+ A
A -
لفظ الحَجّاج بن يوسف الثقفي أنفاسه الأخيرة وهو يردد «مالي وسعيد بن جبير». الذي قتله بعد حوار معه لم يستطع الحَجّاج خلاله ان ينتزع ولاء ابن جبير الذي كان قويا بإيمانه وعقيدته رفض الفرار من بيت الله حين أرادوا القبض عليه قائلا فررت إلى الله ولن أفر من بيته. وقد دعا سعيد بن جبير على الحَجّاج قبل مقتله في وجهه وأثناء الحوار قائلا «اللهم لا تسلطه على قتل أحد من بعدي».
وبعد مقتل سعيد بن جبير اغْتم الحَجّاج غًما كبيرا وأصيب بداء البرد ودودة المعدة وكان يتجمد فيضع يده بالنار وتحترق ولا يشعر، فيما الدودة تنخر في معدته ولم يجدوا له دواء، وكان يقول: مالي وسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي، ويقال إنه رؤي الحَجّاج في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتيل قتلته، وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة.
لقد كنت محبا للحجاج، كمعلم للقرآن في الطائف.. ولكن بعد ان قرأت سيرته أعدت النظر في عنصريتي له كوالٍ من ولاة عبد الملك بن مروان احد خلفاء بني أمية باني المسجد المرواني مسجد الصخرة المشرفة الرائع في تصميمه ومكوناته.
نعم تحول قلبي عن حب الحَجّاج بعد ان رأيت كيف قتل هذا العالم الذي ولد في زمن خلافة الإمام على بن أبي طالب بالكوفة، وقد نشأ محبًّا للعلم، مقبلاً عليه، ينهل من معينه، فقرأ القرآن على ابن عباس، وأخذ عنه الفقه والتفسير والحديث، كما روى الحديث عن أكثر من عشرة من الصحابة، وقد بلغ رتبة في العلم لم يبلغها أحد من أقرانه، قال خصيف بن عبد الرحمن عن أصحاب ابن عباس: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير.. رحمه الله وقد نهل منه علماء العصر منهم مغيب في السجن يسأل الله أن يفك أسره وآخرون يبتهلون إلى الله الا يظلم أحد من بعدهم وان يكونوا آخر المظلومين أو المقتولين، ونعتبر قبل ان تفك رقبة عالم بحجم سلمان العودة..الذي طالبت النيابة العامة بإعدامه.
كلمة مباحة
لقد خاب من حمل ظلما...وقابل ربه وكتابه بشماله.
بقلم : سمير البرغوثي
وبعد مقتل سعيد بن جبير اغْتم الحَجّاج غًما كبيرا وأصيب بداء البرد ودودة المعدة وكان يتجمد فيضع يده بالنار وتحترق ولا يشعر، فيما الدودة تنخر في معدته ولم يجدوا له دواء، وكان يقول: مالي وسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي، ويقال إنه رؤي الحَجّاج في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتيل قتلته، وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة.
لقد كنت محبا للحجاج، كمعلم للقرآن في الطائف.. ولكن بعد ان قرأت سيرته أعدت النظر في عنصريتي له كوالٍ من ولاة عبد الملك بن مروان احد خلفاء بني أمية باني المسجد المرواني مسجد الصخرة المشرفة الرائع في تصميمه ومكوناته.
نعم تحول قلبي عن حب الحَجّاج بعد ان رأيت كيف قتل هذا العالم الذي ولد في زمن خلافة الإمام على بن أبي طالب بالكوفة، وقد نشأ محبًّا للعلم، مقبلاً عليه، ينهل من معينه، فقرأ القرآن على ابن عباس، وأخذ عنه الفقه والتفسير والحديث، كما روى الحديث عن أكثر من عشرة من الصحابة، وقد بلغ رتبة في العلم لم يبلغها أحد من أقرانه، قال خصيف بن عبد الرحمن عن أصحاب ابن عباس: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير.. رحمه الله وقد نهل منه علماء العصر منهم مغيب في السجن يسأل الله أن يفك أسره وآخرون يبتهلون إلى الله الا يظلم أحد من بعدهم وان يكونوا آخر المظلومين أو المقتولين، ونعتبر قبل ان تفك رقبة عالم بحجم سلمان العودة..الذي طالبت النيابة العامة بإعدامه.
كلمة مباحة
لقد خاب من حمل ظلما...وقابل ربه وكتابه بشماله.
بقلم : سمير البرغوثي