+ A
A -

يستقبل اليوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أخاه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، والذي يزور البلاد في زيارة دولة، ومن المنتظر أن يبحث سمو الأمير المفدى وسمو أمير دولة الكويت، العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، وتعزيز العمل الخليجي المشترك، إضافة إلى أبرز المستجدات الإقليمية والدولية.

وتعد زيارة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة إلى الدوحة، هي الأولى لسموه إلى دولة قطر منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر 2023، وتأتي بهدف تعزيز الروابط الأخوية لتضيف لبنة جديدة في صرح العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين التي تبلورت على مدى العقود الماضية.

وتجمع قطر والكويت العديد من الأسياسيات والرؤى المشتركة، فالعلاقات القطرية الكويتية، تاريخية ومتجذرة ومتماسكة على مختلف الأصعدة، وتشهد تطورا لافتا، ومستمرا في المجالات كافة، وما يعزز هذه العلاقات، التقارب الكبير في رؤية قيادتي البلدين حيال قضايا المنطقة، والمساعي الحميدة والأدوار الإيجابية لدى القيادتين لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية إقليميا ودوليا، إلى جانب دعم قضايا الأمة وخدمة مصالحها على مختلف الأصعدة.

ومن المؤكد أن زيارة سمو أمير الكويت للدولة، ستشكل محطة مهمة في تاريخ العلاقات القطرية- الكويتية، وتفتح آفاقا جديدة لهذه العلاقات وتعزيزها، والبناء على ما ترسخ عبر عقود في المجالات المختلفة، فضلا عن الارتقاء بالعمل الخليجي المشترك، ودعم منظومة المجلس التي دخلت عقدها الخامس، بما يعزز المنظومة الخليجية وتدعيم أدوارها والمساهمة في تفعيلها بصورة أكبر، ضمن تطلعات الشعوب الخليجية التي تتمسك بهذه المنظومة.

زيارة سمو أمير الكويت، تأتي في وقت تمر فيه المنطقة بمنعطفات خطيرة، خاصة ما يتصل منها بعدوان الكيان الإسرائيلي المحتل على الشعب الفلسطيني، وهنا لابد من التأكيد على تطابق الرؤية القطرية الكويتية حيال دعم الحقوق الفلسطينية ورفض العدوان، والتنسيق الدائم في المواقف بين قيادتي البلدين في المحافل الإقليمية والدولية حيال مختلف القضايا التي تتعلق بأمن واستقرار المنطقة، والنأي بها عن أي صراعات جديدة.

وتركز رؤية البلدين على الاستقرار والأمن والحوار لحل القضايا والأزمات المختلفة بالمنطقة، فالبلدان يجتمعان دائما - وبحرص كبير- على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من خلال الحوار ودعم مسارات التنمية، التي هي أساس الأمن ومنطلق لمواجهة التحديات بمختلف أشكالها.

وقد أثبتت الأحداث والتحولات مدى حرص قيادتي البلدين على تنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، والرغبة المشتركة في تنمية التعاون ودعم الشراكة في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات شعبي البلدين.

وهنا لابد من الإشارة إلى الأدوار الإيجابية الكبيرة لدولة الكويت الشقيقة، ومساهمتها في تنوير وتقدم المنطقة ومنظومة مجلس التعاون الخليجي على وجه التحديد في مختلف المجالات السياسية والفكرية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها.

ولطالما كانت للكويت - قيادة وشعبا- مكانة خاصة في نفوس وقلوب كل الخليجيين، خاصة القطريين، كما هو حالها، في قلوب العرب جميعا، وهذه المكانة تكرست على مر التاريخ، حيث قامت أفضل العلاقات وأكثرها رسوخا وتميزا بين البلدين، فالعلاقات القطرية الكويتية قوية وراسخة على الدوام، يعززها التنسيق عالي المستوى بين القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، وحرصهما الدائم على دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، الأمر الذي حول العلاقات التاريخية بين البلدين من علاقات تعاون ثنائي إلى شراكة استراتيجية شاملة.

العلاقات بين دولة قطر والكويت تقوم على روابط الأخوة والتعاون، وقد شهدت العديد من المحطات المضيئة على مدار تاريخها القديم والحديث، حيث وشائج القربى بين الشعبين اللذين تلاحما في السراء والضراء، وتناغما على مسار مشرف في مسار العلاقات الخليجية والعربية والدولية.

ومن المؤكد أن زيارة سمو أمير دولة الكويت إلى قطر سوف تعزز العلاقات بين البلدين وتفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين خصوصا في المجالات التجارية والاقتصادية، بما ينعكس إيجابا على التبادل التجاري والاستثماري وعلاقات التعاون والشراكة بين قطاعات الأعمال. فعلاقات التعاون بين دولة قطر ودولة الكويت شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وتغطي المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعسكرية والأمنية والتعليمية والسياحية والفنية، وقد تم تأسيس لجنة عليا مشتركة في 18 يونيو عام 2002، من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين، تشمل كافة مناحي التعاون، والبحث عن آفاق أرحب للتآخي بينهما.

وفي نوفمبر 2020، عقدت اللجنة دورتها الخامسة عبر تقنية الاتصال المرئي، وجرى خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي، وتعزيز التعاون، وتحقيق المزيد من التكامل في مختلف القطاعات، وتبادل وجهات النظر، بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما جرى توقيع خمس مذكرات تفاهم، للتعاون في مجالات تشجيع الاستثمار المباشر، وشؤون الخدمة المدنية والتنمية الإدارية، والشؤون الإسلامية، وفي المجالات الزراعية المختلفة، وفي مجالات تحسين أعمال تنفيذ وإنشاء وصيانة الطرق.

وفي يناير 2020 وقعت دولة الكويت اتفاقية طويلة الأمد مع دولة قطر لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاما، تبدأ من 2022 إلى نهاية 2036، وتقضي الاتفاقية بتوريد 3 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال من قطر إلى مجمع الغاز الطبيعي المسال في ميناء الزور الكويتي اعتبارا من 2022.

وفي مؤشر على العلاقات المتينة والقوية بين البلدين الشقيقين، أقيم معرض «صنع في قطر» في أرض المعارض بمعرض الكويت الدولي في فبراير 2020، بمشاركة 220 شركة صناعية قطرية لتحفيز الاستثمارات المتبادلة، وصاحب المعرض انعقاد ملتقى الأعمال القطري- الكويتي والذي يهدف إلى تعزيز علاقات التعاون بين قطاعات الأعمال في البلدين.

وتعتبر دولة الكويت الشريك التجاري الثاني عشر لدولة قطر، ويشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين، نموا مستمرا، وقد كان للخط الملاحي، الذي تم تدشينه بين ميناء حمد وميناء الشويخ الكويتي في أغسطس من عام 2017، دور محوري في مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ووفر خدمة مثالية في نقل البضائع، خاصة المواد الغذائية وغيرها من وإلى دولة قطر بشكل منتظم.

وقد ارتفع عدد الشركات الكويتية التي دخلت السوق القطري بملكية مائة بالمائة ليصل إلى 170 شركة، بينما فاق عدد الشركات القطرية - الكويتية المشتركة العاملة في السوق القطري أكثر من 656 شركة، وتعتبر حركة الطيران المتميزة بين البلدين أحد الشواهد على تطور العلاقات التجارية التي يحرص الطرفان على تعزيزها وتطويرها.

كما أن الخط الملاحي بين ميناء حمد وميناء الشويخ الكويتي يسهم بشكل كبير في زيادة حجم التبادل التجاري، ويوفر خدمة مثالية في نقل البضائع، خاصة المواد الغذائية وغيرها من وإلى دولة قطر بشكل منتظم.

ولاشك أن البلدين يسعيان دائما إلى تحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية التي تحقق آمال الشعبين الشقيقين، وتعكس هذه العلاقات إصرار القيادتين السياسيتين الحكيمتين على الدفع والارتقاء بها إلى مستويات أعلى وأكثر تكاملا.

فقد ظلت العلاقات القطرية- الكويتية على الدوام قوية وراسخة، يعززها التنسيق عالي المستوى بين القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، وحرصهما الدائم على دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، الأمر الذي حول العلاقات التاريخية بين البلدين من علاقات تعاون ثنائي إلى شراكة استراتيجية شاملة، وتكامل في مختلف المجالات.

وتجمع الدولتين علاقات وأواصر تتجاوز حدود مفاهيم الدبلوماسية والجغرافيا، وتضرب جذورها في أعماق التاريخ، كما كانت هذه العلاقات مثالا حيا على التكامل والتعاضد والتعاون بين الأشقاء ليس في منطقة الخليج العربي فحسب، وإنما في المنطقة العربية بأسرها.

وتميزت هذه العلاقات بالقوة على كافة المستويات، خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث شهدت تطورا واسعا، عكسه تقارب وجهات نظر البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، فضلا عن تقارب الرؤى المشتركة حول الملفات الإقليمية والدولية، ولذلك يتبادل كبار المسؤولين في البلدين بشكل دائم الزيارات والرسائل والاتصالات، وهو ما يبرهن على الشراكة المتميزة التي تربط بين قطر والكويت، والمنزلة الرفيعة والمكانة الاستثنائية لدولة الكويت في قلوب القطريين أميرا وحكومة وشعبا.

زيارة سموه تأتي استمرارا وترجمة لحرص دولة الكويت على تدعيم وتوطيد علاقاتها الثنائية تعزيزا لمسيرة الإنجازات والازدهار، والتقدم الذي تشهده على مختلف الأصعدة.. ومن يتتبع تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين يدرك أبعادها الأخوية والوجدانية، وصلات القرابة التي تربط بين أهلها، وتقارب الرؤى السياسية والتنموية والأمنية وعلاقاتهما الدولية، وتنسيقهما المشترك على مستوى مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطار العربي والإسلامي والعالمي.. فهذه العلاقات لها جذور تاريخية ممتدة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يربط بينهما من انتماء وهوية وتاريخ مشترك.. فأهلا وسهلا بضيف البلاد الكبير عزيزا بين أهلك وإخوانك.

محمد حجي - رئيس التحرير المسؤول

copy short url   نسخ
20/02/2024
180