حظي الاتفاق الذي تم التوقيع عليه الجمعة في مدينة إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا، برعاية الأمم المتحدة وتركيا، لتسهيل عمليات تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود، بترحيب العالم بأسره، إذ أنه سيجنب الكثير من الدول التبعات الخطيرة لأزمة الغذاء الناجمة عن الحرب، عبر سماحه بالشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية نحو الأسواق الدولية.بالنسبة للعالم العربي وأفريقيا، فإنه اتفاق مرحب به بشدة، على اعتبار أنه سيمكن هذه الدول من تجنب أسوأ أزمة غذائية ممكنة، عبر مساهمة الاتفاق في تصدير ما بين «20 - 25» مليون طن من الحبوب العالقة في أوكرانيا، تحتاجها الدول الأكثر استهلاكا للحبوب بشدة، خاصة وأننا سمعنا تحذيرات الأمم المتحدة من «إعصار مجاعات» في الدول الإفريقية التي تستورد أكثر من نصف قمحها من أوكرانيا أو روسيا.ينص الاتفاق على إنشاء «ممرات آمنة» للسماح بمرور السفن التجارية في البحر الأسود والتي تتعهّد موسكو وكييف «بعدم مهاجمتها»، وفقاً لمسؤول في الأمم المتحدة، لكن الحرب المندلعة تجعل الجميع في حالة توجس لها ما يبررها، بعد أن تعرضت أوديسا، الميناء الرئيسي على البحر الأسود، لقصف صاروخي، يشي بأن الأمور ربما تكون أكثر تعقيدا. يأمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن يساعد الاتفاق على تجنب كارثة نقص الغذاء للملايين في جميع أنحاء العالم، ويرى فيه «منارة للأمل والفرص والإغاثة»، يشاطره في ذلك العالم بأسره، وإن كان الاتفاق، الذي استغرق جهدا كبيرا، يحتاج إلى التزام أكيد من جميع الأطراف لأن العالم في أمسّ الحاجة إليه لمواجهة أزمة الغذاء العالمية، من جهة، وللبحث الجاد لاحقا في إيجاد حل سلمي هو الوحيد القادر على إنهاء هذه الحرب المدمرة، وباهظة التكلفة لجميع المنخرطين فيها.
بارقة أمل
- 25/07/2022
- /
- آراء و قضايا
+ A
A -