+ A
A -

وجهت القوات الأميركية ضربات لمواقع عدة في اليمن، كما هاجمت مواقع في سوريا والعراق، في إشارة أخرى على المدى الذي يمكن أن تصل إليه الأمور نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

إن جر المنطقة إلى حرب شاملة لم يعد مجرد تهويمات سياسية، فالولايات المتحدة بدأت تنجر إلى هذه الحرب أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحديدا، واستفزازاته على الحدود اللبنانية، أوضح مثال على ما يسعى إليه، على اعتبار أن الحرب الشاملة هي طوق نجاته الوحيد، خاصة مع ازدياد يقين النخبة السياسية في واشنطن، بأن لا مصلحة أميركية في الإبقاء على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بنفس الوتيرة المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وظهور خلافات علنية طفت على السطح بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي حول طريقة إدارة هذه الحرب، ومستقبل القطاع بعد توقف القتال، وهي خلافات لم تصل لنقطة وقف أو تغيير طبيعة الدعم الأميركي لتل أبيب، لكنها مؤشر على أن الأمور لا تمضي في المسار الذي يريده نتانياهو.

وفي حين تبدو الحكومة الإسرائيلية الطرف الأكثر ابتهاجا بالضربات الأميركية، إلا أن الحال ليس كذلك بالنسبة للدول العربية التي تدرك أن توسعة الحرب لن تخدم أي هدف سوى نشر الفوضى والاضطراب، بالإضافة إلى منح المتشددين الإسرائيليين كل المبررات التي يريدونها للتملص من استحقاقات السلام، خاصة بعد الأحاديث المتزايدة حول حل الدولتين، الذي من شأنه وحده وضع حد نهائي لهذا الصراع المرير.

copy short url   نسخ
05/02/2024
60