يقول «فريد آلن»: لقد تعلمتُ القانون لدرجة أنني يوم تخرجتُ من الجامعة رفعتُ عليها قضية في المحكمة، وربحتُها، وقمتُ باسترداد كل مصاريف الدراسة التي كنتُ قد دفعتُها! أعتقدُ أن الجامعة عليها أن تكون سعيدة بطالب كهذا، فهذا يدل على أنها أجادت تعليمه كل مداخل القانون ومخارجه، وصحيح أن القضية فيها حركة نذالة ولكن بغض النظر عن الباعث وراءها إلا أن هذا لا يُلغي أن الجامعة قد خرّجتْ طالباً فاهماً وضليعاً في تخصصه! والشيء بالشيء يُذكر، هناك طرفة تُروى عن إحدى الجامعات العربية، أن الأساتذة الجامعيين فيها قد أخذوا أماكنهم في الطائرة، استعداداً للإقلاع، فإذا بصوت قبطان الطائرة يقول: الأساتذة الكرام، هذه الطائرة من صنع طلابكم! من شدة الفزع قام الأساتذة هاربين يبحثون عن أول مخرج، ولكن مدير الجامعة قال لهم: اجلسوا، اجلسوا، سأقطع يدي إن طارت بنا متراً واحداً!
وإن كانت دعوى «فريد آلن» القضائية يمكن إدراجها تحت قول شاعرنا: أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتدَّ ساعده رماني فإن القضية الثانية التي أنا بصدد الحديث عنها لا أعرف تحت أي باب يمكن إدراجها!
الكاتب الأميركي «KURT VONNEGUT» كان مدخناً شرهاً، يستهلك من السجائر كمية تكفي الشلة من الأصحاب، ثم أنه رفع دعوى قضائية ضد شركة التدخين لأن السجائر لم تقتله كما هو مكتوب على العلبة! يبدو أن الفضاوة وقلة الأشغال والعياذ بالله توحي إلى الإنسان بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان! ومما يدخل في باب الفضاوة أعاذنا الله وإياكم منها، قام «ترينس ديكسون» وهو لص منازل محترف، بعد أن انتهى من سرقة أحد المنازل، بإغلاق الباب ونزل إلى كاراج المنزل ليهرب من هناك، ولكنه تفاجأ بأن عطلاً مفاجئاً أصاب الباب الكهربائي للكراج، فلم يستطع العودة إلى المنزل، ولا المغادرة من باب الكراج فبقي حبيساً لأسبوع يشرب البيبسي ويأكل طعام قطة أهل البيت، وعندما عاد أصحاب البيت فرَّ هارباً، ولكنه بدل أن يستر على نفسه، قام برفع دعوى ضد شركة الأبواب الكهربائية وطالب بتعويض عن الضرر النفسي والمادي الذي أصابه، إلى هنا يبقى الجنون معقولاً، ولكن أن تحكم المحكمة لصالحه وتأمر الشركة بدفع تعويض له، فهذا ما يسمى الجنون فنون! والسلام!
بقلم : أدهم شرقاوي
بقلم : أدهم شرقاوي