استخدام الفيتو ضد مشروع قرار تقدمت به الجمهورية الجزائرية لمجلس الأمن، نيابة عن المجموعة العربية، يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، أمر مؤسف للغاية، وكأن كل ما حدث في القطاع من تدمير وقتل وتجويع، ليس كافيا للقول بأن الوقت قد حان لوقف هذا العدوان الإجرامي.
إن أول ملاحظة يجب التوقف عندها مليا هي وجود إجماع لدى أعضاء مجلس الأمن على وقف هذه الحرب، باستثناء دولتين هما الولايات المتحدة، التي استخدمت حق النقض، وبريطانيا التي امتنعت عن التصويت، ما يعني بأن ممثلي الأسرة الدولية جميعا ضد استمرار العدوان، لذلك كان من المحبط للغاية ألا يمر مشروع القرار بعد كل هذه الأشهر من القتل العشوائي للمدنيين.
لقد أعربت دولة قطر عن أسفها العميق لإعاقة مشروع القرار مؤكدة أن العدوان الغاشم المستمر على غزة يفضح مرة تلو الأخرى ازدواجية المعايير وتباين مواقف المجتمع الدولي، إزاء جرائم الحرب الممنهجة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، لاسيما الأطفال والنساء، كما يفضح عدم اكتراثه بالأوضاع الإنسانية المأساوية في القطاع.
كما شاركت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في الوقفة الإعلامية التي نظمتها المجموعة العربية في الأمم المتحدة، وأكدت خلالها استمرار دولة قطر في جهود الوساطة التي تهدف إلى التوصل لهدنة إنسانية، تساهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، وهو عمل دؤوب وشجاع تواصل قطر القيام به لإنقاذ الشعب الفلسطيني مما يكابده، وهو كبير وغير محتمل.