+ A
A -
لم تنته الحرب ضد تركيا وآخر جولاتها الهجمة الشرسة على الليرة التركية التي استهدفت عصب الاقتصاد ومحركه المالي. الجولة الأخيرة تكشف الاستهداف العالمي للمكون التركي باعتباره لاعبا مشرقيا وإسلاميا أساسيا تمثل الإطاحة به غاية مركزية للقوى الدولية التي تحاول بكل الوسائل والطرق إخراجه من المعادلة.
فبعد فشل الانقلاب العسكري الأخير للإطاحة بنظام الرئيس «أردوغان» غيرت الحرب وجهتها نحو مفاصل الاقتصاد بعد فشل السياسة والعسكر في القيام بالمهمة.
الثابت اليوم هو أن الهدف ليس نظام «أردوغان» السياسي بل الهدف هو ضرب تركيا الجديدة التي بدأت تخرج بثبات من قبضة الاتفاقيات الاستعمارية الخانقة وقد تحولت في ظرف وجيز إلى لاعب فاعل في قضايا المنطقة وملفاتها الدولية.
لقد حضرت تركيا بقوة في الملف السوري، كما نجحت في لعب دور محوري في حصار قطر حيث منعت كل الخيارات العسكرية التي كانت تستهدف الدوحة بشكل مباشر من طرف جيرانها، كما سجلت تركيا حضورا إيجابيا إلى جانب القضايا العربية والإسلامية مثل قضية فلسطين، وكذلك في رفض الانقلاب المصري وعدم الاعتراف بشرعيته.
بناء على ما تقدم فإن استهداف تركيا هو استهداف لمجمل الملفات والتقاطعات التي يغطيها الحضور التركي في المنطقة المشرقية بشكل عام. لكن المحير في القضية التركية إنما يتمثل في كونها فصلت المنطقة والأنظمة العربية إلى قسمين كبيرين: حيث ساند الفريق الأول الاجراءات التعسفية الاستعمارية ضدها مساهما بقدر كبير في إضعاف الموقف التركي، في حين وقف الفريق الثاني إلى جانب تركيا مساندا لها في نهضتها وفي الدفاع عن أرضها وعن سيادتها.
السؤال المحير هو التالي: ماذا تستفيد الأنظمة والقوى العربية التي تراهن على إسقاط تركيا وإضعافها؟ فقد نفهم أو نتفهم رغبة القوى الغربية في ذلك بسبب طبيعة الأنظمة الاستعمارية.. لكن كيف يمكن فهم الموقف العربي؟ المؤكد اليوم هو أن صراع القوى على الأرض العربية والذي أخرجه إلى السطح ربيع العرب قد أظهر بشكل جلي أن القوى الاستبدادية القديمة تحاول جاهدة منع كل نموذج سياسي قد يقدم لشعوب المنطقة مثالا في التحرر وفي الانعتاق من سلاسل المستعمر.
فهذا النموذج سيساهم في تقويض البنى الكلاسيكية التي أسست عليها هذه الأنظمة قبضتها الاستبدادية وسيعطي لشعوب المنطقة دفعة جديدة من الأمل والعزيمة على التغير، أضف إلى ذلك أن تركيا دولة سنية مسلمة تستطيع بتاريخها العريق أن تشكل قاطرة لنهضة شعوب المنطقة.
بقلم : محمد هنيد
فبعد فشل الانقلاب العسكري الأخير للإطاحة بنظام الرئيس «أردوغان» غيرت الحرب وجهتها نحو مفاصل الاقتصاد بعد فشل السياسة والعسكر في القيام بالمهمة.
الثابت اليوم هو أن الهدف ليس نظام «أردوغان» السياسي بل الهدف هو ضرب تركيا الجديدة التي بدأت تخرج بثبات من قبضة الاتفاقيات الاستعمارية الخانقة وقد تحولت في ظرف وجيز إلى لاعب فاعل في قضايا المنطقة وملفاتها الدولية.
لقد حضرت تركيا بقوة في الملف السوري، كما نجحت في لعب دور محوري في حصار قطر حيث منعت كل الخيارات العسكرية التي كانت تستهدف الدوحة بشكل مباشر من طرف جيرانها، كما سجلت تركيا حضورا إيجابيا إلى جانب القضايا العربية والإسلامية مثل قضية فلسطين، وكذلك في رفض الانقلاب المصري وعدم الاعتراف بشرعيته.
بناء على ما تقدم فإن استهداف تركيا هو استهداف لمجمل الملفات والتقاطعات التي يغطيها الحضور التركي في المنطقة المشرقية بشكل عام. لكن المحير في القضية التركية إنما يتمثل في كونها فصلت المنطقة والأنظمة العربية إلى قسمين كبيرين: حيث ساند الفريق الأول الاجراءات التعسفية الاستعمارية ضدها مساهما بقدر كبير في إضعاف الموقف التركي، في حين وقف الفريق الثاني إلى جانب تركيا مساندا لها في نهضتها وفي الدفاع عن أرضها وعن سيادتها.
السؤال المحير هو التالي: ماذا تستفيد الأنظمة والقوى العربية التي تراهن على إسقاط تركيا وإضعافها؟ فقد نفهم أو نتفهم رغبة القوى الغربية في ذلك بسبب طبيعة الأنظمة الاستعمارية.. لكن كيف يمكن فهم الموقف العربي؟ المؤكد اليوم هو أن صراع القوى على الأرض العربية والذي أخرجه إلى السطح ربيع العرب قد أظهر بشكل جلي أن القوى الاستبدادية القديمة تحاول جاهدة منع كل نموذج سياسي قد يقدم لشعوب المنطقة مثالا في التحرر وفي الانعتاق من سلاسل المستعمر.
فهذا النموذج سيساهم في تقويض البنى الكلاسيكية التي أسست عليها هذه الأنظمة قبضتها الاستبدادية وسيعطي لشعوب المنطقة دفعة جديدة من الأمل والعزيمة على التغير، أضف إلى ذلك أن تركيا دولة سنية مسلمة تستطيع بتاريخها العريق أن تشكل قاطرة لنهضة شعوب المنطقة.
بقلم : محمد هنيد