حافظ العنابي على لقب بطل آسيا بعد انتصارٍ ثمين على منتخب الأردن في النهائي بنتيجة 3-1 على ملعب لوسيل المونديالي ليحقق الثنائية التاريخية في البطولة القارية، وذلك بعد تتويجه بأول لقب في مسيرته خلال نسخة 2019 التي أقيمت في دولة الإمارات، في إنجاز كبير لكرة القدم العربية.

وكانت سنة 2019 مميّزة لكرة القدم العربية عامة، حين توج منتخب الجزائر بدوره بكأس إفريقيا في مصر، ثم سيطرت المنتخبات العربية على أهم البطولات، وفيما فشل الخضر بعد ذلك في بطولة أمم إفريقيا 2023 التي أقيمت بكوت ديفوار واصل العنابي المحافظة على لقبه، وفرض هيمنته على القارة الآسيوية بإنجاز استثنائي وضعه في القمة باللقب الثاني على التوالي.

روح جديدة

تعامل العنابي مع مرحلة ما بعد تتويجه قارياً بطريقةٍ مثالية من خلال مشاركته الدولية المختلفة مثل الكأس الذهبية، إضافة إلى المشاركة في كأس العالم بوصفه منظم البطولة.

وبعد سلسلة التراجع مع سانشيز والاطاحة به بعد المونديال ثم تولي كيروش وما أعقبه من مرحلة جديدة من التراجع والنتائج والمستوى المتذبذب تعرض العنابي لحملة من التشكيك والخوف والقلق والتوتر قبل كأس آسيا خوفا من خسارة اللقب والظهور بمستوى مخيّب يزيد جراح المونديال الذي ودّع العنابي بهدف وحيد و3 هزائم متتالية ودون تقديم المستوى المأمول اطلاقا.

لكن ورغم كل التحديات لم يسقط العنابي في فخ الغرور إثر التتويج بل حاول العودة للمسار الصحيح عبر ضخ دماء جديدة دون أن يتخلى عن ثوابت اللعب.

تغيير للأفضل

ولم يتردد العنابي في تغيير المدربين عندما تأكد لديه أنه يسير في الطريق الخطأ، فليس من العيب أن تسقط لأن السقوط وارد وطبيعي في كرة القدم بل وفي الحياة بشكل عام لكن المهم هو أن تنهض سريعا وتعود للمسار الصحيح.

ففي البداية تم منح الفرصة إلى كارلوس كيروش بعد نهاية كأس العالم، وعندما أيقن القائمين على الكرة القطرية أن أسلوب البرتغالي لا يتناسب مع قدرات العنابي بحث عن خيار جديد، وعاد إلى المدرسة الإسبانية بالتعاقد مع لوبيز قبل فترة قصيرة من بداية كأس آسيا.

الدعم الجماهيري

وبالتأكيد فإن تنظيم بطولة آسيا في قطر ساعد العنابي الذي استفاد من ظروف التحضير الجيد وملاعب من أعلى طراز ودعم الجماهير، ليتوج باللقب ويعانق المجد.

قال العنابي في كأس آسيا للجميع: يا كاتب التاريخ لا تغلق الصفحات، وأصر لاعبوه على مواصلة كتابة المجد وتسجيل أسمائهم بحروف من ذهب في سجلات التاريخ بآداء رجولي وروح عالية صعدوا من خلالها لمنصات التتويج.

كسب الرهان

ويمكن القول أن لوبيز كسب الرهان بقوة في هذه البطولة بعدما قاد الفريق للعب بأسلوب وشخصية قوية فرضت على جميع المنتخبات والقوى الكبرى في آسيا أن تعمل له ألف حساب فتفوق على لبنان وطاجيكستان والصين وفلسطين، ثم أوزبكستان وإيران وأخيرا الأردن التي قدمت بطولة استثنائية.

هنيئا للعنابي وللكرة القطرية بهذا المنتخب الرائع، الذي نرفع له جميعا القبعة، ومن حق كل قطري أن يكون فخوراً بما حققه الفريق وإن شاء الله القادم أفضل.. والوعد في مونديال 2026.