رأينا لبنان يعيش بلا رئيس، ورأيناه بمجلس نواب معطّل، والآن دون حكومة.
في أكتوبر «2016» انتخب النواب اللبنانيون العماد ميشيل عون رئيساً للجمهورية، ليكون بذلك الرئيس الـ«13» في لبنان، ولتنهي هذه الخطوة سنتين ونصف السنة من الشغور في منصب الرئاسة.
سنتان ونصف السنة بلا رئيس، إذا ما حاجة لبنان لهذا المنصب؟
الفراغ الحكومي تكرر هو الآخر عدة مرات، وهذا يقود لتساؤل آخر: ما حاجة لبنان لحكومة؟
مجلس النواب شهد تعطيلاً طويلاً، هل يحتاج لبنان فعلاً إلى مجلس نواب؟
السؤال الأهم من كل هذه الأسئلة: ماذا بقي من لبنان؟
لا شيء في الواقع، فصحافته تنهار تباعاً، ومصارفه تواجه تحديات صعبة، والنمو الضعيف لاقتصاده ينذر بكارثة، وقطاعه السياحي لم يعد قادراً على المنافسة، ومع ذلك فإن الأولوية المطلقة لسياسييه هي تقاسم المناصب الحكومية، ثم بعد ذلك تناول القضايا الإقليمية والدولية بفاعلية، وإن بقيت فسحة من الوقت فهي للقضايا المحلية المنسية والأخيرة على جدول أعمال الجميع. في خضم الفوضى والحروب التي شهدتها المنطقة، كان في مقدور هذا البلد أن يكون جنة المنطقة، ومركزها المالي والعلمي والثقافي والسياحي، لكنه اختار لنفسه موقعاً منعزلاً، وفوّت فرصاً لن تعوض، وما نشهده على صعيد تشكيل الحكومة يؤكد أنه لم يستفد على الإطلاق من الدروس والعبر الكثيرة.
الخلاصة الأهم لهذه الفوضى في لبنان تعني أن ما يراد لهذا البلد هو تفريغه تماماً من أي عوامل يمكن أن تسمح بإعادة بنائه وفق أسس قوية ترعى مصالح أبنائه، عن طريق مؤسساته الديمقراطية كالرئاسة والبرلمان والحكومة، عبر تفريغ هذه المؤسسات من أي معنى، وهو ما يحدث بالفعل عن طريق تجميد عمل هذه المؤسسات وصولاً للحظة التخلي عنها، وهذا معناه الوصول إلى نقطة الانهيار.
بقلم : حسان يونس
في أكتوبر «2016» انتخب النواب اللبنانيون العماد ميشيل عون رئيساً للجمهورية، ليكون بذلك الرئيس الـ«13» في لبنان، ولتنهي هذه الخطوة سنتين ونصف السنة من الشغور في منصب الرئاسة.
سنتان ونصف السنة بلا رئيس، إذا ما حاجة لبنان لهذا المنصب؟
الفراغ الحكومي تكرر هو الآخر عدة مرات، وهذا يقود لتساؤل آخر: ما حاجة لبنان لحكومة؟
مجلس النواب شهد تعطيلاً طويلاً، هل يحتاج لبنان فعلاً إلى مجلس نواب؟
السؤال الأهم من كل هذه الأسئلة: ماذا بقي من لبنان؟
لا شيء في الواقع، فصحافته تنهار تباعاً، ومصارفه تواجه تحديات صعبة، والنمو الضعيف لاقتصاده ينذر بكارثة، وقطاعه السياحي لم يعد قادراً على المنافسة، ومع ذلك فإن الأولوية المطلقة لسياسييه هي تقاسم المناصب الحكومية، ثم بعد ذلك تناول القضايا الإقليمية والدولية بفاعلية، وإن بقيت فسحة من الوقت فهي للقضايا المحلية المنسية والأخيرة على جدول أعمال الجميع. في خضم الفوضى والحروب التي شهدتها المنطقة، كان في مقدور هذا البلد أن يكون جنة المنطقة، ومركزها المالي والعلمي والثقافي والسياحي، لكنه اختار لنفسه موقعاً منعزلاً، وفوّت فرصاً لن تعوض، وما نشهده على صعيد تشكيل الحكومة يؤكد أنه لم يستفد على الإطلاق من الدروس والعبر الكثيرة.
الخلاصة الأهم لهذه الفوضى في لبنان تعني أن ما يراد لهذا البلد هو تفريغه تماماً من أي عوامل يمكن أن تسمح بإعادة بنائه وفق أسس قوية ترعى مصالح أبنائه، عن طريق مؤسساته الديمقراطية كالرئاسة والبرلمان والحكومة، عبر تفريغ هذه المؤسسات من أي معنى، وهو ما يحدث بالفعل عن طريق تجميد عمل هذه المؤسسات وصولاً للحظة التخلي عنها، وهذا معناه الوصول إلى نقطة الانهيار.
بقلم : حسان يونس