أوضح الدكتور كمال حميدو، أستاذ مشارك في قسم الإعلام بجامعة قطر، أن عالم الصحافة الورقية يعيش أصعب تحدياته منذ طغيان العقلية الرقمية لدى ما بات يعرف بالجيل الرقمي، فقد ترافق التزايد المطرد في نسب الاستخدامات الرقمية بتغيرات جوهرية باتت تحدث في سلوك القراءة عموما وفي نسب ونمط قراءة الجرائد تحديدا، وقد أدت تلك التغيرات إلى انخفاض عائدات الإعلانات الواردة من مبيعات الأعداد الفردية من النسخ الورقية في كل أنحاء العالم دون استثناء، ولأن المال والربح المادي هما عصب الاقتصاد الإعلامي، فإن التحدي الأكبر بالنسبة لجرائد اليوم يكمن افي إيجاد نموذج اقتصادي مستدام، يضمن التوازن الاقتصادي للصحف كشرط من شروط استمراريتها. وقال د. حميدو: نشهد في المرحلة الراهنة نموذجين من أساليب التكيف مع هذا الواقع الجديد، نموذجا أول ذهب للاستثمار في الإنترنت مع الاحتفاظ بالنسخ الورقية، ونموذجا ثانيا قام على تحويل المنتج النهائي بالكامل إلى نسخ إلكترونية، فالمسار الأول انتهجته العديد من الصحف الواسعة الانتشار في أوروبا وأميركا، وذلك بتقديمها أشكالا مختلفة من المحتويات، تنوعت بين إصدارات مطبوعة وأخرى رقمية.

وأضاف: مازالت عديد علامات الاستفهام تطرح حول الكيفية التي بات القارئ الرقمي والقارئ الهجين يتصرفان بها؟ كما أننا مازلنا نجهل هل أن النظام البيئي الرقمي أو الهجين سيعمل في نهاية المطاف على تحسين تجربة القراءة؟ وهل يتنقل القارئ بسهولة بين هذه العروض المختلفة التي تقدم له على أنها مكملة لبعضها؟ وفي هذا السياق، كيف يمكن لأصحاب المصلحة في الصحافة ضمان سيولة تجربة القراءة لدى قرائهم؟