أنهيت اليوم مسيرتي المهنية في جريدة الوطن والتي استمرت «18» عاما كرسام كاريكاتير يومي في هذه الصحيفة الغراء، أي منذ عام «2006».

مرت سريعة رغم ما احتوته من أحداث كثيرة، فعاصرت أزمات اقتصادية، وتغيرات اجتماعية محلية، وانقلابات وثورات سياسية، حاولت التفاعل معها ونقل رؤيتي للحدث عبر الكاريكاتير، ارتفع فيها سقف الحرية في أحيان وهبط في أحيان أخرى حسب المتغيرات التي حولنا، ولكن «ارتفاعه»، أي سقف الحرية كان جيداً، في المجمل.

كنت قد بدأت باستخدام فرش التلوين التقليدية وألوان الاكريليك وانتقلت مع التطور التقني إلى استخدام اللوح والقلم الإلكترونيين. بدأت عندما كان موقع الصحيفة في منطقة العسيري وحتى انتقالها إلى شارع بروة التجاري.

وكم كنت محظوظاً بأن تُفرد لي مساحة بيضاء فارغة لأعبر بها عن أفكاري من خلال ما ألاحظه في المجتمع المحلي بشكل خاص والعالم بشكل عام، وفي أي مجال كان، سياسي اجتماعي رياضي اقتصادي ثقافي فني وأي مجال آخر، خاصة وأنه في بداياتي لم يكن التطور التكنولوجي الحالي في وسائل التواصل موجودا، ولم يكن يستطيع أي شخص أن ينشر آراءه سوى عبر وسائل الإعلام المتاحة، وخصوصاً أن أدواتي التعبيرية كانت الخطوط والألوان وليست الكلمات، فمن خلال الرموز الفنية أستطيع أن ألمّح أو أصرّح وأن أستشرف المستقبل من خلال معطيات الحاضر، امتزجت مشاعري بكل لوحة فلكل رسمة لي ذكرى ومشاعر مختلفة، فهناك أحداث مؤلمة مهما حاولت التعبير عنها صعب علي مجاراة الحدث برسمة كاريكاتيرية، ولنا في ما يحدث في غزة المنكوبة حالياً مثال حي على ذلك. وقد حاولت أن أحتسب الأجر قدر الإمكان في كل ما قدمت، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، يعذرني كل من أزعجتهم سهام نقدي، فلم يكن الهدف سوى الصالح العام.

ممتن لكل من عملت معهم على مدار هذه السنوات وساهموا في صقل موهبتي من خلال تبادل الآراء والخبرات العملية التي تحققت.

شكراً لسعادة الشيخ حمد بن سحيم آل ثاني رئيس مجلس إدارة دار الوطن ، وللأستاذ عادل بن علي المسلماني العضو المنتدب على دعمهما اللامحدود.

شكراً لجميع السادة رؤساء التحرير والذين عملت تحت قيادتهم، الأستاذ أحمد علي رئيس التحرير الأسبق والذي كان أول من استقبلني ورحب بي في أروقة الصحيفة.

شكراً للأستاذ أحمد عبدالله السليطي والذي كان خير داعم للعنصر القطري في الصحيفة والتي شهدت في عهده نقلة نوعية مميزة.

شكراً للأستاذ محمد حمد المري والذي استفدت من خبرته والتي اكتسبها من خلال تدرّجه في سلّم الصحافة منذ أن كان صحفيا مبتدئا وحتى أصبح رئيساً للتحرير.

ولا أنسى أخي عبدالله غانم المهندي رئيس تحرير الراية السابق ومدير تحرير الوطن سابقاً، والأستاذ فهد العمادي مدير تحرير جريدة الوطن والأستاذ عبدالرحمن القحطاني مساعد رئيس التحرير.

نعم انتهت علاقتي المهنية ولكن لم تنته علاقتي الوديّة معهم، فكل التوفيق لرئيس التحرير الجديد الأستاذ محمد حجي وتمنياتي له بالاستمرار في قيادة هذه الصحيفة العريقة في عالم الصحافة.