+ A
A -
أعجب أحد الحكام بشعر فدوى طوقان الشاعرة الفلسطينية الرقيقة، فأرسل لها رسالة يقول لها فيها، ابعثي لي صورتك فإذا كنت جميلة بجمال شعرك اسمحي لي طلب يدك، ولم يكن في ذلك الزمن سوى صور أسود وأبيض ولا فوتوشوب ولا مصور تدخل عنده البنت سيبال فيخرج لها صورة (غزال) فأرسلت له صورتها على علاتها وكتبت على ظهرها تعليقا، أرجو أن تبقى معجبا بشعري فهذه صورتي ليست بما تطلبه عينكم، يقال إن الحاكم صدم وخاصة أن فدوى من أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين وهي من عائلة فلسطينية معروفة، ولقبت بشاعرة فلسطين، حيث مثّل شعرها أساسًا قويًا للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع.
ولدت فدوى طوقان في مدينة نابلس، وتلقت تعليمها حتى المرحلة الابتدائية، حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مقبول، فتركت مقاعد الدراسة واستمرت في تثقيف نفسها بنفسها، ثم درست على يد أخيها شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان، الذي نمّى مواهبها ووجهها نحو كتابة الشعر، كما شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية، وأسماها «أم تمّام». ثم أسماها محمود درويش لاحقاً «أم الشعر الفلسطيني».
وقّعت قصائدها الأولى باسم «دنانير»، وهو اسم جارية، إلا أن أحب أسمائها المستعارة إلى قلبها كان «المطوّقة» لأنه يتضمن إشارة مزدوجة، بل تورية فصيحة إلى حال الشاعرة بالتحديد. فالمطوقة تعني انتسابها إلى عائلة طوقان المعروفة، وترمز، في الوقت نفسه، إلى أحوالها في مجتمع تقليدي غير رحيم. كان ذلك في خمسينات القرن المنصرم.
هذا المجتمع التقليدي ليس في فلسطين بل في العالم العربي، وحتى الثمانينات بل وحتى في العقد الثاني من هذا القرن ما زالت شاعرات يتحفظن على نشر صورهن، كان هناك شاعرة عربية ترسل شعرها إلى إحدى الصحف في الثمانينات من القرن الذي مضى، طلبها وزير صغير في العمر، وطلب صورتها أولا، فتحفظت، وذهب كل في طريق، وترفض مجتمعات عربية ان تنشر بناتها صورهن مع شعرهن، حتى لا يكون ذلك سبب إفساد، كما يعتقدون، عشرات المكالمات كانت ترد تسأل عن سبب عدم نشر كاتبة لصورتها، هل هي بجمال فدوى طوقان حتى تتحفظ على الصورة أم بجمال جنيفر لوبيز جميلة ممثلات هوليوود، التي تنشر صورتها في كل لافتات العالم.
اتصل بي أحد الأشخاص يريد صورة شاعرة، وكاتبة، فوالده معجب بها، حاولت الاتصال بالشاعرة، فلم أفلح فهي تغير أرقامها بين شهر وآخر، ومن الصعب الوصول اليها، فهي تعيش في القرن التاسع عشر وليس في الحادي والعشرين وكما كانت تعيش فدوى طوقان، ثم تفرح السعوديات بقيادة السيارة وحضور مباراة كرة قدم.
كلمة مباحة
عَلَى طُرُقَاتِكُمْ أَمْضِي
وَأزْرَعُ مِثْلَكُمْ قَدَمِي فِي وَطَنيِ
وَفِي أَرْضِي
وَأَزْرَعُ مِثْلَكُمْ عَيْنيَّ
فِي دَرْبِ السَّني والشمس
بقلم : سمير البرغوثي
ولدت فدوى طوقان في مدينة نابلس، وتلقت تعليمها حتى المرحلة الابتدائية، حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مقبول، فتركت مقاعد الدراسة واستمرت في تثقيف نفسها بنفسها، ثم درست على يد أخيها شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان، الذي نمّى مواهبها ووجهها نحو كتابة الشعر، كما شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية، وأسماها «أم تمّام». ثم أسماها محمود درويش لاحقاً «أم الشعر الفلسطيني».
وقّعت قصائدها الأولى باسم «دنانير»، وهو اسم جارية، إلا أن أحب أسمائها المستعارة إلى قلبها كان «المطوّقة» لأنه يتضمن إشارة مزدوجة، بل تورية فصيحة إلى حال الشاعرة بالتحديد. فالمطوقة تعني انتسابها إلى عائلة طوقان المعروفة، وترمز، في الوقت نفسه، إلى أحوالها في مجتمع تقليدي غير رحيم. كان ذلك في خمسينات القرن المنصرم.
هذا المجتمع التقليدي ليس في فلسطين بل في العالم العربي، وحتى الثمانينات بل وحتى في العقد الثاني من هذا القرن ما زالت شاعرات يتحفظن على نشر صورهن، كان هناك شاعرة عربية ترسل شعرها إلى إحدى الصحف في الثمانينات من القرن الذي مضى، طلبها وزير صغير في العمر، وطلب صورتها أولا، فتحفظت، وذهب كل في طريق، وترفض مجتمعات عربية ان تنشر بناتها صورهن مع شعرهن، حتى لا يكون ذلك سبب إفساد، كما يعتقدون، عشرات المكالمات كانت ترد تسأل عن سبب عدم نشر كاتبة لصورتها، هل هي بجمال فدوى طوقان حتى تتحفظ على الصورة أم بجمال جنيفر لوبيز جميلة ممثلات هوليوود، التي تنشر صورتها في كل لافتات العالم.
اتصل بي أحد الأشخاص يريد صورة شاعرة، وكاتبة، فوالده معجب بها، حاولت الاتصال بالشاعرة، فلم أفلح فهي تغير أرقامها بين شهر وآخر، ومن الصعب الوصول اليها، فهي تعيش في القرن التاسع عشر وليس في الحادي والعشرين وكما كانت تعيش فدوى طوقان، ثم تفرح السعوديات بقيادة السيارة وحضور مباراة كرة قدم.
كلمة مباحة
عَلَى طُرُقَاتِكُمْ أَمْضِي
وَأزْرَعُ مِثْلَكُمْ قَدَمِي فِي وَطَنيِ
وَفِي أَرْضِي
وَأَزْرَعُ مِثْلَكُمْ عَيْنيَّ
فِي دَرْبِ السَّني والشمس
بقلم : سمير البرغوثي