+ A
A -
ليست الأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي اندلعت بين «المملكة العربية السعودية» و«كندا» إلا واحدة من الضربات الكبيرة التي تلقتها حلقة الجماعة التي أعلنت حصار قطر منذ أكثر من سنة.
الأزمة الأخيرة التي لاتزال تتفاعل كشفت تسرعا كبيرا في أداء السياسة الخارجية السعودية وطبيعة ردود أفعالها المتشنجة والانفعالية. ولما كانت المملكة أهم المكونات الهندسية في سلسلة الحصار فإن الأزمات المتتالية التي تتعرض لها تكشف الوهن الكبير الذي أصاب مشروع الحصار نفسه.
بناء على ما تقدم فإنه يمكن القول أن حصار قطر قد دخل مرحلة جديدة وهي أقرب إلى مرحلة التفكك الذاتي حيث تشي الأزمات المتلاحقة بتحول مستواها من الداخل إلى الخارج ودخول عناصر جديدة على خط الأزمة الخليجية عامة. يمكن إذن رصد مرحلتين أساسيتين في مسار حصار قطر. يتجلى الأول في المرحلة الأولى التي اتسمت بضرورة امتصاص الصدمة التي أعقبت إعلان الحصار والتي امتدت على أقل من سنة تقريبا. أما المرحلة الثانية فقد تمثلت في مرحلة انحسار منطق الحصار وتفكك بنيته الداخلية وهو ما نشهده اليوم.
ليست المرحلتان منفصلتين انفصالا حدّيا بل هما متداخلتان مرحليا حيث نجحت دولة قطر سريعا في تحقيق الأمن الغذائي وإفشال الهجوم المالي الذي استهدف العملة القطرية وحصنت مجالها من كل محاولة للتدخل العسكري. في خطوة موالية تحركت الآلة القطرية سريعا وبنسق تصاعدي من أجل تحصين الداخل وإعادة ترتيب الأولويات بشكل مكّن الدولة من تقليل الخسائر إلى الحدّ الأدنى ودفع نسق الاقتصاد بالشكل الذي نرى نتائجه ونجاحاته الذي تحققه الشركات القطرية اليوم.
بالتوازي مع هذه المرحلة الأولى نجحت الدبلوماسية القطرية في تفكيك كل الألغام الخارجية التي نصبتها دول الحصار وتحولت السياسة الخارجية القطرية مدفوعة بعدالة قضيتها إلى كشف مختلف الأراجيف التي بنيت عليها فكرة الحصار وسعيها إلى نزع سيادة الدولة ووضع اليد على ثرواتها وسلب سيادتها. في المقابل انحدر موقف المحاصرين من الهجوم إلى الدفاع حتى أخذ في التآكل ليبلغ ذرته مؤخرا مع انفتاح جبهات الخارجية مثل الأزمة الأخيرة مع دولة كندا أو غيرها من الملفات التي بدأت تظهر شيئا فشئيا للعلن.
يعود فشل حصار قطر إلى سببين أساسيين يتمثل الأول في صمود الجبهة القطرية داخليا وخارجيا من ناحية أولى وفي انفجار تناقضات جبهة الحصار من ناحية ثانية وهو انفجار لم يكن غير مسألة وقت قبل أن يظهر إلى العلن رغم أنه لم يفصح بعد عن كل أسراره.
بقلم : محمد هنيد
الأزمة الأخيرة التي لاتزال تتفاعل كشفت تسرعا كبيرا في أداء السياسة الخارجية السعودية وطبيعة ردود أفعالها المتشنجة والانفعالية. ولما كانت المملكة أهم المكونات الهندسية في سلسلة الحصار فإن الأزمات المتتالية التي تتعرض لها تكشف الوهن الكبير الذي أصاب مشروع الحصار نفسه.
بناء على ما تقدم فإنه يمكن القول أن حصار قطر قد دخل مرحلة جديدة وهي أقرب إلى مرحلة التفكك الذاتي حيث تشي الأزمات المتلاحقة بتحول مستواها من الداخل إلى الخارج ودخول عناصر جديدة على خط الأزمة الخليجية عامة. يمكن إذن رصد مرحلتين أساسيتين في مسار حصار قطر. يتجلى الأول في المرحلة الأولى التي اتسمت بضرورة امتصاص الصدمة التي أعقبت إعلان الحصار والتي امتدت على أقل من سنة تقريبا. أما المرحلة الثانية فقد تمثلت في مرحلة انحسار منطق الحصار وتفكك بنيته الداخلية وهو ما نشهده اليوم.
ليست المرحلتان منفصلتين انفصالا حدّيا بل هما متداخلتان مرحليا حيث نجحت دولة قطر سريعا في تحقيق الأمن الغذائي وإفشال الهجوم المالي الذي استهدف العملة القطرية وحصنت مجالها من كل محاولة للتدخل العسكري. في خطوة موالية تحركت الآلة القطرية سريعا وبنسق تصاعدي من أجل تحصين الداخل وإعادة ترتيب الأولويات بشكل مكّن الدولة من تقليل الخسائر إلى الحدّ الأدنى ودفع نسق الاقتصاد بالشكل الذي نرى نتائجه ونجاحاته الذي تحققه الشركات القطرية اليوم.
بالتوازي مع هذه المرحلة الأولى نجحت الدبلوماسية القطرية في تفكيك كل الألغام الخارجية التي نصبتها دول الحصار وتحولت السياسة الخارجية القطرية مدفوعة بعدالة قضيتها إلى كشف مختلف الأراجيف التي بنيت عليها فكرة الحصار وسعيها إلى نزع سيادة الدولة ووضع اليد على ثرواتها وسلب سيادتها. في المقابل انحدر موقف المحاصرين من الهجوم إلى الدفاع حتى أخذ في التآكل ليبلغ ذرته مؤخرا مع انفتاح جبهات الخارجية مثل الأزمة الأخيرة مع دولة كندا أو غيرها من الملفات التي بدأت تظهر شيئا فشئيا للعلن.
يعود فشل حصار قطر إلى سببين أساسيين يتمثل الأول في صمود الجبهة القطرية داخليا وخارجيا من ناحية أولى وفي انفجار تناقضات جبهة الحصار من ناحية ثانية وهو انفجار لم يكن غير مسألة وقت قبل أن يظهر إلى العلن رغم أنه لم يفصح بعد عن كل أسراره.
بقلم : محمد هنيد