، وهذا ما سيحدث بالفعل باعتبار قرب المسافات بين الملاعب، والتي لا يزيد أبعدها عن الدوحة، وهو استاد البيت بالخور، عن 60 كيلو مترا، في حين أن الدول الأخرى التي استضافت البطولة سابقاً وزعتها في ملاعب تبعد آلاف الكيلو مترات عن بعضها البعض.
ثانيا: فنادق على أعلى مستوى، حيث تضم قطر أرفع العلامات الفندقية وأشهرها.
ثالثا: مستشفى سبيتار، الأول من نوعه في منطقة الخليج، المتخصص في الطب الرياضي وجراحة العظام، حيث يوفر خدمات طبية شاملة ورفيعة المستوى، وبأعلى معايير الجودة العالمية لعلاج الإصابات الرياضية، وذلك في إحدى أرقى وأفخر المنشآت الطبية في العالم. كما يزخر المستشفى بكوكبة من أمهر وأشهر الأطباء والجراحين والباحثين العالميين في مجال الطب الرياضي.
رابعا: البنية التحتية، فهناك العديد من مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالبطولة، مثل مشروع الريل «السكك الحديدية»، التي ستكون الرابط الأهم بين كل ملاعب البطولة، بالنسبة للمشجعين، وستمكنهم من متابعة أكثر من مباراة في يوم واحد، بالإضافة إلى شبكة من أحدث الطرق، ستساهم في تسهيل حركة التنقل.
خامسا: الطقس الرائع، فالبطولة ستنطلق في 21 نوفمبر وتنتهي في 18 ديسمبر، والطقس في قطر خلال هذه الفترة يكون رائعا، بل مثاليا لممارسة الأنشطة المختلفة ومنها كرة القدم.
سادسا: موقع قطر الفريد الذي يسمح بتدفق المشجعين من كل أنحاء العالم بيسر وسهولة، بالإضافة إلى مطار يتبوأ أرفع التصنيفات، وقادر على استقبال ملايين الزوار.
المونديال ودول الحصار
أسدل الستار على مونديال 2018، وفاحت العطور الباريسية حول العالم، ولا بد من توجيه الشكر لجمهورية روسيا الاتحادية على ما بذلته من جهود لإنجاح الحدث..
كما نزف التهاني للمنتخب الفرنسي على إضافة النجمة الثانية في سجل الأبطال، وتقديمه فريقا شابا يملك أسلحة دمار شامل، وقادرا على الاستمرار في الإبداع لسنوات..
كما نرفع القبعة والعقال احتراما وتقديرا لمنتخب كرواتيا «البطل غير المتوج»، صاحب الأداء الرجولي والبطولي والمستوى الفني الرفيع، بقيادة نجمه الأنيق مودريتش.. وتحية خاصة لرئيسة كرواتيا لما قدمته من دعم للمنتخب ووقوفها خلفه بكل قوة، فهي فعلاً مواطنة تعمل بجد واجتهاد بدرجة رئيسة البلاد.
مونديال جميل ولطيف، وأبرز ما فيه الحضور الجماهيري، وولادة فرق جديدة، وتفوق منتخبات الصف الثاني، وجدل الفار، وسقوط القوى العظمى، واستمرار النتائج الهزيلة للفرق العربية التي بدأت بالضرب بالخمس، وودعت دون استفادة من الدرس!
مونديال ظهور «الحرامية» في بلاد «الحرمين»، وسرقة البث الفضائي، والسكوت من قبل رجال الدين، بل إن أحدهم المشهور بدعم «البلوت» يقحم نفسه في موضوع النقل الحصري للـ «بي إن سبورت»، ويتحدث بما لا يفقه، وكأنه ينفذ تعليمات توتو وناسة وشيخ الذبان!
هذا الثنائي المعتوه سيضم الخزي والعار مثل ما ضمت الفتاة السعودية ماجد المهندس أمام الملأ، فيما غرّد الشيخ نفسه «حق البلوت والـ «بي إن سبورتس» أنه يجب أن نتعامل بواقعية، إننا لسنا ملائكة، ومجتمعنا بشري وفيه الصالح والطالح!
لن يفلتوا من العقاب وسيتم جلدهم بدفع تعويضات قريبا للـ «بي إن» مرغمين، لمخالفتهم قواعد اللعبة وخرقهم مواثيق الفيفا، وهي منظمة «ماعندها كيري ميري»، وقوانينها صارمة ونافذة.. لذلك سيلتقي الصياح السعودي مع الصراخ الإماراتي في توقيت واحد.. من نوافذ الاتحاد الدولي لكرة القدم ومحكمة العدل الدولية.
أما جيران السوء الآخرون، فكانوا مشغولين أثناء المونديال بأشياء تافهة، فالبحرين مثلا نظمت مونديالا خاصا فيها، على قدها «وهو مؤتمر للحديث عن تاريخ مدينة الزبارة القطرية»، وكان حرياً بها أن تتحدث عن تراثها والبحث في أصوله وتاريخه.. مثلاً سيكون المؤتمر ناجحا لو كان الحديث عن المتاي وحلوى شويطر.. متى تأسست؟ من اختار محتوياتها؟ من عمل خلطاتها؟ وهل أصلها من طهران أم من المحرق؟ أعتقد إن الشعب البحريني سيستفيد أكثر للتعرف على تاريخ البلاد مع الحلوى!
أما الإمارة الغاوية فكانت مشغولة مع «تاريخ مروح»،
تبحث عن مجد تحت الأرض بعد أن سقطت فوقها!
ومهما تحدثت وبحثت فستكون رائحته نتنة، لأنها مبنية على افتراءات.. فسلسلة مطاعم الوجبات السريعة «كنتاكي» أقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة!
وبالمناسبة نهنئها بالحصول على تنظيم كونغرس الطهاة العالميين في عام 2022، ونتمنى أن يكون هناك تنسيق بحيث يكون اللعب في الدوحة والطباخ في أبوظبي!
آخر نقطة..
الوعد في 2022، ونعلم أن هذا العنوان يسبب توترا في الأعصاب وحرقانا في المعدة وانتفاخا في القولون لفئة قليلة من الحاسدين، بعد أن صرفوا ملايين الدولارات، وتبخرت دون أن يتغير شيء سوى زيادة الثقة في أنفسنا واحترام العالم لعملنا.
يقول رئيس نادي برادفورد سيتي السابق ستافورد هيغينبوثام: «كرة القدم هي الأوبرا التي يعزفها البشر جميعا».
ومن اليوم بدأ العد التنازلي لتصدح هذه الأوبرا بأجمل الألحان العربية من قطر، قلب العروبة الذي ينبض بالحب والوفاء والتعاون والإخاء.
أهلا بكم في كعبة المضيوم.. أمس وغدا واليوم.
بقلم:محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول