كان بشار بن بُرد يقول: هجوتُ جريرًا فأعرضَ عني واستصغرني، لو أجابني لكنتُ أشعر الناس!
هناك حوادث سيئة كثيرة تحصل في حياتنا اليومية، ما كان لها أن تنتشر بسرعة كسريان النار في الهشيم لو أننا ترفعنا عنها وتجاهلناها! نحن عن حسن نية ودون قصد نساهم في نشر السوء الذي يريدُ الآخرون له أن ينتشر!
فعلى سبيل المثال، عندما رسمت الصحف الدنماركية رسومًا كاريكاتورية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم لم تصلنا هذه الرسوم عن طريق تلك الصحف وإنما نحن الذين كنا نقوم بإرسالها إلى بعضنا، في الإيميلات كنا نتشارك هذه الرسومات التافهة تحت عنوان: انظر كيف يسخر أعداء الله من نبينا! وفي مواقع التواصل كنا ننشر «بوستات» تحوي هذه الصور تحت عنوان اغضَبْ لنبيك! كنا دون أن ندري جيش نشر يعمل مجانًا عند هذه الصحف، ولو أننا أمتنا هذا الباطل حين وصلنا ما كانت تلك الضجة يومها لتكون!
هذه الحقيقة وعاها الجيل الأول بينما غفلنا عنها نحن! كلكم تعرفون أن حسان بن ثابت كان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه هو الذي تشرف بالدفاع عنه خصوصًا وعن رسالة الإسلام عمومًا، امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم له: أجب عني، اهجهم وروح القدس معك!
طبعًا الرد بالمنطق، والمحاجة بالمثل، والانتصار للحق شيء، ونشر الباطل فقط في سبيل نشره شيء آخر! صحيح أن حسان كان يرد على الشعر المسيء الذي تُهاجم فيه دعوة الإسلام ونبيها، ولكن ألمْ يسأل أحدكم نفسه يومًا: أين أبيات الهجاء تلك، لماذا لا نجدها في كتب السيرة، ولا في كتب الأدب التي دونت شعر صدر الإسلام؟!
لقد اندثرت تلك الأبيات لأن المسلمين الأوائل تعاملوا معها كأنها أكياس قمامة، وأكياس القمامة تُلقى جانبًا ولا يُحتفى بها!
نحن نقرأ في كتب السيرة والأدب قصائد حسان، ولا نجد بجوارها قصائد قريش، كانوا أذكياء جدًا في التعامل مع الباطل، لقد تجاهلوه تمامًا، فلم يكتبوا جُملًا من نوع ؛ وقد قام عدو الله فلان بهجاء نبي الله بهذه الأبيات!
ولا انظروا إلى أي درجة بلغ فيهم الكفر، لقد قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا! لقد أماتوا الباطل بعدم ذكره!
حين تصلك فضيحة أحد دعها تقف عندك، إن الستر على الناس عبادة، وقد قال أبو بكر: لو لم أجد غير ثوبي لأستر به العاصي لسترته به!
متى تنتهي الإساءات والفضائح ما دام كل واحد منا سينشر ما يصله منها على جناح السرعة!
لماذا علينا أن نشارك في كل معركة
وأن نأكل من كل جيفة
وأن نشرب من كل ماءٍ آسن؟!
إن الترفع عن توافه الأمور خُلق نبيل، فطوبى للمترفعين! .
بقلم : أدهم شرقاوي
هناك حوادث سيئة كثيرة تحصل في حياتنا اليومية، ما كان لها أن تنتشر بسرعة كسريان النار في الهشيم لو أننا ترفعنا عنها وتجاهلناها! نحن عن حسن نية ودون قصد نساهم في نشر السوء الذي يريدُ الآخرون له أن ينتشر!
فعلى سبيل المثال، عندما رسمت الصحف الدنماركية رسومًا كاريكاتورية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم لم تصلنا هذه الرسوم عن طريق تلك الصحف وإنما نحن الذين كنا نقوم بإرسالها إلى بعضنا، في الإيميلات كنا نتشارك هذه الرسومات التافهة تحت عنوان: انظر كيف يسخر أعداء الله من نبينا! وفي مواقع التواصل كنا ننشر «بوستات» تحوي هذه الصور تحت عنوان اغضَبْ لنبيك! كنا دون أن ندري جيش نشر يعمل مجانًا عند هذه الصحف، ولو أننا أمتنا هذا الباطل حين وصلنا ما كانت تلك الضجة يومها لتكون!
هذه الحقيقة وعاها الجيل الأول بينما غفلنا عنها نحن! كلكم تعرفون أن حسان بن ثابت كان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه هو الذي تشرف بالدفاع عنه خصوصًا وعن رسالة الإسلام عمومًا، امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم له: أجب عني، اهجهم وروح القدس معك!
طبعًا الرد بالمنطق، والمحاجة بالمثل، والانتصار للحق شيء، ونشر الباطل فقط في سبيل نشره شيء آخر! صحيح أن حسان كان يرد على الشعر المسيء الذي تُهاجم فيه دعوة الإسلام ونبيها، ولكن ألمْ يسأل أحدكم نفسه يومًا: أين أبيات الهجاء تلك، لماذا لا نجدها في كتب السيرة، ولا في كتب الأدب التي دونت شعر صدر الإسلام؟!
لقد اندثرت تلك الأبيات لأن المسلمين الأوائل تعاملوا معها كأنها أكياس قمامة، وأكياس القمامة تُلقى جانبًا ولا يُحتفى بها!
نحن نقرأ في كتب السيرة والأدب قصائد حسان، ولا نجد بجوارها قصائد قريش، كانوا أذكياء جدًا في التعامل مع الباطل، لقد تجاهلوه تمامًا، فلم يكتبوا جُملًا من نوع ؛ وقد قام عدو الله فلان بهجاء نبي الله بهذه الأبيات!
ولا انظروا إلى أي درجة بلغ فيهم الكفر، لقد قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا! لقد أماتوا الباطل بعدم ذكره!
حين تصلك فضيحة أحد دعها تقف عندك، إن الستر على الناس عبادة، وقد قال أبو بكر: لو لم أجد غير ثوبي لأستر به العاصي لسترته به!
متى تنتهي الإساءات والفضائح ما دام كل واحد منا سينشر ما يصله منها على جناح السرعة!
لماذا علينا أن نشارك في كل معركة
وأن نأكل من كل جيفة
وأن نشرب من كل ماءٍ آسن؟!
إن الترفع عن توافه الأمور خُلق نبيل، فطوبى للمترفعين! .
بقلم : أدهم شرقاوي