بعد 139 يوما من العدوان على قطاع غزة لا تزال رائحة الموت تفوح في كل مكان جراء العدوان الوحشي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية.. الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة واستهداف الأطباء والممرضين، ويستمر الحصار الجائر على المستشفيات، وخصوصا مستشفى الأمل بخان يونس.

حصار المستشفيات دون أي مراعاة للظروف الصحية الصعبة شاهد على بشاعة التصرفات الإسرائيلية والأمور تصل إلى حد عدم تمكن المرضى من الحصول على أوكسجين الحياة، فيرتقون في ظروف جائرة، آلة الدمار الإسرائيلية حولت قطاع غزة إلى حالة هدم غير اعتيادية لتتواصل المعاناة الإنسانية الحرجة جدا التي تترافق بمجازر ترتكب في كل لحظة.

وقد دعا رؤساء 19 وكالة أممية ودولية، المجتمع الدولي إلى «منع وقوع كارثة أسوأ» في غزة، إذ يتعرّض المدنيون في القطاع إلى خطر شديد مع انعدام المأوى الآمن.

فبعد أقل من خمسة أشهر، بعد الهجمات الوحشية التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي، والتصعيد الذي أعقبها، قتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال في قطاع غزة.. هناك أكثر من ثلاثة أرباع السكان أُجبروا على ترك منازلهم عدّة مرات، ويواجهون نقصا حادا في الغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، وهي الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

رفح، التي باتت الوجهة الأخيرة لأكثر من مليون نازح وجائع ومصاب بصدمات نفسية، محشورين في قطعة صغيرة من الأرض، تحوّلت إلى ساحة معركة أخرى في هذا الصراع الوحشي.