+ A
A -
سمير البرغوثي
سلام لمن يحملون ارواحهم على اكفهم في مواجهة المحتل ، على حدود الوطن المحتل
سلام لارواح من سقطوا ورووا بدمائهم الحدود المتعطشة منذ الاحتلال عام 1948.سلام للجرحى الذين سقطوا في مواجهة المحتل على طريق اولئك الاوائل الذين قدموا ارواحهم فداء لفلسطين..ويستحقون منا ان نتذكرهم كل حين..الاحياء عند ربهم يرزقون والاحياء على وجه الارض يواصلون الحياة..منهم المناضلة
تريز هلسة الفدائية الفلسطينية، التي ولدت عام 1954م في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، لعائلة أردنية مسيحية متوسطة الحال، تريز الثالثة بين اخواتها، والدها أردني الاصل، قدم من مدينة الكرك إلى فلسطين عام1946م. وامّها هي نادية حنا من قرية الرامة (عكا) في الجليل الاعلى، انهت دراستها الثانوية في مدرسة تيراسنتا الاهلية في عكّا، ثم اكملت دراستها في موضوع التمريض في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة.
قررت هلسة ان تنضم إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد ان شهدت في عكا عام 1970، واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقاً بـ«مجموعة عكا»، حيث قتل أحد أعضائها من أبناء عكا وعند تشييعه، منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثته قبل الدفن لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له، هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها.اضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل التي ازدادت في مطلع السبعينيات، وفي 23 نوفمبر 1971، غادرت أراضي ال 48 دون علم عائلتها وهربت إلى الضفة الغربية ثم إلى لبنان، برفقة شابة زميلة لها في الدراسة.
انضمت لحركة فتح وانخرطت في مجموعة ايلول اسود، وعرف عنها موقفها ان للنساء حق المقاومة في الصفوف الامامية، في 8 مايو 1972، كانت واحدة من بين اربع فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة سابينا البلجيكية إلى مطار اللد في إسرائيل عام 1972، والتي خطط لها علي حسن سلامة، كان الهدف من وراء هذه العملية هو مبادلة الرهائن باسرى أردنيين وفلسطينيين، فشلت العملية واستولى الجيش الاسرائيلي على الطائرة في مطار اللد، وانتهى باصابتها واعتقالها مع زميلتها ريما عيسى ومقتل الفدائيين الاخرين علي طه وزكريا الاطرش، قدمت للمحاكمة في إسرائيل وحكم عليها بالسجن المؤبد مرتين واربعين عاما، قضت منها 10 سنوات في السجن إلى ان انتهت بالنفي بعد الافراج عنها بصفقة التبادل عام 1983.
تعيش تريز هلسة اليوم في مدينة عمان مع زوجها واولادها الثلاثة، ما زالت تريز هلسة محرومة من دخول الاراضي الفلسطينية ورؤية عائلتها في عكا وحيفا، وقد صرّحت تريز انّها غير نادمة ابدا على عملها المسلح، حيث قالت انها رفضت الاستسلام خلال خطف الطائرة واصابت بنيامين نتنياهو برصاصها خلال اطلاق النار، الذي شارك في عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين.
تريز عاملت الرهائن في الطائرة الذين كانوا مدنيين معاملة حسنة، واعلنت ان مشكلتها بالاساس مع المؤسسة والدولة الإسرائيلية..
هذا نموذج من نساء فلسطين ..والاردن..مسيحية اردنية فلسطينية استحقت ان تخلد بفيلم بطلته نادرة عمران اعادت ذكراها في لقاء تلفزيوني وتستحق ان نكتب عنها كل حين..
كلمة مباحة
منذ رفعنا غصن الزيتون..قلعت اسرائيل آلاف اشجار الزيتون واسقطت بندقية هلسة..
بقلم : سمير البرغوثي
سلام لمن يحملون ارواحهم على اكفهم في مواجهة المحتل ، على حدود الوطن المحتل
سلام لارواح من سقطوا ورووا بدمائهم الحدود المتعطشة منذ الاحتلال عام 1948.سلام للجرحى الذين سقطوا في مواجهة المحتل على طريق اولئك الاوائل الذين قدموا ارواحهم فداء لفلسطين..ويستحقون منا ان نتذكرهم كل حين..الاحياء عند ربهم يرزقون والاحياء على وجه الارض يواصلون الحياة..منهم المناضلة
تريز هلسة الفدائية الفلسطينية، التي ولدت عام 1954م في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، لعائلة أردنية مسيحية متوسطة الحال، تريز الثالثة بين اخواتها، والدها أردني الاصل، قدم من مدينة الكرك إلى فلسطين عام1946م. وامّها هي نادية حنا من قرية الرامة (عكا) في الجليل الاعلى، انهت دراستها الثانوية في مدرسة تيراسنتا الاهلية في عكّا، ثم اكملت دراستها في موضوع التمريض في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة.
قررت هلسة ان تنضم إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد ان شهدت في عكا عام 1970، واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقاً بـ«مجموعة عكا»، حيث قتل أحد أعضائها من أبناء عكا وعند تشييعه، منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثته قبل الدفن لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له، هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها.اضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل التي ازدادت في مطلع السبعينيات، وفي 23 نوفمبر 1971، غادرت أراضي ال 48 دون علم عائلتها وهربت إلى الضفة الغربية ثم إلى لبنان، برفقة شابة زميلة لها في الدراسة.
انضمت لحركة فتح وانخرطت في مجموعة ايلول اسود، وعرف عنها موقفها ان للنساء حق المقاومة في الصفوف الامامية، في 8 مايو 1972، كانت واحدة من بين اربع فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة سابينا البلجيكية إلى مطار اللد في إسرائيل عام 1972، والتي خطط لها علي حسن سلامة، كان الهدف من وراء هذه العملية هو مبادلة الرهائن باسرى أردنيين وفلسطينيين، فشلت العملية واستولى الجيش الاسرائيلي على الطائرة في مطار اللد، وانتهى باصابتها واعتقالها مع زميلتها ريما عيسى ومقتل الفدائيين الاخرين علي طه وزكريا الاطرش، قدمت للمحاكمة في إسرائيل وحكم عليها بالسجن المؤبد مرتين واربعين عاما، قضت منها 10 سنوات في السجن إلى ان انتهت بالنفي بعد الافراج عنها بصفقة التبادل عام 1983.
تعيش تريز هلسة اليوم في مدينة عمان مع زوجها واولادها الثلاثة، ما زالت تريز هلسة محرومة من دخول الاراضي الفلسطينية ورؤية عائلتها في عكا وحيفا، وقد صرّحت تريز انّها غير نادمة ابدا على عملها المسلح، حيث قالت انها رفضت الاستسلام خلال خطف الطائرة واصابت بنيامين نتنياهو برصاصها خلال اطلاق النار، الذي شارك في عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين.
تريز عاملت الرهائن في الطائرة الذين كانوا مدنيين معاملة حسنة، واعلنت ان مشكلتها بالاساس مع المؤسسة والدولة الإسرائيلية..
هذا نموذج من نساء فلسطين ..والاردن..مسيحية اردنية فلسطينية استحقت ان تخلد بفيلم بطلته نادرة عمران اعادت ذكراها في لقاء تلفزيوني وتستحق ان نكتب عنها كل حين..
كلمة مباحة
منذ رفعنا غصن الزيتون..قلعت اسرائيل آلاف اشجار الزيتون واسقطت بندقية هلسة..
بقلم : سمير البرغوثي