كم من محتج أحرق نفسه في العالم، تضامنا مع مَن يُهدم بيته، ويُقتل ويُحرق بنار العنصرية الصهيونية التي ارتكبت أبشع جريمة في هذا العصر، فدمرت آبار المياه وقطعت الكهرباء وحفرت المزروعات ولوثت الهواء ودمرت المدارس والمساجد والكنائس وأعدمت كل وسيلة للعيش الكريم في غزة هاشم التي كانت على مدى التاريخ الصد المنيع لغزوات الطامعين في مصر وبلاد الشام..
كان الاحتجاج الاقسى على هذه الجرائم -التي لولا التشجيع الأميركي ما اقدم الكيان الغاصب على ارتكابها- هو احتجاج أميركي نأمل أن يستثمر لصالح عدم انتخاب بايدن لفترة ثانية هذا الاحتجاج العنيف رفضا للعنوان والمجازر جاء من طيار أميركي رفض المشاركة في تدمير غزة ومات وهو يهتف الحرية لفلسطين.
انه الضابط الأميركي آرون باشنيل أبيض البشرة مسيحي وشاب صغير في السن وينتمي لسلاح مرموق في الجيش الأميركي وليس له أصول عربية ويرى ما يحدث من إبادة جماعية للمدنيين ويجد تعتيما وضوءا اخضر لإسرائيل ولا يجد قناة شرعية تعبر عنه لا إعلام ولا عضو مجلس نواب ولا قانون دولي ومع قمة الاعتراض على السياسة الخارجية والإدارة الأميركية، يضرم النار في نفسه وهو يرتدي زيه العسكري فله تأثير خطير على الداخل الأميركي. آرون قال: إن ما حدث بداية الغليان الداخلي وسيمثل ضغطا على الإدارة الأميركية ويضرب ملايين المليارات التي تدفعها الدعاية الإسرائيلية للتعتيم وتغطية حرب الإبادة ونقل ما يحدث في فلسطين إلى مرحلة أخرى عندما يتعرف مزيد من الناس على ما يحدث وأن أميركا شريكة الاعتداء الغاشم على الفلسطينيين.
آرون باشنيل، الطيار الذي رفض ان يحمل على ضميره مجزرة بلاده بحقنا… وفضّل الموت اعتصاماً ضد إبادة الفلسطينيين بأسلحة وطائرات الولايات المتحدة.. هذا الشريف الحر هو براءة أميركا وجيشها من تهمة البربرية.
لقد قدّم حياته مقابل صرخة «فلسطين حرة» نسأل الله سبحانه أن يغفر له ارتكاب جريمة الحرق لأنه.. شهيد إنسانية، والله أعلم.