تواصل قطر جهود الوساطة في غزة، بالموازاة مع تقديم كافة أنواع المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في القطاع، وبطبيعة الحال فإن أي رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق لابد أن تترافق مع نوعٍ من التهدئة بما يسمح بالمضي قُدما في وقف إطلاق النار، لكن التصعيد الإسرائيلي، وآخر فصوله المجزرة المروعة والشنيعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عُزل كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية في غزة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين، يضيع الكثير من الفرص ومن الوقت.
جريمة الاحتلال الوحشية، تثبت يوما بعد يوم الحاجة الملحة إلى تحرك دولي عاجل لإنهاء هذا العدوان غير المسبوق، تمهيدا لمعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، التي باتت تنذر بمجاعة حقيقية في شمال غزة جراء الحصار والقصف والتخاذل، ولابد، والحال هذا، أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال للقانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، فضلا عن توفير الحماية للشعب الفلسطيني من السياسات الإسرائيلية الممنهجة لقتله ومحاصرته وتجويعه وتهجيره قسرا.
بالأمس، أكد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن «دولة قطر ستواصل مساعيها لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف، في إطار جهودها لتعزيز السلم والأمن الدوليين»، وهذه الجهود لم تتوقف منذ لحظة اندلاع العدوان الإسرائيلي، لإيمان قطر الثابت بعدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة، على اعتبار أن من شأن ذلك وحده وضع حد لهذا الصراع الذي ينذر استمراره بتداعيات في غاية الخطورة.