طوت الأخبار التصريح المشترك لواشنطن والكويت، في قمة الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولم يُسرّب بعد ذلك أي تصريح لمسؤول أقل، من طرف واشنطن أو الكويت، عن ماذا بعد إعلان أن قمة الخليج الأميركية 6+1 أُجلت إلى ديسمبر القادم، وقد جاء ذلك في سياق دلائل واضحة لتأزم الموقف وعودة التصعيد الذي شرحناه سابقا.
وعليه فإن ترجيح صورة التأجيل، بأنها تبرير برتكولي حتى لا يُعلن فشل التحضير للقاء، وعدم حرص ترامب على الضغط على شركاء القرار الأول، حين دَعم الاجتياح قبيل الخامس من يونيو، وعبر التغريد المباشر ضد قطر، فالقمة في الأصل، كانت ضمن تنسيق المساعي الأميركية الكويتية، لاحتواء الأزمة بعد رفض دعوات الشيخ صباح الأولى، في حل الأزمة داخلياً، وهو ما يعني أن الجانبين وصلا إلى هذا التقييم بأن الأجواء لم تنضج بعد لجمع الأطراف.
وهنا يبرز التساؤل في قضية عقد القمة من عدمها أصلاً، وواقع تطبيعها، الذي بدأ بالفعل يبسط رداءه على الحياة المتوترة في الخليج العربي، لكن هناك مسألة أخرى، برزت في ثنايا البحث، عن علاقة شهر ديسمبر بالموقف،وهو أن القمة الخليجية لمجلس التعاون تعقد عادة في ديسمبر.
فهل اختيرت المناسبة لرفع الحرج عن دول المحور، أو تيسير الإجراءات لتكون محطة القمة، والذي لا مجال لعقدها خارج الكويت مجدداً، فباتت القمة الاعتيادية، المخرج الأنسب وسط عواصف التوتر والملاعنات، التي تعيشها المنطقة منذ الخامس من 2017، تاريخ بدء النكسة الخليجية.
يبدو هذا الأمر جديراً بالتحليل والتوقف، فحضور ترامب لقمة الكويت القادمة،سيكون أسهل على تلك الأطراف في دول المحور، أن تحضر قمة خاصة يُعلن فيها فك الاشتباك، أخذاً بالاعتبار، الدور الذي لعبه التصعيد النفسي في وجدان الشعوب، وربط الأزمة في قضايا عديدة، وتوترات داخلية، كما جرى في الحالة السعودية، ثم دفع المنامة، إلى العودة إلى استخدام تاريخ الصراع القبلي، ليكون مبرراً للحملات التي تجري على قطر، خاصة بعد الكشف عن تفاصيل أمنية حسّاسة عن دور البحرين، خلال محاولة الانقلاب عام 1996 في قطر.
أما أبو ظبي ورغم أنها منخرطة، بل صانع أساسي وأصلي لكل مراحل الأزمة، منذ أن نجح ولي عهدها في اختراق الديوان الملكي السعودي، وإقناع الأمير متعب بن عبد الله بمشروعه ضد قطر،وهو اليوم ورئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري، في خانة ضحايا أبوظبي من جديد.
فالأخيرة لها حساباتها الخاصة، والتي ظلت تتعامل بمنهجية، دفع الشركاء إلى أتون المواجهة، فيما تكون هي داخل مساحة تسمح لها بالانسحاب، إلى موقع جديد بعد انكشاف الموسم المروع، لشعوب المنطقة، عن مستوى الجحيم الذي دُفع له الناس، في مشروعها التدميري للمشرق العربي.
وهنا ما نقصده، أن خروج الشعب العربي في الخليج من دوامة الأزمة، سيستدعي بالضرورة حالة مراجعة، حتى على صعيد الفرد الخليجي، لماذا فُعل بنا ما فعل، وما الذي حققناه، بعد أن حاصرت دولنا أهل قطر، وما هو واقع دولنا اليوم مع الوطن العربي والعالم الإسلامي؟
وأين سيذهب بنا ملف الاتهام (الإرهابي)، الذي تعاونت فيه دول المنطقة مع تل أبيب وواشنطن، في ظل التهور المجنون لتجريم قطر، وخاصة في عودة التلويح بقانون جاستا، الذي قد يكون جاستا واحد واثنين..وهكذا.
في الحقيقة هي أسئلة كبرى وحسّاسة، ومخاوف طورتها أخطاء وحماقات عديدة لدول المحور، كان بالإمكان أن تُتدارك منذ بدأ الأزمة، وكلما تُركت زادت فواتيرها الباهظة، ولذلك قد يُقرأ دمج ما سمي بقمة الخريف الأميركية، في قمة عادية للمجلس كنوع من المخرج، الذي يُخفف هذه الحالة الحرجة، عبر حضور ترامب الشخصي لها.
لكن هذا ليس كل الحكاية وإنما يبقى هناك ملف أميركي خاص، وهو إيران وعلاقته بالأزمة. إن سياقات اللقاءات المشتركة لدول المجلس وواشنطن ومصر والأردن 6+3، باسم مواجهة إيران والتي تكررت سابقاً، تُشير إلى اهتمام شخصي مركزي لدى ترامب وفريقه، في تحشيد التنسيق للضغط على طهران.
وما نعنيه بعلاقة هذا الأمر بالقمة، هو أن حضور ترامب، إن لم تنقل القمة ذاتها إلى واشنطن، سوف يُدمج تحت هذا العنوان، وإن كان الراجح حضور ترامب لقمة الكويت، لو صحت هذه القراءة، لأن انتقال القمة إلى واشنطن، مهين لشخصيات الدول الاعتبارية، وهو واقع سيء جرت إليه الأزمة، وبالتالي تُطرح القمة بحضور وتمثيل أعلى مستوياتها، قرارات التصعيد على إيران، فيُدرج تحت هذا الزخم فك الاشتباك داخل دول المجلس.
هل هناك تصريحات تؤكد ذلك؟
لا يوجد في الحقيقة، لكن الرابط للأمر في اهتمامات البيت الأبيض، هو في تحويل الضغط على إيران لثمرة اتفاق نووي جديد، يُمكّن ترامب المهووس بنسب التحصيل التجاري من كل أزمة، تعزز هذا الرأي سواءً كان اللقاء في واشنطن أو الكويت.
بقي أن نعيد التذكير بالفاجعة السياسية، التي يعيشها هذا المجلس، حيث يُحسن مراكمة كل دائرة سوء على شعوبه وأشقائه، ويقدم كل خدمة ليستنزفه الصندوق الأميركي الإسرائيلي، وهو يبحث عن ثأر البسوس في أرضه وشعبه، فلا لوم على نتانياهو وحصاده، في زمن الفتنة الخليجية الغبية.
بقلم : مهنا الحبيل
وعليه فإن ترجيح صورة التأجيل، بأنها تبرير برتكولي حتى لا يُعلن فشل التحضير للقاء، وعدم حرص ترامب على الضغط على شركاء القرار الأول، حين دَعم الاجتياح قبيل الخامس من يونيو، وعبر التغريد المباشر ضد قطر، فالقمة في الأصل، كانت ضمن تنسيق المساعي الأميركية الكويتية، لاحتواء الأزمة بعد رفض دعوات الشيخ صباح الأولى، في حل الأزمة داخلياً، وهو ما يعني أن الجانبين وصلا إلى هذا التقييم بأن الأجواء لم تنضج بعد لجمع الأطراف.
وهنا يبرز التساؤل في قضية عقد القمة من عدمها أصلاً، وواقع تطبيعها، الذي بدأ بالفعل يبسط رداءه على الحياة المتوترة في الخليج العربي، لكن هناك مسألة أخرى، برزت في ثنايا البحث، عن علاقة شهر ديسمبر بالموقف،وهو أن القمة الخليجية لمجلس التعاون تعقد عادة في ديسمبر.
فهل اختيرت المناسبة لرفع الحرج عن دول المحور، أو تيسير الإجراءات لتكون محطة القمة، والذي لا مجال لعقدها خارج الكويت مجدداً، فباتت القمة الاعتيادية، المخرج الأنسب وسط عواصف التوتر والملاعنات، التي تعيشها المنطقة منذ الخامس من 2017، تاريخ بدء النكسة الخليجية.
يبدو هذا الأمر جديراً بالتحليل والتوقف، فحضور ترامب لقمة الكويت القادمة،سيكون أسهل على تلك الأطراف في دول المحور، أن تحضر قمة خاصة يُعلن فيها فك الاشتباك، أخذاً بالاعتبار، الدور الذي لعبه التصعيد النفسي في وجدان الشعوب، وربط الأزمة في قضايا عديدة، وتوترات داخلية، كما جرى في الحالة السعودية، ثم دفع المنامة، إلى العودة إلى استخدام تاريخ الصراع القبلي، ليكون مبرراً للحملات التي تجري على قطر، خاصة بعد الكشف عن تفاصيل أمنية حسّاسة عن دور البحرين، خلال محاولة الانقلاب عام 1996 في قطر.
أما أبو ظبي ورغم أنها منخرطة، بل صانع أساسي وأصلي لكل مراحل الأزمة، منذ أن نجح ولي عهدها في اختراق الديوان الملكي السعودي، وإقناع الأمير متعب بن عبد الله بمشروعه ضد قطر،وهو اليوم ورئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري، في خانة ضحايا أبوظبي من جديد.
فالأخيرة لها حساباتها الخاصة، والتي ظلت تتعامل بمنهجية، دفع الشركاء إلى أتون المواجهة، فيما تكون هي داخل مساحة تسمح لها بالانسحاب، إلى موقع جديد بعد انكشاف الموسم المروع، لشعوب المنطقة، عن مستوى الجحيم الذي دُفع له الناس، في مشروعها التدميري للمشرق العربي.
وهنا ما نقصده، أن خروج الشعب العربي في الخليج من دوامة الأزمة، سيستدعي بالضرورة حالة مراجعة، حتى على صعيد الفرد الخليجي، لماذا فُعل بنا ما فعل، وما الذي حققناه، بعد أن حاصرت دولنا أهل قطر، وما هو واقع دولنا اليوم مع الوطن العربي والعالم الإسلامي؟
وأين سيذهب بنا ملف الاتهام (الإرهابي)، الذي تعاونت فيه دول المنطقة مع تل أبيب وواشنطن، في ظل التهور المجنون لتجريم قطر، وخاصة في عودة التلويح بقانون جاستا، الذي قد يكون جاستا واحد واثنين..وهكذا.
في الحقيقة هي أسئلة كبرى وحسّاسة، ومخاوف طورتها أخطاء وحماقات عديدة لدول المحور، كان بالإمكان أن تُتدارك منذ بدأ الأزمة، وكلما تُركت زادت فواتيرها الباهظة، ولذلك قد يُقرأ دمج ما سمي بقمة الخريف الأميركية، في قمة عادية للمجلس كنوع من المخرج، الذي يُخفف هذه الحالة الحرجة، عبر حضور ترامب الشخصي لها.
لكن هذا ليس كل الحكاية وإنما يبقى هناك ملف أميركي خاص، وهو إيران وعلاقته بالأزمة. إن سياقات اللقاءات المشتركة لدول المجلس وواشنطن ومصر والأردن 6+3، باسم مواجهة إيران والتي تكررت سابقاً، تُشير إلى اهتمام شخصي مركزي لدى ترامب وفريقه، في تحشيد التنسيق للضغط على طهران.
وما نعنيه بعلاقة هذا الأمر بالقمة، هو أن حضور ترامب، إن لم تنقل القمة ذاتها إلى واشنطن، سوف يُدمج تحت هذا العنوان، وإن كان الراجح حضور ترامب لقمة الكويت، لو صحت هذه القراءة، لأن انتقال القمة إلى واشنطن، مهين لشخصيات الدول الاعتبارية، وهو واقع سيء جرت إليه الأزمة، وبالتالي تُطرح القمة بحضور وتمثيل أعلى مستوياتها، قرارات التصعيد على إيران، فيُدرج تحت هذا الزخم فك الاشتباك داخل دول المجلس.
هل هناك تصريحات تؤكد ذلك؟
لا يوجد في الحقيقة، لكن الرابط للأمر في اهتمامات البيت الأبيض، هو في تحويل الضغط على إيران لثمرة اتفاق نووي جديد، يُمكّن ترامب المهووس بنسب التحصيل التجاري من كل أزمة، تعزز هذا الرأي سواءً كان اللقاء في واشنطن أو الكويت.
بقي أن نعيد التذكير بالفاجعة السياسية، التي يعيشها هذا المجلس، حيث يُحسن مراكمة كل دائرة سوء على شعوبه وأشقائه، ويقدم كل خدمة ليستنزفه الصندوق الأميركي الإسرائيلي، وهو يبحث عن ثأر البسوس في أرضه وشعبه، فلا لوم على نتانياهو وحصاده، في زمن الفتنة الخليجية الغبية.
بقلم : مهنا الحبيل