نعم.. فقد مجلس التعاون الخليجي هيبته شئنا أم أبينا.. وضاعت هيبة الجامعة العربية رضيت العرب أم رفضت.. فنحن في أسوأ حالة تمر بها الأمة العربية عبر التاريخ الحديث.. حتى في زمن النكبة 1948 وزمن النكسة 1967.. لم نكن بهذا السوء.. رغم احتلال فلسطين واحتلال الجولان واحتلال غرب الأردن واحتلال سيناء.. بل كانت الدول الغربية تحسب لغضبنا حسابا.. فتجدها ترتكب بحقنا الجريمة لكنها تعود وتطبطب على ظهورنا..
الخليج فقد هيبته.. فقد سيطرت عليه أهواء الكبر والتسلط، وغابت الحكمة، وقد شهدت فترة الحرب العراقية- الإيرانية وكيف تصرف مجلس التعاون ككتلة واحدة.. وكان الجميع على قلب رجل واحد، تجد العاهل السعودي يتصل يستشير ويطلع اخوانه قادة قطر والكويت والبحرين وعمان في كل شأن خليجي.. ولذلك فتحت قطر أبوابها لمفاوضات السلام في لبنان والسودان بمباركة الاخوة قادة التعاون.. وكان للمجلس هيبة.. أقول بجزم إنها ضاعت في هذا الزمن الذي يحسد فبه الأخ أخاه الخليجي..
كما أن هيبة الجامعة العربية ضاعت ولم تعد قادرة حتى على إعادة زوجين متخاصمين إلى بيت الزوجية.. فقد ضاعت هيبتها وأكبر دولة عربية يقسم رئيسها أنه لم يكن في ثلاجته على مدى عشر سنوات سوى الماء.. وأنه مستعد أن يتناول وجبة واحدة يوميا.. فيما أميركا وإسرائيل عادتا بفكر الجنرال الإنجليزي ادموند اللنبي الذي احتل القدس عام 1917 وحين وصلها قال..ها قد عدنا يا صلاح الدين.. ولم يتوقف حتى عبر نهر الأردن عبر جسر خشبي أقامه هناك وأطلق عليه اسمه ولكن الفلسطينيين أطلقوا عليه جسر الملك حسين رغم إصرار إسرائيل على تسميته بـ«اللنبي».. ومن هناك توجه إلى دمشق ليقف على قبر صلاح الدين ويقول له انهض يا صلاح ها قد عدنا والقدس بقبضتنا..
مع ذلك كان لنا هيبتنا.. قاومنا الإنجليز والفرنسيين. ولم ندفع لهم المليارات ليحموا عروشنا.. وانتصرت الثورات في سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس والجزائر.. وكادت الثورة الفلسطينية تنتصر في الأغوار.. لولا من خافوا على غضب أميركا فتدخلوا ودعموا إنهاء الثورة.. ليصل بنا الحال إلى هذا اليوم.. الذي تصمت فيه الجامعة العربية ويصمت مجلس التعاون بل أصبحا جهازين معطلين يصدران البيانات وفق إرادة من يتحكم بهما عن بعد أو قرب.
ضاعت الهيبة.. وحين تضيع هيبة الأمم فلن يعيدها سوى الشعوب.. وذلك يتطلب تضحيات وقد بدأت.. فظلم السجن يعسعس.. وسيتبعه فجر يتنفس.. وحين ينبلج فجر الشعوب بعد ظلمة فسوف يستجيب القدر.. وقدرنا ثورة تلفظ كل أعداء الشعوب!!
كلمة مباحة
«نحن لا نمنح قلوبنا لمن نحب
لأنهم الأكمل أو الأجمل،
بل لأننا أبصرنا في عيونهم أنفسنا
وسمعنا في صوتهم نبض الفؤاد
ووجدنا في جوارهم الدفء والسلام»
بقلم : سمير البرغوثي
الخليج فقد هيبته.. فقد سيطرت عليه أهواء الكبر والتسلط، وغابت الحكمة، وقد شهدت فترة الحرب العراقية- الإيرانية وكيف تصرف مجلس التعاون ككتلة واحدة.. وكان الجميع على قلب رجل واحد، تجد العاهل السعودي يتصل يستشير ويطلع اخوانه قادة قطر والكويت والبحرين وعمان في كل شأن خليجي.. ولذلك فتحت قطر أبوابها لمفاوضات السلام في لبنان والسودان بمباركة الاخوة قادة التعاون.. وكان للمجلس هيبة.. أقول بجزم إنها ضاعت في هذا الزمن الذي يحسد فبه الأخ أخاه الخليجي..
كما أن هيبة الجامعة العربية ضاعت ولم تعد قادرة حتى على إعادة زوجين متخاصمين إلى بيت الزوجية.. فقد ضاعت هيبتها وأكبر دولة عربية يقسم رئيسها أنه لم يكن في ثلاجته على مدى عشر سنوات سوى الماء.. وأنه مستعد أن يتناول وجبة واحدة يوميا.. فيما أميركا وإسرائيل عادتا بفكر الجنرال الإنجليزي ادموند اللنبي الذي احتل القدس عام 1917 وحين وصلها قال..ها قد عدنا يا صلاح الدين.. ولم يتوقف حتى عبر نهر الأردن عبر جسر خشبي أقامه هناك وأطلق عليه اسمه ولكن الفلسطينيين أطلقوا عليه جسر الملك حسين رغم إصرار إسرائيل على تسميته بـ«اللنبي».. ومن هناك توجه إلى دمشق ليقف على قبر صلاح الدين ويقول له انهض يا صلاح ها قد عدنا والقدس بقبضتنا..
مع ذلك كان لنا هيبتنا.. قاومنا الإنجليز والفرنسيين. ولم ندفع لهم المليارات ليحموا عروشنا.. وانتصرت الثورات في سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس والجزائر.. وكادت الثورة الفلسطينية تنتصر في الأغوار.. لولا من خافوا على غضب أميركا فتدخلوا ودعموا إنهاء الثورة.. ليصل بنا الحال إلى هذا اليوم.. الذي تصمت فيه الجامعة العربية ويصمت مجلس التعاون بل أصبحا جهازين معطلين يصدران البيانات وفق إرادة من يتحكم بهما عن بعد أو قرب.
ضاعت الهيبة.. وحين تضيع هيبة الأمم فلن يعيدها سوى الشعوب.. وذلك يتطلب تضحيات وقد بدأت.. فظلم السجن يعسعس.. وسيتبعه فجر يتنفس.. وحين ينبلج فجر الشعوب بعد ظلمة فسوف يستجيب القدر.. وقدرنا ثورة تلفظ كل أعداء الشعوب!!
كلمة مباحة
«نحن لا نمنح قلوبنا لمن نحب
لأنهم الأكمل أو الأجمل،
بل لأننا أبصرنا في عيونهم أنفسنا
وسمعنا في صوتهم نبض الفؤاد
ووجدنا في جوارهم الدفء والسلام»
بقلم : سمير البرغوثي