+ A
A -
سمير البرغوثي
كانت تعلو مكتبي رسمة كاريكاتيرية للفنان الراحل ناجي العلي.. الرسمة لرجل فلسطيني في أحد مخيمات بيروت ممسكا بابنه أنور وهو يجلد فيه بالحزام.. ويقول له خنت الوطن يا ابن.. وقَّعت اتفاقية الخيانة يا أنور.. فيما أم الولد تعاتب زوجها وهي تقول له أنت كل ما تخلف ولد تقوم بتسميته باسم زعيم أعجبتك مواقفه.. وعندما يخطئ تقوم بضرب الولد لأته سُمي باسم الرئيس!!..
طبعا كلهم عوقبوا فقط لأسمائهم.. جلد الحاج أمين الحسيني بعد أن فشل في لم شمل الفلسطينيين بعد 1948، ثم جلد عبد الله وفيصل وفاروق وعام 1967 جلد عبدالناصر ثم جلد أنور ومن بعد جلد حافظ ثم حسني وعرفات. ومات مع وفاة عرفات ليواصل أبناؤه مهمته في جلد أسماء الرؤساء من بعده.
صورة تعبر عن حالة أمة تضع ثقتها في قيادتها التي لم تكن تعلم أن كل الزعماء لا يمكن أن يستمروا إذا غضبت واشنطن.. سألني الولد الشقي إبراهيم.. هل نتانياهو عينته واشنطن.. قلت هذا نتانياهو هو الذي يعين. فهو من يزور التاريخ وانظر ماذا افترى علينا..
يقول نتانياهو إن الحاج أمين الحسيني هو من حرض هتلر على حرق اليهود حتى لا يأتوا إلى فلسطين وإن هتلر بريء من ذلك.. يبدو أن الحاج لم يقم بالتحريض بما فيه الكفاية.. فهتلر لم يحرق الجميع واليهود جاؤوا إلى فلسطين!
نعم الحاج زار برلين واجتمع مع هتلر في 1941..
نعم كان أحد مطالب الحاج عدم الاعتراف بوطن قومي لليهود في فلسطين..
نعم المحرقة وقعت كما يزعمون في 1941 لكن خطة الحل الأخير والبداية الفعلية للهولوكوست كانت في 9 نوفمبر 1938 بقتل 100 يهودي أوروبي وقبل أن يزور الحسيني ألمانيا.
كلمة مباحة
قال سميح القاسم في «حوارية مع رجل يكرهني»
ماذا في كفك؟
حفنة قمح.
ماذا في صدرك؟
صورة جرح.
في صوتك غيظ التاريخ؟
في صوتي غيظ الصواريخ.
الدرب الطول!
لن أتعب.
ياهوذا باعك!
لن أصلب.
أجدادي احترقوا في أوشفيتز.
قلبي معهم؛ انزع من جلدي الأسلاك.
وجراح الماضي.
دعها بصمة عار في وجه السفاح هناك.
بقلم : سمير البرغوثي
كانت تعلو مكتبي رسمة كاريكاتيرية للفنان الراحل ناجي العلي.. الرسمة لرجل فلسطيني في أحد مخيمات بيروت ممسكا بابنه أنور وهو يجلد فيه بالحزام.. ويقول له خنت الوطن يا ابن.. وقَّعت اتفاقية الخيانة يا أنور.. فيما أم الولد تعاتب زوجها وهي تقول له أنت كل ما تخلف ولد تقوم بتسميته باسم زعيم أعجبتك مواقفه.. وعندما يخطئ تقوم بضرب الولد لأته سُمي باسم الرئيس!!..
طبعا كلهم عوقبوا فقط لأسمائهم.. جلد الحاج أمين الحسيني بعد أن فشل في لم شمل الفلسطينيين بعد 1948، ثم جلد عبد الله وفيصل وفاروق وعام 1967 جلد عبدالناصر ثم جلد أنور ومن بعد جلد حافظ ثم حسني وعرفات. ومات مع وفاة عرفات ليواصل أبناؤه مهمته في جلد أسماء الرؤساء من بعده.
صورة تعبر عن حالة أمة تضع ثقتها في قيادتها التي لم تكن تعلم أن كل الزعماء لا يمكن أن يستمروا إذا غضبت واشنطن.. سألني الولد الشقي إبراهيم.. هل نتانياهو عينته واشنطن.. قلت هذا نتانياهو هو الذي يعين. فهو من يزور التاريخ وانظر ماذا افترى علينا..
يقول نتانياهو إن الحاج أمين الحسيني هو من حرض هتلر على حرق اليهود حتى لا يأتوا إلى فلسطين وإن هتلر بريء من ذلك.. يبدو أن الحاج لم يقم بالتحريض بما فيه الكفاية.. فهتلر لم يحرق الجميع واليهود جاؤوا إلى فلسطين!
نعم الحاج زار برلين واجتمع مع هتلر في 1941..
نعم كان أحد مطالب الحاج عدم الاعتراف بوطن قومي لليهود في فلسطين..
نعم المحرقة وقعت كما يزعمون في 1941 لكن خطة الحل الأخير والبداية الفعلية للهولوكوست كانت في 9 نوفمبر 1938 بقتل 100 يهودي أوروبي وقبل أن يزور الحسيني ألمانيا.
كلمة مباحة
قال سميح القاسم في «حوارية مع رجل يكرهني»
ماذا في كفك؟
حفنة قمح.
ماذا في صدرك؟
صورة جرح.
في صوتك غيظ التاريخ؟
في صوتي غيظ الصواريخ.
الدرب الطول!
لن أتعب.
ياهوذا باعك!
لن أصلب.
أجدادي احترقوا في أوشفيتز.
قلبي معهم؛ انزع من جلدي الأسلاك.
وجراح الماضي.
دعها بصمة عار في وجه السفاح هناك.
بقلم : سمير البرغوثي