+ A
A -
وجهت «200» شخصية عالمية من أوساط الفنون والعلوم نداء عاجلا لإنقاذ الأرض من كارثة عالمية، مع التغير المناخي وتراجع التنوع الحيوي عبر العالم.
لكن ما الذي يعنيه التنوع الحيوي؟.
يعني ببساطة، وكما يظهر من الاصطلاح نفسه، تنوع الحياة في بيئاتها بكوكب الأرض، ويُعتقد أن هناك نحو5 - 8.7 مليون كائن على هذا الكوكب، استطاع البشر التعرف إلى 10% منها فقط، تساهم كل تلك الكائنات في تسيير الحياة على سطح الأرض بحيث تكون ممكنة للكل معا، وأكثر الأمثلة بساطة هو أنه دون النباتات لن يكون هناك أكسجين، لذلك كلما قلت نسبة النباتات في الكوكب قلّت نسبة الأكسجين في غلافه الجوي، ودون النحل لن تكون هناك فواكه ولا حبوب، لأنه ينقل حبوب اللقاح في أقدامه من زهرة إلى زهرة، وهكذا فإنه مع بعض التأمل يمكن لك أن تخمن أن عددا كبيرا من الكائنات الحية يؤثر بشكل مباشر في حياتنا كبشر، لكن تخمينك سيكون دائما أقل من الحقيقة، فكل كائن على هذا الكوكب يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على كل كائن آخر، والفكرة في النهاية هي أننا، جميعا مرتبطون.
هذا هو ما نسميه بالتنوع الحيوي، فكلما ازدادت درجات التنوع، سواء على مستوى الجينات داخل النوع نفسه، أو على مستوى الأنواع، أو على مستوى المنظومات البيئية، كانت الحياة على الأرض أكثر صلابة في مواجهة التغير، لكن ما يحدث الآن هو تهديد مباشر لقوة تلك الشبكة، والمشكلة الرئيسية هنا هي أن التنوع الحيوي في الكرة الأرضية، تلك الشبكة البيئية الضخمة المتماسكة عبر ملايين السنين من التطور، كانت دائما سلاحنا الأول في مواجهة التغيرات المناخية، لكن مع هذا الانخفاض الواضح، والمؤكد عبر عدد كبير من الدراسات والتقارير الدولية، في التنوع الحيوي، فقد أصبحت البشرية بلا درع يحميها في مواجهة هذا الخطر الجديد، في تلك النقطة يحين موعد سؤالنا الرئيس: هل تخوض الأرض انقراضها السادس إذن؟!.
بقلم : حسان يونس