إلى أين أوجه مرصدي؟ وكل ما يحيط بي هو مناظر تؤذي العين والقلب، ثورة جوع وفوضى في العراق.. براميل متفجرة على المدنيين الهاربين من ظلم قوات النظام السوري وأشلاء المدنيين تتناثر..إلى المهرة إلى سوقطرة إلى عدن وقوات عربية تفتك في شعب عربي.. إلى مصر إلى ليبيا إلى تونس إلى أي العواصم إلى غزة التي تذبح من الوريد، إلى واشنطن التي خاب أملها من تصريحات زعيمها.. إلى الرياض وأبوظبي التي وحدها لم يخب أملها في ان تفتت العالم الإسلامي. إلى المتربصين بمكة الذين سمحوا لمواطنة منقبة تصعد إلى المسرح لاحتضان مغن فتنها.. إلى فرنسا ترفض استقبال سفن فك الحصار عن شعب يطالب بالحرية ولقمة الحياة. سأوجه مرصدي نحو صحفيين واحد اسمه جدعون والآخر جدعان.
أما جدعون فهو الصحفي «الإسرائيلي» جدعون ليفي الذي يكتب مقالات تركز غالباً على الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية ويرصد انتهاكاته وجرائمه. وهو محسوب على اليسار «الإسرائيلي»، وقد خدم في جيش الاحتلال عام 1974، وعمل مساعداً لشمعون بيريز من 1978 حتى 1982. باختصار جدعون هذا صحفي من العدو ورغم ذلك كتب مؤخراً مقالاً في هآرتس تحت عنوان: «يجب أن نقدم التحية لغزة»، جاء فيه: «لولا غزة، لكان الاحتلال الإسرائيلي قد نُسي منذ زمن بعيد. لولا غزة، لمحت (إسرائيل) القضية الفلسطينية من جدول الأعمال تماماً، وهي لا تزال ناضجة تروي قصتها، وما ارتكب من جرائم بحقها».
أمّا جدعان فهو كاتب صحفي فلسطيني يكتب في مواقع وصحف فلسطينية مجندة لصالح أمراء الأجهزة الأمنية وكهنة المقاطعة في رام الله، في كتاباته يصِّف غزة بأنها إمارة مختطفة من حماس، وأن مقاومتها السلمية أو العسكرية تخدم أجندة خارجية، ويرى الصحفي جدعان في الإجراءات الانتقامية التي يمارسها رئيسه ضد غزة؛ خطوات سياسية لحماية المشروع الوطني وقطع الطريق على تمرير صفقة القرن من بوابة الحلول الإنسانية.
في المقابل يرى الصحفي العدو جدعون ليفي في مقاله أنَّ: «روح غزة هي الروح التي لم يكسرها الحصار، ولم تكن حماس هي التي أغلقت غزة، ولا حتى سكان غزة أغلقوا على أنفسهم».
لكن الصحفي الفلسطيني جدعان صاحب الرأي الثاقب، يروج شروط قيادة المقاطعة لإخضاع غزة تحت عنوان التمكين من الباب إلى المحراب، والاستسلام ثم التنازل فوق الأرض وتحت الأرض، ويرى في ذلك الحل الأمثل لإنقاذ غزة من إدارة حماس، أو الانقلاب عليها وخوض حرب أهلية تنهي حكمها وعودة حكومة المقاطعة العتيدة.
جدعون ليفي يتساءل في نهاية مقاله الذي قدم التحية لغزة: «ما هو الخيار المتبقي لغزة؟ راية بيضاء فوق أسوارها، مثل تلك التي رفعتها الضفة الغربية؟»
الفرق بين جدعون وجدعان أنَّ الأول عدو يُؤمِن بقيم الحرية ويطالب دولته المحتلة ألا تفقد صورتها الأخلاقية، أما جدعان الذي يحمل الهوية الفلسطينية فهو مقيد بأغلال العبودية السلطوية والتنظيمية، ويطعننا بقلمه ولسانه من الخلف كل يوم. وما أكثر الجداعين العرب حاليا الذين ساروا على نهج جدعان!.
كلمة مباحة
حان الوقت لنقول للخائن انت خائن.. وأول الخائنين جدعان بن سمعان خادم سلطة الثعبان!
بقلم : سمير البرغوثي
أما جدعون فهو الصحفي «الإسرائيلي» جدعون ليفي الذي يكتب مقالات تركز غالباً على الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية ويرصد انتهاكاته وجرائمه. وهو محسوب على اليسار «الإسرائيلي»، وقد خدم في جيش الاحتلال عام 1974، وعمل مساعداً لشمعون بيريز من 1978 حتى 1982. باختصار جدعون هذا صحفي من العدو ورغم ذلك كتب مؤخراً مقالاً في هآرتس تحت عنوان: «يجب أن نقدم التحية لغزة»، جاء فيه: «لولا غزة، لكان الاحتلال الإسرائيلي قد نُسي منذ زمن بعيد. لولا غزة، لمحت (إسرائيل) القضية الفلسطينية من جدول الأعمال تماماً، وهي لا تزال ناضجة تروي قصتها، وما ارتكب من جرائم بحقها».
أمّا جدعان فهو كاتب صحفي فلسطيني يكتب في مواقع وصحف فلسطينية مجندة لصالح أمراء الأجهزة الأمنية وكهنة المقاطعة في رام الله، في كتاباته يصِّف غزة بأنها إمارة مختطفة من حماس، وأن مقاومتها السلمية أو العسكرية تخدم أجندة خارجية، ويرى الصحفي جدعان في الإجراءات الانتقامية التي يمارسها رئيسه ضد غزة؛ خطوات سياسية لحماية المشروع الوطني وقطع الطريق على تمرير صفقة القرن من بوابة الحلول الإنسانية.
في المقابل يرى الصحفي العدو جدعون ليفي في مقاله أنَّ: «روح غزة هي الروح التي لم يكسرها الحصار، ولم تكن حماس هي التي أغلقت غزة، ولا حتى سكان غزة أغلقوا على أنفسهم».
لكن الصحفي الفلسطيني جدعان صاحب الرأي الثاقب، يروج شروط قيادة المقاطعة لإخضاع غزة تحت عنوان التمكين من الباب إلى المحراب، والاستسلام ثم التنازل فوق الأرض وتحت الأرض، ويرى في ذلك الحل الأمثل لإنقاذ غزة من إدارة حماس، أو الانقلاب عليها وخوض حرب أهلية تنهي حكمها وعودة حكومة المقاطعة العتيدة.
جدعون ليفي يتساءل في نهاية مقاله الذي قدم التحية لغزة: «ما هو الخيار المتبقي لغزة؟ راية بيضاء فوق أسوارها، مثل تلك التي رفعتها الضفة الغربية؟»
الفرق بين جدعون وجدعان أنَّ الأول عدو يُؤمِن بقيم الحرية ويطالب دولته المحتلة ألا تفقد صورتها الأخلاقية، أما جدعان الذي يحمل الهوية الفلسطينية فهو مقيد بأغلال العبودية السلطوية والتنظيمية، ويطعننا بقلمه ولسانه من الخلف كل يوم. وما أكثر الجداعين العرب حاليا الذين ساروا على نهج جدعان!.
كلمة مباحة
حان الوقت لنقول للخائن انت خائن.. وأول الخائنين جدعان بن سمعان خادم سلطة الثعبان!
بقلم : سمير البرغوثي