+ A
A -
لا أخفي أنني كنت من الذين يثقون في بعض القنوات العربية الرائدة التي تأسست مع ثورة الاتصالات والستالايت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. وأكاد لا أشاهد مع الجزيرة بعد ذلك غيرها، لكن ومنذ حصار قطر في يونيو من العام المنصرم. لم أستطع متابعتها.. لما تدس من سم في العسل.. يكتشفه حتى من ليس له أي خبرة في الإعلام..
وآخر جرعات من السم التي بثتها هذه القناة في أحد برامجها الأسبوعية حول الحج.. ففيما كنت أقلب القنوات أبحث عن الأخبار التقطت أذني اسم قطر فتوقفت عند هذه القناه لأرى شابا وفتاتين يفتون في الأشهر المعلومات ليكون موضوع الحلقة كذبة كبرى وهي أن (دولة قطر تمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج).. خبر مفبرك اعتادت على فبركته وسائل الحصار لتبرير سياسات للأسف ثبت فشلها.. والأنكى أنه تمت استضافة علماء من طرف واحد.. ومدعين ليسوا مواطنين قطريين.. علماء دين سوف يسألون عما تلوثت به ألسنتهم وما بثته من أوصاف كتبت لهم.. كان الله في عونهم يوم الحساب.. حين يقول الله وقفوهم أنهم مسؤولون.
لو لم أكن مقيما في قطر.. ومطلعا على أحوال قطر.. قد أصدق.. لكن الواقع والحقيقة التي أشاهدها بأم عيني وأرصدها بقلمي أن ما تقوله محطة الحصار وأخواتها هو كذب وافتراء.. فمن المعروف أن الذي يسير حملات الحج والعمرة هي حملات خاصة.. ومن ثم هذه الحملات أغلقت مكاتبها منذ لأسباب عديدة أهمها إغلاق منفذ أبوسمرة الذي كانت تعبر منه الحملات محملة بما يحتاجه الحجاج من مؤونة وخدمات لوجستية في مكة والمشاعر والمدينة.. وثانيها إغلاق السفارة.. والقنصلية التي كانت تمنح تأشيرات الحج وطرد القنصلية القطرية في جدة التي كانت ترعى شؤون المواطنين وتوفر لهم الحماية إذا حصل أي مكروه... وثالثها عدم وجود خط مباشر بين الدوحة وجدة.. ورابعها منع الخطوط الجوية القطرية من نقل الحجاج إلى جدة وبالعكس..إلى ذلك هذا العداء الاجتماعي الذي خلقه الذباب الإلكتروني وخطاب الكراهية ضد الشعب القطري..وفوق هذا والأخطر.. قيام السعودية باعتقال الحريري وصبيح المصري وكل من عنده أموال خاصة.. واعتقال أربعة مواطنين قطريين وتوجيه تهمة الإرهاب لهم.. آخرهم طلال الرشيدي..
وبات الذهاب إلى الحج دون ضمانات أو وجود بعثة قطرية أو تمثيل قطري هناك خطرا في ظل هذا العسف اللامسؤول تجاه اخوة الدم والمصير اخوة الإسلام. اخوة العروبة اخوة خليجنا واحد..
وختاما احترموا عقل المواطن العربي يا من تديرون قنوات الحصار.. فالكذب شين.. وهلاك!!
كلمة مباحة
تقول العرب: الناس في الرخاء سواء فإذا جاءت الفتن تباينوا!!
بقلم : سمير البرغوثي