+ A
A -
ليس العرب في العام 2018 هم العرب 1918.. فقبل مائة عام خدع الإنجليز العرب وأقنعوهم بأن يقوموا بثورة على الخلافة العثمانية وحين يتم تحرير الوطن العربي من الخلافة الإسلامية سيتم إسناد ولايته للشريف الحسين بن علي شريف مكة والحجاز يومئذ.. وحين حصل السير مكماهون على موافقة الشريف رقص حتى الفجر.. فنهاية الدولة العثمانية التي كانت تفرض الضرائب على السفن الأميركية والبريطانية التي تعبر المتوسط وتمد نفوذها من المغرب إلى بحر العرب قد اقتربت وكانت الإمبراطورية البريطانية تتمدد في آسيا فكان لا بد من السيطرة على ثروات الخليج والعراق وليبيا ومصر وغيرها..
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى قام الشريف الحسين بن علي بإعلان مملكة الحجاز من مكة حتى القدس وقام عام 1918 بزيارة لبيت المقدس وكان في استقباله أهل فلسطين مرحبين مباركين وخرجت عائلات القدس الكبرى الحسيني والنشاشيبي والبديري والكردي والوعري وغيرهم تستقبله وتعهد إليه العناية بالأقصى والقدس الشريف.. رفضت بريطانيا وفرنسا الاعتراف بالمملكة الحجازية ونفي الحسين بن علي رحمه الله إلى جزيرة في البحر المتوسط.. ورضي العرب بقسمة سايكس بيكو وتجزئة العالم العربي وتكبيل تركيا بمعاهدة مذلة.. بل إخراجها من محيطها الإسلامي.. ولم يهدأ للمسلمين الأتراك أمر إلى أن هيأ الله لهم رئيسا بدأ يعيد تركيا إلى محيطها الإسلامي..
ولكن للأسف فإن دولا عربية تتسابق في بناء المساجد وإقامة مراكز تحفيظ القرآن تتآمر على تركيا لمواقفها الإسلامية المشرفة.. وتقف مع إسرائيل وأميركا التي كانت تدفع الجزية للوالي العثماني في ليبيا، دول عربية تتآمر على تركيا التي كنا نريدها صمام أمان من ظلم ذوي القربى ومن الذين ما زالوا يكيدون لهم.. وتقسيم المقسم قادم، فلن ترتاح إسرائيل وهناك دولة إسلامية قوية.
فمن مؤامرة انقلابية إلى مؤامرة انتخابية.. لكن أردوغان يخرج منها قويا وسيخرج من أزمة الليرة أقوى مع وجود دول عربية شريفة لن تترك الرجل الطيب الذي يرتل القرآن ويحمل لواء نصرة الإسلام وأفشل صفقة القرن.
لن تطفو الليرة التركية وقلوب المخلصين تهفو نحو تركيا القوية بشعبها وحضارتها ورئيسها..
- كلمة مباحة
لنرد الجميل إلى تركيا بشد الرحال إليها..
بقلم : سمير البرغوثي