قال لهما القاضي: الطلاق أبغض الحلال.. الصلح خير.. فأصر الزوج على الطلاق والحكاية حكاية أم..
عام 1965 جاءها المخاض بمولودها البكر، اتصلت على مكتب زوجها لم تجده بشقيقها.. شقيقتها، لم تجد أحدا.. زاد الألم.. فاتصلت بجارتها التي سارعت مع زوجها، حملوها إلى المستشفى.. وضعت توأمين ولدين..عاد الزوج إلى البيت في المنطقة النائية التي كانوا يقيمون بها في دولة عربية هاجروا إليها بعد النكبة الفلسطينية عام 1948.. بحث عن زوجته في كل الغرف.. فلم يجدها.. لم تكن وسائل الاتصال متوافرة.. انتظر.. حتى أقبلت عليه الجارة تبارك له، فسألها من أخذها المستشفى.. فقالت أنا وعماد زوجي.. عبس وأشاح بوجهه منطلقا إلى سيارته.. وحين وصل إلى سريرها كانت متعبة لكن بسمتها كانت تملأ وجهها الصبوح، وبدأ العتاب ولِمَ لَمْ تنتظره حتى يعود ولماذا ذهبت مع جارهم الذي لا يطيقه؟!
حاولت أن تشرح له حالتها فألقى عليها الطلاق فخرجت من المستشفى إلى بيت أخيها، وبعد أن أرضعتهما ستة أشهر جف حليبها وقد جاء يطالب بهما.. فأخذهما.. وهي قررت الهجرة إلى ألمانيا عند شقيقها.. وهناك أكملت تعليمها وباتت واحدة من أشهر الطبيبات في مجالها، اتصلت بزوجها أكثر من مرة تطلب العودة وكان يرفض.. فقد اقترن بأخرى فهاجرت لبلد أوروبي لتصبح رائدة في الطب الجيني. حاول الأب إعادة الولدين لأمهما.. واتفقا أن يقتسما التربية.. اصطحبت ابنها الأصغر وألحقته بالمدرسة حصل على جنسيتها.. فيما الأب هاجر لدولة عربية أخرى وترك الولد مع جدته.. الأصغر بات عالم فيزياء في ذلك البلد الأجنبي والأكبر أصبح موظفا صغيرا في مؤسسة يوفر قوت يومه.. حزنت الأم على ولدها الأكبر الذي رفض الوالد إلحاقه بأخيه.. لنتساءل لماذا من بقي في العالم العربي هو الأتعس.. وهل هناك وطن يهاجر إليه 400 مليون عربي ليعيشوا حياة أفضل..
كلمة مباحة
ما بين ميثاق حماس عام 1988 ووثيقتها عام 2017 واقع اقتضته الظروف التي تتطلبها المرحلة..
ولنا وقفة..
بقلم : سمير البرغوثي
عام 1965 جاءها المخاض بمولودها البكر، اتصلت على مكتب زوجها لم تجده بشقيقها.. شقيقتها، لم تجد أحدا.. زاد الألم.. فاتصلت بجارتها التي سارعت مع زوجها، حملوها إلى المستشفى.. وضعت توأمين ولدين..عاد الزوج إلى البيت في المنطقة النائية التي كانوا يقيمون بها في دولة عربية هاجروا إليها بعد النكبة الفلسطينية عام 1948.. بحث عن زوجته في كل الغرف.. فلم يجدها.. لم تكن وسائل الاتصال متوافرة.. انتظر.. حتى أقبلت عليه الجارة تبارك له، فسألها من أخذها المستشفى.. فقالت أنا وعماد زوجي.. عبس وأشاح بوجهه منطلقا إلى سيارته.. وحين وصل إلى سريرها كانت متعبة لكن بسمتها كانت تملأ وجهها الصبوح، وبدأ العتاب ولِمَ لَمْ تنتظره حتى يعود ولماذا ذهبت مع جارهم الذي لا يطيقه؟!
حاولت أن تشرح له حالتها فألقى عليها الطلاق فخرجت من المستشفى إلى بيت أخيها، وبعد أن أرضعتهما ستة أشهر جف حليبها وقد جاء يطالب بهما.. فأخذهما.. وهي قررت الهجرة إلى ألمانيا عند شقيقها.. وهناك أكملت تعليمها وباتت واحدة من أشهر الطبيبات في مجالها، اتصلت بزوجها أكثر من مرة تطلب العودة وكان يرفض.. فقد اقترن بأخرى فهاجرت لبلد أوروبي لتصبح رائدة في الطب الجيني. حاول الأب إعادة الولدين لأمهما.. واتفقا أن يقتسما التربية.. اصطحبت ابنها الأصغر وألحقته بالمدرسة حصل على جنسيتها.. فيما الأب هاجر لدولة عربية أخرى وترك الولد مع جدته.. الأصغر بات عالم فيزياء في ذلك البلد الأجنبي والأكبر أصبح موظفا صغيرا في مؤسسة يوفر قوت يومه.. حزنت الأم على ولدها الأكبر الذي رفض الوالد إلحاقه بأخيه.. لنتساءل لماذا من بقي في العالم العربي هو الأتعس.. وهل هناك وطن يهاجر إليه 400 مليون عربي ليعيشوا حياة أفضل..
كلمة مباحة
ما بين ميثاق حماس عام 1988 ووثيقتها عام 2017 واقع اقتضته الظروف التي تتطلبها المرحلة..
ولنا وقفة..
بقلم : سمير البرغوثي