أكد الإعلامي والأكاديمي د. أحمد عبد الملك، أستاذ الإعلام بكلية المجتمع سابقاً، أن الصحافة الورقية قد تراجعت بحكم التطور التكنولوجي، وتغيّر نمط القراءة لدى الناس، وهذه من سنن الحياة، حيث إن الإنسان يسعى إلى الأسهل والأوفر، بما يتلاءم مع الفكر أو السلوك السائد، مبينا أن الثورة الرقمية غيّرت مفاهيم وسلوكيات البشر، كما أن غريزة الإنسان الساعية نحو «حب الاستطلاع» والبحث عن المُدهش والمثير، عزّزت التوجه الحميم نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة، وبكافة برامجها وأساليبها، منوها بأن للإعلان دوراً مهماً في «انحسار» انتشار الصحف الورقية، وهذا ما قلل من مقروئية الصحف الورقية، ناهيك عن توفير دور النشر لمصاريف الأحبار والورق والقوى البشرية، في حال النشر الإلكتروني! ولكن مع ذلك، فإن هنالك صحفا مازالت محتفظة بقوة توزيعها، نظراً لكثافة السكان في بعض البلاد العربية والأجنبية.

وأشار د. عبد الملك إلى أن التطور سنّة الحياة، ولا بد لكل الدول أن تلتحق بقطار التطور، وأن تتبدل أنماط السلوك واتجاهات التفكير، لما تنتجه آلةُ الصناعة الغربية، من وسائل تسعى إلى الترويج الاقتصادي، مع جانب من تسهيل حياة الناس. فمن كان يُصدّق أن يتحول الهاتف- الذي يعتمدُ الصوت وسيلة للتخاطب- إلى مكتب متنقل، ويحتوي الصوت والصورة والفيديو والآلة المُعالِجة للبيانات، لم نكن نتخيّل قبل ثلاثين عاماً هذا التحوّل، حتى وصلنا إلى الذكاء الاصطناعي وما يشتمل عليه من وسائل الإدهاش وتسهيل الحياة! وأعتقد أن الآتي سيكون أكثر إدهاشاً وأعمَّ تسهيلاً.